وقع في حبها جندي مصاب.. ابنة الممرضة آمال معالجة مصابي حرب أكتوبر: حرمت نفسها من النوم عشان تعالج المرضى
لم تكتفِ بكونها الأم التي تنجب البطل الذي يحارب هنا وهناك، بل أصبحت يدًا بيد معه، حتى تحقق بذاتها انتصارات عدة، يسطر بها اسم المرأة المصرية، وتاريخ المصرية حافل في سجله ما بين النضال وإعداد المناضلين، ولعل أبرز ما سجله التاريخ هي حرب أكتوبر المجيدة، والتي نحتفل بذكراها الخميسين غدًا الجمعة.
حرب أكتوبر المجيدة
من بين مناضلات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، كانت هناك ممرضات الحرب، اللوائي رغم صغر أعمارهن إلا أنهن لم يخشين الحرب أو الموت، فكانت من بينهن آمال وحيد محمد، تلك الصغيرة التي لا تبلغ من العمر سوى ستة عشر عاما -حينها-.
تروي قصة آمال وحيد، ابنتها شيماء، البالغة من العمر الآن 43 عاما، حيث أحيت ذكرى حرب أكتوبر بسرد حكاية والدتها آمال لـ القاهرة 24، وذلك بعد وفاتها بعدة أعوام.
آمال حينها كانت لا تزال طالبة في ريعان شبابها، مواليد حدائق القبة، وكانت تتنقل بين الأماكن حسب طبيعة عمل والدها، والذي كان يعمل “شيف” بالقوات المسلحة.
دخلت آمال مدرسة داخلية، حيث ابتعدت عن أسرتها لتدرس التمريض بالمعهد الفني، لتأتي الحرب وتكمل مسيرة الابتعاد، وتجعلها رهن إشارة المصابين -حسبما وصفت خلال حرب أكتوبر-.
آمال وهي في العام الأول من دراستها، طُلب منها هي وزميلاتها واللائي بلغ عددهم 99 بنتا، المكوث لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر لمعالجة مصابي حرب أكتوبر، في مستشفى الزقازيق والذي أصبح مفتوحا لمصابي حرب أكتوبر 1973، حيث لن يروا ذويهم أبدًا خلال تلك المدة، لدرجة أنهن امتنعن عن النوم والأكل والشرب في سبيل إسعاف الجنود.
عملت آمال في مستشفى الزقازيق، واستمرت في عملها حتى اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، رغم أنها كانت لا تزال طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا، ورغم حداثة عمرها، فهي لن تداويهم فحسب، بل تقول ابنتها إنها كانت حنونة عليهم وتهون عليهم آلامهم وتمنحهم روحًا معنوية.
وبسبب حنية آمال، وقع في حبها جندي ضمن المصابين، وكتب لها سطرا من الشعر، حبًا بالصغيرة التي كانت مشمرّة عن ساعديها حتى تكون حركتها بين المصابين أسهل.
كانت آمال تقول قبل وفاتها: نايمين قاعدين في المستشفى مش حاسين بألم نستقبل المرضى، ولما يرجعوا من المعركة بانتصار فرحتنا مكانتش تقل عنهم، ولو بس واحد بصلنا كدة بعينيه نجري عليه نشوف عاوز ايه، لدرجة أننا لو نمنا نحلم بحد من المصابين إنه بينده علينا.
ورغم وقوع الجندي في حبها، بسبب رقتها وحبها لعملها، إلا أنها تزوجت من نقيب فني زيدان حسن، متطوع بالجيش، والتي ظلت بجانبه نحو 30 عامًا بعد إصابته بشلل نصفي.