شقيق جندي مصري يروي كواليس اختفائه خلال حرب أكتوبر: رجعلنا بأفرول مرقع بسبب الشظايا
يوم يفصلنا عن حلول الذكرى الـ 50 لـ انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، ومازالت قصص الأبطال من جنود الجيش المصري الذين شكلوا ملحمة تاريخية خالدة فداء لمصر عالقة في أذهان المصريين.
ومن بين الروايات، قصة فراج سالم، الجندي المصري الذي تم أسره من قبل القوات الإسرائيلية.
وروى عبد الرحمن سالم شقيق البطل لحظات الألم والقلق التي عاشتها أسرته آنذاك، حينما تم أسر شقيقه الأكبر، من قبل القوات الإسرائيلية.
قصة جندي مصري في حرب أكتوبر
وقال عبد الرحمن سالم في حواره لـ القاهرة 24 عن شقيقه المتوفى حاليا: أخويا الكبير الدكتور فراج سالم، كان جندي مجند مؤهلات عليا، التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية في شهر 5 سنة 1972، وكان جندي مشاه تم نقله بعدها للسويس في إحدى كتائب الجيش الثاني الميداني، وظل في التدريبات وأنهى التدريب الأولي والثاني، ويوم 6 أكتوبر قامت الحرب الساعة 2 الظهر.
وتابع: بدأت الحرب، ومن ثم بدأ في الانقطاع عن التواصل معنا، وبالفعل أصبحنا لا نعلم عنه أي شيء، وعدى شهر رمضان بأكمله، دون أي أخبار عنه.
وأضاف عبد الرحمن سالم: حينها كان ليا صديق زميلي في السجلات حكيتله عن اختفاء شقيقي، لكن هو وقتها قالي إن المفقودين أسماؤهم بتظهر بعد فترة، وبالفعل بعد مرور مدة طويلة أبلغني عن اسم مشابه لاسم أخويا فرج الله، وقالي إنه استشهد في الحرب، مضيفًا: أنا سمعت الكلام وسكت وقتها، دون أن أخبر والدي عما قاله زميلي، على أمل أي خبر أو معلومة جديدة تعالج الألم والقلق اللي كنت عايش فيه بسبب اختفائه.
واستكمل: تفاجئت بـ تيليجراف باسم أخويا، ومكتوب فيه إنه مكانه في معسكر إيواء، وده اللي أصبح مكان كلية الفنية العسكرية حاليًا، المكان ده كان بيضم الجنود اللي كانت مش عارفة ترجع الوحدة أو الوحدة بتاعتها اتضربت، فرحت إنه الحمد لله كويس وقتها قلت لـ والدي وعرفته، وبعدها بكام يوم كان يوم تلات أخويا رجع نزل أجازة أسبوع.
وأوضح عبد الرحمن سالم، فراج أخويا كان نازل بـ أفرول فيه أكتر من 20 رقعة، ولما رجع البيت قالنا إنه كان في مأمورية بعيدة عن المعسكر، ولما رجع وجد أن الكتيبة اتضربت وكان ساعتها في السويس أيام الدفرسوار، وكان المكان كله مهجور وقالنا إنه كان بيمشي في الصحرا، والإسرائيليين أخدوهم أسرى، وكان بيشوف المصابين.
وعن مشاركة عبد الرحمن سالم في حرب أكتوبر المجيدة قال: أنا كنت في المنطقة العسكرية المركزية، وكان عندنا علم بخطة الحرب، وخدنا تعليمات إننا منشتغلش الصبح في المكان ده، انقلبت الآية بقينا نروح 10 بالليل لأول ضوء الساعة 5 الفجر بدل من 6 صباحًا لـ 3 ظهرًا، لأننا كنا وحدة فنية.
وتابع: الرئيس جمال عبد الناصر قالها صراحةً إنه مش هيهدى ولا هيسكت ولا يهدا له بال ولا ينام إلا ما يأخد حقنا، وبالفعل من بعد 3 أشهر كان عمل المدمرة إيلات، ومكانش بينام وبدأ حرب الاستنزاف 1967 لحد 1970، وكان الـ 4 سنين دول كلهم توتر، والبلد كلها كانت في حالة طوارئ 100%، ولحد ما توفي الرئيس جمال عبد الناصر كان عامل خطة للحرب ومعاه الرئيس السادات، وكان أيامها الفريق محمد فوزي، وكل القادة العسكريين الذين شاركوا في الحرب.