سعد زغلول.. قصة بطل نجح في فك أخطر شفرة عبرية وكشف مواقع العدو في حرب 1973
50 عامًا مرت على ذكرى نصر أكتوبر المجيد، تلك المعركة التي ما زالت خالدة في أذهان جميع المصريين، وقدم جنودنا البواسل خلالها كل غالٍ ونفيس، وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة.
بطل حرب أكتوبر يروي تفاصيل فك شفرة خريطة سيريوس العبرية
من بين أبطال معركة الكرامة، سعد أحمد زغلول ابن محافظة الدقهلية، والذي أتقن اللغة العبرية واستطاع ترجمة خريطة سيريوس التي وصفت بأنها أخطر شفرة سرية للعدو، ونجح في رصد وتسجيل اتصالاته وتحركاته، وكشف المواقع الإسرائيلية ومراكز قيادتها.
يقول سعد زغلول إنه التحق بالجيش المصري لخدمة الوطن في عام 1970 بسلاح الاستطلاع، وكان إيمان القيادة راسخًا بإدخال عناصر من الشباب المتعلم في خدمة الجيش، وذلك لاستيعاب الأسلحة الحديثة ووسائل الحرب الإلكترونية في مواجهة عدو ماكر مسلح بأحدث الأسلحة، تسانده أمريكا بأنواع حديثة من الطائرات والمدرعات ووسائل الحرب الإلكترونية.
وأضاف زغلول خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه إيمانًا بمقولة النبي صلى الله عليه وسلم “من تعلم لغة قوم أمن مكرهم”، كانت القيادة المصرية في أشد الحاجة لمعرفة كل ما يدور على أرض سيناء، وحينها تعلم سعد زغلول اللغة العبرية وأتقنها كتابة وقراءة واستماعًا.
وأوضح بطل حرب أكتوبر، أنه شارك في عمليات استطلاع ومراقبة لاتصالات العدو وتحركاته لمعرفة طرق تدريبه، وراقب أيضًا كل المطارات الخاصة به على أرض سيناء، ورصد تحركات قوات البحرية في الموانئ الإسرائيلية، والدوريات والمدرعات ومراكز القيادة.
وتابع بأنه بسبب إجادته للغة العبرية، نجح في التقاط المحادثات المدنية بين الضباط والجنود الإسرائيليين الموجودون على خط بارليف وذويهم في إسرائيل، وتفريغها لمعرفة الحالة المعنوية لهم.
واستكمل: حين اهتزت الأرض بنداء الله أكبر، حامت طائراتنا تحمل الموت للأعداء، ثم اهتزت الأرض من دويّ المدافع المصرية، وانطلق الأبطال فوق المعابر متسلحين بالإيمان بالله والتضحية من أجل الوطن.
وتابع: كنت أستمع إلى جنود العدو يصرخون قائلين إنهم يعبرون بالآلاف، زلزال من اتجاه الغرب، الطائرات والمدفعية يطلقون قذائف علينا، إننا في الجحيم، أنقذونا، لا نريد أن نموت، أرسلوا إلينا سلاح الجو فورا.
وأكد أنه في مساء يوم 6 أكتوبر 1973، سمع قائد القوات الجوية الإسرائيلية يقول: حسب تعليمات من القيادة العليا سلاح الجو غير مصرح له الاقتراب من خط المياه لمسافة 15 كم، وذلك لخوفهم من حائط الصواريخ وبطولات رجال الدفاع الجوي المصري.
وفي ذات اليوم، تم تكليفه بكتابة نداء بالعبرية لدعوة جنود العدو للاستسلام ورفع الراية البيضاء، مع الوعد بالمعاملة الحسنة حسب اتفاقية جنيف.
وتابع: من أخطر الرسائل التي التقطها، كانت تحديد مكان قائد مدرعات العدو الجنرال إبراهام ماندلر، وتم قتله وكل من كانوا معه يوم 13 أكتوبر 1973، ورصد تمحادثة بين موشيه ديان، وزير الدفاع، وشلومو أردنيست، قائد حصن بور توفيق، قبل الاستسلام أمام وسائل الإعلام المصرية والعالمية.
كما كان وقوع خريطة سيريوس التي وصفت بأخطر شفرة للعدو في أيدي القوات المصرية أثرًا بالغ الأهمية، حيث كانت تضم نقط خط برليف بداية من بورسعيد حتى السويس بأسماء كودية مشفرة، وتمكن زغلول من ترجمتها وتحديد كل المواقع الإسرائيلية ومراكز قيادتها على الطبيعة، وكشف تحركات القوات وتحديدها وتوجيه الضربات القاتلة لهم.
كما اكتشف زغلول الهجوم المضاد نحو الفردان، والذي فشل وأسر بسببه العقيد عساف ياجوري، أشهر أسير إسرائيلي في الحرب باعتباره أرفع رتبة عسكرية.
وبنبرة فخر وعزة، اختتم البطل سعد زغلول حديثه قائلًا: إنه يوم النصر العظيم، طافت على رؤوس المحاربين نسائم من يوم بدر، وصرخة الله أكبر زلزلت الأرض تحت أقدام العدو المحتل، وأرض سيناء المقدسة تنادي وتردد الله أكبر عادوا أولادي لتحريري من قيود الأسر وظلام الاحتلال، وانهارت حصون الأعداء تحت أقدام أبطال مصر الأوفياء من الأبطال والشهداء، السعادة تملأ قلبي ومن حلاوة الذكرى تنتشي روحي، وتكاد تطير إلى شاطئ القناة، حيث كان موقعي في مواجهة العدو، وعطر دماء الشهداء يلامس روحي السابحة في شوق الذكريات.