أجداده اشتغلوها من 200 سنة.. أشهر صانع أختام بقنا: مهنتنا محرمة على الغريب والأمانة أهم شروطها
خلف طاولة خشبية تضم بعض الأدوات البسيطة يجلس العم أحمد محمد إبراهيم، وشهرته أحمد الختام، نقاش الأختام بأحد الشوارع في شارع السوق ببندر دشنا، شمالي محافظة قنا، تلك المهنة التي ورثها عن أجداده الذين لا يعطون أسرارها لأحد ويحتفظون بها لأنفسهم وأجيالهم من بعدهم على مدار 200 عام، وأمامه عشرات الأختام النحاسية، محاولا الحفاظ على واحدة من أكثر المهن المعرضة للاندثار.
أشهر صانع أختام في قنا
عم أحمد الختام، رجل خمسيني متزوج وله 3 أبناء جميعهم في مرحلة تعليمية مختلفة، يمتهن صناعة الأختام النحاسية من عمر الـ15 سنة، بعد أن توارثها عن أجداده، وتعلمها بكل تفاصيلها على يد والده ليصبح أحد أشهر صانعي الأختام، والتي لا يستخدمها سوى العواجيز ممن لا يستطيعون الإمساك بالقلم ولم يتلقوا التعليم الذي يمكنهم من التوقيع.
يبدأ صانع الأختام يومه بداية من الساعة الـ8 صباحا ويجلس على منضدة صغيرة، عارضا بضاعته عليها من الأختام النحاسية بشارع السوق بمركز دشنا، لكي تلفت انتباه المارة الذين يرغبون في قطع الأختام، ويستمر عمله حتى وقت الظهيرة، قائلا لـ القاهرة 24، إن وقت نحت الختم يأخذ معه دقيقة واحدة، وذلك بفضل خبرته في المجال التي تجاوزت الـ35 عاما، أما بالنسبة لشخص مبتدئ فمن الممكن أن يأخذ معه نصف ساعة.
الأمانة والصبر وكيفية التعامل مع المواطنين، من أهم الشروط الواجب توافرها في من يمتهن تلك المهنة، بحسب أحمد الختام، مشيرا إلى أن المهنة قاصرة على المواطنين البسطاء، الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، لتكون مع بصمة الأصبع، بديلا عن الإمضاء على العقود، واستلام المعاشات والمعاملات الحكومية.
ورغم ضعف العائد المادي لصناعة الأختام النحاسية، يتمسك أحمد الختام بعدم تعليمها إلى أي شخص غريب، لما تحمله من أسرار كبيرة تحتاج إلى التعامل بكل أمانة وشرف لعدم التلاعب بمصالح الناس والحفاظ على خصوصياتهم وممتلكاتهم.
يصر العم أحمد الختام على تعليم أبنائه مهنة صناعة الأختام للحفاظ على مهنة العائلة من الاندثار، ولكن يرفض أن تكون مهنتهم الأساسية، قائلا: المهنة ربحها ضعيف جدا لا يتعدى الـ100 جنيه يوميا، ويمكن يوم متشتغلش خالص، وكمان بتأثر بشكل كبير على النظر، وخاصة بعد عمر الـ 60، لأنها بتعتمد بشكل مباشر على النظر.
