إحياء مشروع القراءة للجميع ومكتبة الأسرة
سأل الخليفة العباسي يومًا المغنّي والموسيقي إبراهيم الموصلّي: كيف تقضي وقتك يا موصلّي؟.
فقال أولًا: في العبادة.
والثانية: مع الأحفاد.
والثالثة: مع الصمّ والبُكم.
فرد عليه المأمون:
أما الأولى والثانية فقد عرفناها، فما هي الثالثة ؟
فقال: في القراءة فالكُتب هي الصّم والبُكُم، حيث تقدم لك المعرفة وهي لا تتكلم ولا تنطق ولا تسمع.
هذا ما قاله وما كان يفعله أحد أشهر وأهم مطربي الزمن القديم “العصر العبّاسي”.
لقد تربيت في طفولتي على مكتبة الاسرة هذا المشروع العملاق الذي استفاد منه الملايين حيث كانت تباع الكتب بثمن رخيص وفي متناول الجميع، ومشاركة كبار الكتاب في هذا المشروع ، وقد شكلت مكتبة الأسرة لجيلي وجبة ثقافية مجانية ايمانا شكلت وجدان الكثير والكثير من الشباب.
ويعد الكتاب خير صديق، وهو أهم وسيلة للمعرفة والتعلم فعلي الرغم من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار ما يعرف بالبودكاست إلا أننا حتى الآن لا نستطيع أن نستغني عن الكتاب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
نعود لمكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع، حيث توقف بعد أحداث ثورة 25 يناير حتى الآن، وأنا أرى أنه قد آن الأوان للنظر في إعادة مشروع مكتبة الأسرة بشكل جديد، بحيث تتاح الكتب عبر منصة مصر الرقمية التي تنفذها الدولة ورؤية مصر 20-30، نظرا لارتفاع تكلفة الطباعة والورق على أن تتحمل الدولة ووزارة الثقافة إصدار الكتب بمبلغ زهيد واتاحته في المكتبات العامة.
سؤال آخر يتبادر إلى ذهني لماذا لا نفكر أيضا في تخصيص كل الفراغات أسفل الكباري لتصبح مكتبات عامة أو مكانا للممارسة أنشطة أو مسرح مكشوف لعمل معارض فنية لرفع الذوق العام لدى المواطنين، فلدينا تجربة ناجحة وهي ساقية الصاوي، حيث كان مكانا للقمامة أصبح منارة ثقافية ووجهة العديد من الشباب ومن الممكن بيع المنتجات الثقافية والإبداعية في تلك الفراغات بدلا من كثرة الجراجات أو مطاعم وكافيهات لاتفيد.