من غرفة الفئران لكازينو حافظ.. كيف نجحت شيرين عبد الوهاب في حصد لقب ممثلة برصيد عمل وحيد؟
مشينا وأدينا من غير أهالينا ولا حد بيسأل فينا.. قدمت دليلة الألفي دليلا قاطعا على أن النجاح لا وقت له ولا حدود، وجسدت رحلة صعود فريدة من نوعها، بدأت من غرفة الفئران إلى كازينو حافظ، واجهت ضغوطات والدتها الخائفة من كلام الناس، وأصرت على إيصال صوتها لكل الذان، كل هذا وأكثر من خلال مسلسل شيرين عبد الوهاب الأول والوحيد.. طريقي، الذي هو بالطبع مفروض عليها ومفروضة عليه، والتي قالت عنه: طريقي ولازم أمشي فيه.. مفروض عليا ومفروضة عليه، لا أنا قادرة منه أرجع.. ولا حتى عارفة نهايته إيه.
وبجانب أن مسلسل طريقي كان عملًا متكاملًا أطلّ علينا في عام 2015، لينضم تلقائيًا إلى قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، والتي مازالت تُعاد بشكل مستمر حتى الآن، فإن المفاجأة الأكبر به، كانت في أداء شيرين عبد الوهاب، التي استحقت عليه لقب ممثلة بجدارة، فبرغم أنه العمل الدرامي الأول لها، ومن المشاركات التمثيلية القليلة لها، بعد مشاركتها في فيلم ميدو مشاكل، فإن شيرين استطاعت أن تحفر اسمها في قائمة الممثلات من خلال عمل واحد.
وتزامنًا مع حلول ذكرى ميلاد شيرين عبد الوهاب اليوم، 8 أكتوبر، نستعرض في السطور التالية أسباب النجاح الجماهيري لمسلسل طريقي، وكيف حفرت شيرين اسمها بالبونط العريض في قائمة الممثلات المصريات، من خلال هذا العمل الدرامي وحيد.
غرفة الفئران كانت مأوى موهبتها.. رحلة صعود دليلة الألفي
قدم مسلسل طريقي خلال أحداثه، جانب المثابرة من أجل تحقيق الأحلام، وذلك من خلال قصة صعود دليلة الألفي وإصرارها على إيصال موهبتها إلى جميع الآذان، فبالرغم من كل جهود والدتها في إبعادها عن مجال الغناء التي تعتبره وصمة عار في حق عائلتها، حتى أن وصل بها الأمر إلى حبس دليلة في غرفة الفئران، معاقبةً لها بسبب غنائها في أحد الأفراح من ورائها، مرورًا بمنعها من الغناء في مدرستها الداخلية الجديدة، وذلك أيضًا كان بناءً على تعليمات والدتها.
وتزداد العوائق أكثر وأكثر، حتى تقابل المنافسة الشرسة في أبهى صورها، مع المطربة شهد -ميس حمدان-، التي تقف عائقا في طريقها بشكل دائم وتحاول إسقاطها، وذلك من خلال عملهما في كازينو حافظ، حتى أن أراد القدر اختتام مشوارها الفني بنهاية مآساوية، عندما أُصيبت بمرض بورم منعها من الغناء، لترمي ورائها كل تلك العوائق من البداية حتى النهاية وتضرب بها عرض الحائط، وتقرر الغناء حتى آخر نفس لها.
اتنين اتنين أصحاب أصحاب.. أو ربما ثلاثة
جمعت دليلة علاقة قوية بصديقاتها الاثنتين، ليلى -ندى موسى- ونادية -ياسمين صبري-، وذلك بعد مقابلتهما في المدرسة الداخلي، وتحديدًا ليلى، التي جسدت هي ودليلة مَثَل ما محبة إلا بعد عداوة، حيث بدأت العلاقة بينهما بمشاجرة كبيرة، ثم تحولا ومعهما نادية، إلى الثلاثي المرح، الذين تحولوا من مجرد غرباء جمعهم القدر دون معاد، إلى عائلة مُختارة، وجُسدت خلال أحداث المسلسل قصة الصديقات التي كانت تتبنى كل منهما صفات متناقضة تمامًا مع صديقتها الأخرى، فكانت نادية المشاغبة بجدارة، صاحبة الأفكار الشيطانية والمصائب دائما تأتي من ورائها، ودليلة الفنانة الحالمة بالوقوف على خشبة المسرح سماع الجميع عظمة صوتها، وكذلك ليلى الحبّيبة العاشقة الولهانة.
يا إسكندرية بحرك عجايب.. مشاهد عروس البحر المتوسط
ومن أبرز جوانب مسلسل طريقي، تصوير بعض مشاهده في مدينة الإسكندرية، حيث كانت تعيش نادية -ياسمين صبري- صاحبة دليلة هناك، وكانت تزورها دليلة بشكل مستمر، بالإضافة إلى تعود دليلة على الذهاب هناك منذ صغرها، لقضاء الإجازة مع التجمعات العائلية، وهنا كنا على موعد مع رحلة في أحياء الإسكندرية وكورنيشها المميز، التي طالما جمع أبطال المسلسل عليه.
غريبة منسية.. مباراة تمثيلية غنائية
وكذلك أحد أسباب نجاح مسلسل طريقي، هو تضمنه لمجموعة من الأغاني بصوت شيرين عبد الوهاب، ما جعل المُشاهد في حالة شجن وتُدخله في حالة متكاملة وهو يشاهد ويستمع لـ شيرين في آن واحد، يحتار بين هل هو في حضرة دليلة الألفي المغنية الحالمة، أم أنه على موعد مع مطربته المفضلة شيرين عبد الوهاب، ومن أبرز الأغاني التي أعادت شيرين تقديمها خلال أحداث المسلسل، أغنية غريبة منسية.. بعيدة منسية، والتي كانت متماشية مع المشهد التي قُدمت به، حيث كانت الليلة الأولى لـ دليلة بالمدرسة الداخلي، التي شعرت بها بأنها وحيدة بدون جليس أو ونيس داخل سجن بدون سجّان، وكذلك أغنية إن راح منك يا عين، التي قدمتها في مسابقة الغناء التي دخلتها، وبالطبع أغنية ليالينا، التي قدمتها على المسرح في فرصة أخيرة لها لسماع صوتها لمنتج إسماعيل جودت، وبعبارة أخرى مصباح علاء الدين الذي أنار لها طريقها الغنائي، بإنتاج ألبوم جديد لها.
