عمرو موسى: تهجير الفلسطينيين لسيناء سيناريو سخيف ولن يقبلوا بذلك.. والغرب يكيل بمكيالين في تناول الأحداث | حوار
تعيش الأمة العربية كافة أزمة منذ يوم السبت الماضي، حيث يشهد الشعب الفلسطيني معاناة لا تنتهي بسبب قصف منازلهم، مخلفًا الآلاف من الضحايا كل يوم، بالإضافة إلى جانب آخر يقلق الشعب المصري بعدما طرأت أقاويل تشير إلى مسألة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء، وعليه حرص القاهرة24 على التواصل مع عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجماعة الدول العربية، لمعرفة العديد من ملابسات الأزمة ورأيه في الأوضاع الحالية.
وإلى نص الحوار..
ما رأيكم في سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟
إن المسألة ليست سيناء، المسألة تتمحور حول تفريغ الأراضي المحتلة من الفلسطينيين، وهو ما أعلنه وزير المالية ووزير الأمن الإسرائيلين وآخرون مثلهم، وعليه يقومون بهد البيوت والقرى من أجل تحريك الفلسطينيين ودفعهم إلى الخارج، وهو ما سيخلق مشكلة لاجئين جديدة دون الالتفاف إلى خطورة مسألة اللاجئين.. إلا أنهم لا يهمهم أي شيء من ذلك.
البعض يقول إن أقرب شيء هي سيناء، ولكن هذا كلام سخيف، وأزمة تهجير الفلسطينيين تتمحور حول إحلال مهاجرين إسرائيليين في الأراضي الفلسطينية، ولكن الفلسطينيين لن يقبلوا بوطن بديل ولا بديل عن وطنهم، ومصر لن تدخل في هذه اللعبة، لا يمكن أن نكون عناصر في لعبة طرد الفلسطينيين من وطنهم، بل يجب أن يبقوا في وطنهم ويناضلوا كمواطنين فلسطينيين في أرض فلسطينية.
يجب أن نرفض جميعًا هذه الأفكار الخطيرة الجديدة، وهي: خلق مشكلة لاجئين جديدة، طرد الفلسطينيين من أرضهم أو الإيقاع بين الدول العربية، ولكن الأمم العربية يقظة لذلك.
هل يمكن أن تكون هناك خانة يك كون الفلسطينيين يُقتلون وبالتالي يجب أن تسمح لهم مصر بالدخول لأراضيها؟
لا، بل يجب فتح الممرات كي تعبر الأدوية والأغذية، وقبل كل ذلك يجب أن يتم وقف الضرب والقصف الجماعي الذي يؤدي إلى ضرب المدنيين دون تفرقة، وهو ما يعد جريمة حرب واضحة، فأول شيء يجب وقف إطلاق النار ثم فتح الممرات.
أنا مطمئن لأنه لن تحدث مسألة سيناء تلك، والرئيس عبد الفتاح السيسي قال كلام مهم عن هذه المسألة.
كيف يمكن الوصول إلى حل للوضع الراهن ووقف إطلاق النار؟
يجب أن يتخذ مجلس الأمن قرارًا واضحًا في هذه المسألة، ويجب أن تقف دول العالم لإيقاف إطلاق النار، بدلًا من إشاحة النظر وغض الطرف عما يحدث للفلسطينيين ولعب لعبة بص الناحية التانية، والقيم المزدوجة التي يقوم بها الغرب هي أمر غير مقبول بالمرة.
ما رأيك في تناول العالم الغربي للأحداث الفلسطينية؟
الحقيقة أن كل ذلك كان متوقعا، فهذه هي المعايير المزدوجة، فبعض وسائل الإعلام الغربية تحدثت عن حماية المدنيين الإسرائيليين فقط، ولا يتحدثون عن حماية المدنيين الفلسطينيين، فنعيش الآن قصفا للمدنيين الفلسطينيين وعقابهم بشكل جماعي، دون التفرقة بين مبنى أو منزل أو مستشفى أو مدرسة أو مسجد أو كنيسة، وهو جريمة حرب ضد المدنيين، فإذا كنا نتحدث عن جرائم حرب ضد المدنيين فيجب المطالبة بحماية المدنيين جميعًا طبقًا للمعايير الدولية، ولكن كيف يطالبون بحماية المدنيين الإسرائيليين فقط، أين الفلسطينيون من حساباتكم؟ ما ذنب أهل غزة في هذا الصراع؟ لماذا يتم معاقبتهم؟.
ما رأيكم في رواية أن حركة حماس تعامل الأسرى الإسرائيليين بصورة عنيفة وخاطئة؟
عندما نطالب بتطبيق القوانين نطالب بتطبيقها على الجميع، هناك اتفاقية لمعاملة الأسرى تدعى اتفاقية جنيف الثالثة، واتفاقية تتعلق بحماية المدنيين تُدعى اتفاقية جنيف الرابعة، على الجميع احترامها، وبالتالي يجب مُعاملة الأسرى من كل جهة معاملة سليمة، ومع ذلك معروف أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في حالة سيئة للغاية، وبالتالي تعود إلى مسألة القيم والمعايير المزدوجة لدى الغرب والكيل بمكيالين، تضر بجميع المفاوضات وعملية السلام كلها.
ما هي الخطوة التي يجب اتخاذها من أجل إنهاء الحرب الدائرة الآن في فلسطين؟
مجلس الأمن يجب أن يجتمع غدًا، ويناقش المسألة، ويطلب وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، ثم نبدأ نفتح الباب لعملية سياسية، بدلًا من التحدي العسكري يجب أن نبدأ في التحدي السياسي، والحقيقة أن ما شهدناه من قبل فيما يخص العملية السياسية كان غير جاد بالمرة، فنرغب الآن في عملية سياسية سليمة تؤدي إلى الانتهاء من هذه القضية لأنه دون ذلك لن يكون هناك استقرار في المنطقة.