حيثيات حكم تاريخي مصري: مصر لم تتخل يوما عن القضية الفلسطينية
قالت حيثيات الحكم التاريخي السابق عن محكمة مصرية بشمال مصر بمحكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي تتبع سياسة التطهير العرقي للمناطق التي تستولى عليها من مواطنيها الفلسطينيين، بهدف إيجاد مجتمع متجانس عرقيا يقتصر على اليهود على أساس تكريس وتبرير العنصرية الأيدولوجية الإقصائية وإلغاء الوجود الفلسطيني وإخراجه من سياق التاريخ، ولم تستطع منظمة الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى إيجاد حل عادل حتى الاَن، وإذا لم تجد قواعد القانون الدولي الاحترام الواجب من المنظمة المنوط بها تطبيق أحكامه فقد أضحى تناقضًا فى دور تفعيل قواعد القانون الدولي فى الجماعة الدولية، ذلك أنه قد اتسع إطار قانون البشرية المشترك وتخطت دائرة قانون الأمم المتحدة فى انفراجها كل ما عرفه التاريخ ومع ذلك فإن ثقة البشر فى جدوى القانون الدولي وفعاليته في حل مشاكلهم بدت تتناقص يومًا بعد يوم، واَيته ما يحدث من الاحتلال الإسرائيلي فى الأراضي الفلسطينية المحتلة التي لا تفتأ أن تنال من هيبة القانون الدولي مما تهتز فيه القيم الأخلاقية فى العالم، في حين أن وحدة البشرية في السلام والأخوة والحرية تتطلب دعامة من الأخلاق قوية.
حيثيات حكم تاريخي مصري: مصر لم تتخل يومًا عن القضية الفلسطينية
ولا بد للعالم من أن يهدهد من خلافاته المذهبية وأن يدفن أحقاده العنصرية، ومن غير تطبيق عادل لقواعد القانون الدولي لفلسطين فسيبقى المجتمع الدولي بأسره مهددًا بأزمة أخلاقية مصيرية لا دافع لها إلا بتطبيق عادل وصحيح لقواعد القانون الدولي.
كما أنه بغير قيام منظمة الأمم المتحدة والدول الكبرى المتمدينة ببسط قواعد العدل والانصاف لشعب فلسطين فلن تحقق جهود تلك المنظمة الدولية للإنسان قدرًا أكثر من الحرية بقدر ما يكبلهم بمزيد من قيود العبودية، وأن تقديم طلب نقل رفات الحاخام اليهودي يعقوب أبو حصيرة من مصر إلى القدس لمنظمة اليونسكو - هو إجراء إسرائيلي أحادي الجانب - يعد التفافا على التزامات إسرائيل الدولية واستخداما منها لمنظمة دولية لنقل رفات رجل دين يهودي لتكريس مفهوم يهودية الدولة على أرض فلسطين التاريخية، لتكون شاهدة عليها، مما تفطن فيه المحكمة بالغرض غير المشروع للاستجابة لطلب نقل رفات الحاخام اليهودي للقدس وترفضه.
القضاء المصري يواجه القضاء الإسرائيلي لبناء الهيكل اليهودي الثالث المخالف لأحكام محكمة العدل الدولية
وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم التاريخي السابق عن محكمة مصرية بشمال مصر بمحكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، أن الاحتفال السنوي المقرر لمولد الحاخام اليهودي يعقوب أبو حصيرة وما يصاحبه من ممارسات تتمثل فى قيام اليهود المحتفلين الزائرين لضريح أبو حصيرة والمقابر اليهودية التي حوله باحتساء الخمر وارتكاب الموبقات والمحرمات بما يتعارض مع التقاليد الإسلامية الأصيلة، مما يخالف التقاليد الإسلامية والآداب ويشكل مساسًا بالأمن العام والسكينة العامة ويمثل خروجًا سافرًا على ما تتمتع به الشعائر الدينية من وقار وطهارة وانتهاكًا بما تتمتع به التقاليد المصرية من آداب، خاصة وأن المسلمين والمسيحيين يرون مقدساتهم الإسلامية والمسيحية تنتهك فى القدس، دون مراعاة لما احتوته الأديان السماوية من قيم واحترام تمثل فى التعرض الدائم لقوات الاحتلال الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وما سبقه من قيام المتطرفين اليهود جماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر أساس بشكل رمزي لبناء الهيكل اليهودي الثالث المزعوم بالقرب من باب المغاربة بحكم من المحكمة الإسرائيلية العليا بالمخالفة لما استنته محكمة العدل الدولية وخرقا للشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
مصر لم تتخل يومًا عن القضية الفلسطينية والقدس أرض عربية محتلة وغير معترف بشرعية أي تصرف إسرائيلي فيها
وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم التاريخي السابق عن محكمة مصرية بشمال مصر بمحكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، أنه على الرغم أن القدس أرض عربية محتلة وغير معترف - وفقًا لقواعد القانون الدولي بشرعية أي تصرف إسرائيلي فيها، وهذا ما يثير مشاعر المسلمين بالمساس بأقدس المقدسات الإسلامية بالحرم القدسي الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم، وما تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي من توسيع الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين، فضلًا عن المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية فى أكتوبر 1990 بإطلاقها النار على المصلين ومحاولة إحراق المسجد الأقصى عام 1996، وما يمثله هذا الاعتداء الوحشي الذى لم يسبق له مثيل من قتل المدنيين والأطفال بقذائف الدبابات والصواريخ وطائرات الأباتشي، وطائرات أف 16، وإف 15، وهدم المنازل فوق رؤوس أهلها واقتلاع أشجار الزيتون، وتدمير مشروعات البنية التحتية، رغم ما تبذله مصر فى صبر وأناة كدعاة أمن وسلام، لا حرب ودمار، ولا قهر واستعمار، الأمر الذى يكون معه إقامة تلك الاحتفالية فى تلك الظروف والملابسات مما يمس الأمن العام والسكينة العامة، مما يتعين معه الحكم بإلغاء إقامة الاحتفالية السنوية لمولد الحاخام اليهودي يعقوب أبو حصيرة بصفة نهائية لمخالفته للنظام العام والأداب وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية وطهارتها.