في ذكرى حرب أكتوبر.. فيلم جولدا يبرز لحظات انهزام إسرائيل ويزوّر النتيجة النهائية
طرحت إحدى المنصفات الإلكترونية منذ أيام فيلم يحمل اسم جولدا مائير، وهي رئيسة وزراء إسرائيل في حقبة حرب السادس من أكتوبر المجيد عام 1973، وروى الفيلم السيرة الذاتية لـ جولدا، وبرز خلاله قوة الجيش المصري في استعادة أرضه المحتلة، ولحظات لا ينساها شعب الاحتلال على مر العصور الماضية والقادمة، وهي لحظات انكسار، وهزيمة جيشهم الذي أطلقوا عليه - الجيش الذي لا يقهر - ولكن قوة وإرادة المصريين استطاعت تحطيمهم وهذا ما جاء في الفيلم بـ اعترافات من مذكرات جولدا مائير التي قام عليها العمل.
ولكن مع توالي الأحداث وفرحة الشعب المصري بـ لحظات انهزام الجيش الإسرائيلي التي أبرزها الفيلم، زوّر القائمون على العمل النتيجة النهائية للحرب، وهي أن الاحتلال على بُعد خطوة واحدة من عودتهم للقناة وانتصارهم على الجيش المصري، وهذا عارٍ من الصحة.
دعونا نتذكر هذه اللحظات الرائعة، التي عند ذكرها يشعر المواطن المصري بالفخر والاعتزاز بقواته المسلحة وعزيمته وعدم استسلامه حتى حطم صفوف الجيش الإسرائيلي، دعونا نتذكر استغاثة جولدا مائير، رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي للولايات المتحدة الأمريكية عندما قالت إذا تركتمونا سيدمرنا الجيش المصري ويدخل تل أبيب، دعونا نتذكر جملتها الشهيرة عندما قالت رجالنا تذهب للحرب وتعود ممزقة، دعونا نتذكر خطابها لشعبها وهي تؤكد لهم أن موقف جيش بلادها قوي رغم انهزامه وتحطيمه، دعودنا نتذكر موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي في حرب أكتوبر، وإصابته بالجنون بعدما رأي الجيش المصري يدمر صفوف جيشه واحد تلو الأخر، دعونا أيضًا نتذكر باعترافه بالهزمة أمام شعبة.
فكيف كانت إسرائيل على حافة واحدة من الانتصار وهي مدمرة بـ اعترافات قيادات إسرائيل، سواء جولدا مائير أو موشيه ديان، أو إيلي زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وتصريح الشهير الذي قال فيه: المصريون يستحقون نيشان على خطة الخداع.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه؟ لماذا أصر القائمون على فيلم جولدا على تزييف الحقيقة، ووضع جملة إسرائيل على بُعد خطوة واحدة من الفوز بالعرب وهي مدمرة ولا حول لا ولا قوة، وقد خسرت أكثر من نصف قوتها الجوية والعسكرية، والعديد من الدبابات وغيرها، بينما الجيش المصري خسائره لم تتخط الـ 5% وفي المقابل خسائر إسرائيل تخطت 50%؟ قبل وضع هذه الجملة، هل شاهدتهم فرحة جولدا مائير بعدما وافق الرئيس السادات على السلام ووقف إطلاق النار؟ هل هذه الفرحة توحي بأنها كانت ستنتصر؟ أم تحطمت وعندما وجدت حبل للنجاة من سحقهم تمسكت به؟
لقطات من فيلم جولدا مائير الذي برز لحظات الهزيمة مع تزييف نتيجة الحرب
ونستعرض لكم في مجموعة الصور التالية، تناقض جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل مع نفسها، بالرغم من اعترافها بالهزمة وتمزيق الجيش الإسرائيلي، وهذه هي القصة الحقيقية للحرب، ولكن تعمد صناع فيلم جولدا، تزييف نتيجة الحرب النهائية، ويضع جولدا مائير في مأزق بتغيير حديثها:
في نهاية حديثي، أقول لكل مواطن مصري، تذكر دائمًا وأبدًا أنك الوحيد في العالم الذي قهرت الجيش الذي لا يقهر.