أعطي والديّ الصدقة التي تأتي لي فهل علي ذنب؟.. أزهري يرد
تلقى الشيخ رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا بـ الأزهر الشريف سؤال من إحدى المتابعات نصه: هناك شخص يعطيني مالا ليساعدني به فأعطيه لأهلي لكي أساعدهم؛ لأن حالتهم صعبة فهل عليّ ذنب بأن هذا الشخص لا يعرف ذلك؟ وعندما أطبخ أكلا شهيا أشعر بأنه يجب عليّ أن أعطي أمي وأبي منه؛ لأن حالتهما صعبة، وأشعر بعدم الرضا عندما أَكُلُ من هذا الطعام الشهي دون أن يأكلا منه، وعندما أدخر أي مال مصروفي أجلب لهما طعاما، أو عصير وأجلب لأمي الدواء لأنها مريضة، ولكن رغم هذا أشعر بأنني مقصرة في حقهما، وأتمنى أن يرزقني الله كثيرًا لكي أقدم لهم كل ما يتمنيانه، وهل عندي ذنب أو أصبح مقصرة معهم في شيء؟
وقال خلال تصريحات تليفزيونية إنه طالما هذا الشخص يقوم بمساعدتك، وأنتِ بالفعل تستحقين تلك المساعدة فلا مشكلة في ذلك؛ لأن أمر الهبة، والصدقة في الفقه تُملك بالقبول؛ أي عندما تتصدق لشخصٍ ما؛ وهو بالفعل يستحق الصدقة؛ فأخذ المبلغ وذهب إلى بيته؛ صار بذلك المبلغ، أو الصدقة ملكًا له؛ فهو حر التصرف فيها؛ وأردف العالم الأزهري بأن ما فعلته السائلة في إعطاء هذا المال لمساعدة أهلها لا حرج فيه، وهي حرة التصرف به، وبذلك أخذت أجر برها بوالديها؛ ولكن بشرط ألا تقصر في حق زوجها، وأولادها؛ وهي ليس عليها ذنب في ذلك الأمر، وهي لم تخدع الشخص الذي أعطاها المال؛ فوجب أجر من أعطاها، ووجب أجرها وكتبت من البارين.
جلد الذات أمر مذموم
وأكد بأنه لا يجب على السائلة أن تقول للرجل الذي يعطيها المال بأنها تعطي هذا المال لوالديها؛ حتى تحفظ ماء وجهها، وماء وجه والديها؛ أي تصون وجه والديها على ذلك، ولكن بشرط عدم التقصير في حق بيتها، وأولادها، وزوجها فيبقى الأمر متوازنًا.
وحذر عبد الرازق من الشعور بالحساسية المفرطة تجاه الأمور؛ حيث إنها رغم ظروفها تساعد والديها، وتشعر رغم ذلك بأنها مقصرة في حق والديها؛ فالله عز وجل قال في القرآن الكريم: "لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًَا إلا مَا آتَاهَا"، وأشار رمضان موضحًا الفرق بين وسعها، وآتاها؛ حيث إن الله سبحانه وتعالى قال لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها في الآية التي تسبقها؛ وتلك السعة المقصودة بسعة الطاقة، والقوة، بينما لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها من حيث المال.
وأردف قائلا: أن تعمل السائلة على قدر ما تمتلكه دون التقصير في حق نفسها، أو حق أولادها، وزوجها، ويجب أن تعمل بهذا الأمر دون حساسية مفرطة؛ فإذا كان ما تأكله يكفيها هي، وأولادها، فلا حرج بأن تكتفي بذلك فهو رزقك، ورزق أولادك، ومن الممكن أن تعطي لوالديها فلا مشكلة في ذلك، ولو كانت تمتلك زيادة تقتطع جزء منه وتعطي والديها، فأفعلِ هذا الأمر على قدر حالك، وبدون أن تلومي نفسك بشكل زائد؛ حتى لا تصلي إلى جلد.