أبو الغيط: العمليات الإسرائيلية ضد سكان غزة مرفوضة ويجب إيقافها فورًا
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لـ جامعة الدول العربية، إن العمليات الانتقامية التي تمارسها وتجهز لها قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تجلب الاستقرار، بل ستدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم، والعقوبات الجماعية التي تمارسها ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي، مضيفا: نحن نتضامن مع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فورا، وإدانتها بأشد العبارات.
وأوضح الاجتماع الوزاري الطارئ حول التطورات في غزة، أن: هناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع وربما اتساع نطاق المواجهات، وهي احتمالات أتمنى عدم تحققها لأنها يمكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى وضع غير معلوم.
وتابع بأن: هذه اللحظة الخطيرة تقتضي –من الجميع- ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب، لا أحد كان يرغب في مثل هذا التصعيد، إنني أرفض بشكل كامل أي عنفٍ ضد المدنيين وبلا مواربة.. فقتل المدنيين وترويع الآمنين غير مقبول كوسيلة لتحقيق غاية سياسية سامية مثل الاستقلال.
الأمين العام لجامعة الدول العربية
وأردف: أدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى وقف هذا التصعيد الخطير، حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم، متابعًا: مجلسكم الموقر عبّر مرارا خلال الأعوام الماضية عن مواقف واضحة تحذر من اقتراب الأوضاع في فلسطين المحتلة من حد الانفجار.
وأضاف: التصعيد الجاري ليس وليد اليوم، ولكن له أسبابه الجذرية المعروفة للجميع من إنكار الحقوق الفلسطينية، واعتبار الفلسطينيين من كل الألوان السياسية، في الضفة الغربية أو في غزة – مشكلة أمنية، لا أكثر وخلق نظام للاحتلال يقوم فعليا وبشهادة الجميع على نظام الأبارتايد... والقضاء على حل الدولتين كل يوم عبر الاستيطان المستمر وقضم الأراضي.. هذا كله أدى إلى خنق الأمل في أي أفق سياسي وأوصلنا إلى النقطة – المؤسفة والخطيرة – التي نقف عندها اليوم.
ولفت إلى أن: الدول العربية تبنت كذلك، وعبر السنوات الماضية، طريقًا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية، ووفق صيغة الدولتين إنها الصيغة الوحيدة التي توفر الأمن للجميع.. والسلام للجميع والاستقرار للمنطقة، ولكن للأسف اعتبرت إسرائيل أن الاستيطان مقدمٌ على السلام.. وأن الاحتفاظ بالأرض أهم من صيانة المستقبل للأجيال القادمة، وأن الوضع القائم يمكن أن يستمر للأبد.. وأمعنت حكومتها في قمع الفلسطينيين واستفزازهم وأطلق بعض رموزها العنان لخطاب الكراهية والتحريض.
وتابع: أقول باختصار هناك طريق يوفر حياة كل المدنيين، إنه المسار الوحيد العقلاني الذي يصون الحياة والأمن والمستقبل لأبناء الشعبين: إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقيةـ مردفًا: أتمنى أن يعلو صوت الحكمة على نداءات الانتقام، وأرجو أن تتوقف دوامة العنف فورا، لأنها لن تُفضي سوى للمزيد من المآسي والآلام، وقد تخرج الأمور عن سيطرة أي طرف على نحو لا يمكن التنبؤ بمآلاته أو تبعاته على الجميع.