ندفع كام وتبيعوا الكليوباترا بسعر زمان؟!
استيقظت في تمام الساعة السابعة ونصف صباحا، بعد معاناة منبهي الشهم الذي رن جرسه أكثر من عشرات المرات، خوفا من تأخري على شفت الاثنين، ذلك اليوم المعتاد فيه إنذاري من موظف العلاقات العامة بخصم نصف يوم لعدم الالتزام بمواعيد العمل الرسمية.
سيناريو الاثنين المعتاد.. استيقاظ بعد معاناة وخصم نصف يوم لعدم الالتزام، وفي أحد أيام الاثنين من سبتمبر الماضي، وأنا في طريقي للعمل دخلت سوبر ماركت لجلب الإفطار المعتاد (صن توب فراولة وبوريو)؛ إذ بمشادات وأصوات تتعالى وسط كلمات ترن في طبلة أذني:"اشتري علبة سجائر كليوباترا بـ 55 جنيها ليه؟".
أسرعت خطواتي للدخول وسماع المشكلة، بين مشاجرة اثنين في صباح يوم اثنين، وسط رغبة الأول في شراء العلبة الكليوباترا بـ 50 جنيها مع ثبات الثاني على سعر الـ 55 جنيها.. وهنا تدخلت كعادتي التطفلية التي لا أتقن مثلها شيئا معلقا: "يا عم أحمد مشي الدنيا على الصبح واديهاله بـ 50 جنيها وخلاص.. وخلصني أنا كمان عشان ألحق الشفت".
ولكن إصرار عم أحمد صاحب المحل كان أكبر من أي تدخل، ورفض بيع العلبة بالسعر الذي عرضه المشتري، ليسرع الزبون لمحل آخر، بينما ينتابني شعور الحرقة وسط تساؤلاتي لنفسي: "إزاي علبة السجاير اللي بـ 24 جنيها يصل سعرها لـ 55 جنيها في سوق التجزئة!".
وبعد وصولي لمؤسستي التي أعمل بها القاهرة 24، وعزم النية للعمل وسط نكات مني أنا وصديقاي حسن وعمرو لتلطيف الأجواء مع ضغط التكاليف المطلوب تنفيذها في أسرع وقت ممكن، قررت أن أتواصل مع أحد مسؤولي مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان.. لسؤال واحد يتلخص في “الأزمة هتنتهي إمتى والأسعار هترجع لطبيعتها؟".
ولعلاقتي الوطيدة بالشركة، أجريت مكالمة هاتفية لـ الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان هاني أمان، وبعد السلامات والطيبات، سألته صراحة يا أستاذ هاني الأزمة حلها إمتى؟؟.. وأجابني بجملتين: "قريب إن شاء الله هتنتهي تماما.. وأنت عارف إن الشركة رفعت إنتاجها 40% وفي قرارات تانية هنقوم بيها في أقرب وقت".
ويقودني التفكير بعد ذلك عن السبب الأساسي في تلك المشكلة.. جشع كبار تجار الجملة لتعظيم مكاسبهم وتعطيش الأسواق.. أم هناك سبب آخر لتلك الأزمة.
ومن وجهة نظري أن من الظلم الحكم النهائي على كبار وصغار التجار، أنهم هم المتسببون في وقوع تلك الأزمة، فقد تكون هناك مشكلة أكبر لا علم لنا بها.
والذي أراه؛ أنه يستوجب على مدخني الكيلوباترا الإقلاع نهائيا عن التدخين وشرب الشاي على مهلٍ مع الاسترخاء وتذكر دائما مقولة “التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة”.. أو ترك السجائر والاتجاه للشيشة منعا لإزعاجي في تمام الساعة التاسعة صباحا لفض نزاع بين شخصين على علبة كليوباترا.