الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عميد طب غزة: نحذر من خطر انهيار القطاع الصحي بغزة كاملًا.. وبدأنا وضع الجثث بثلاجات الألبان وتصلنا تهديدات بقصف مستشفيات | حوار

مستشفيات غزة
سياسة
مستشفيات غزة
السبت 14/أكتوبر/2023 - 07:00 م

إزاء ما نشهده من تعنت وعدم الالتزام بالقواعد الدولية المنصوص عليها في شأن الحرب، يواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين اليوم خطر القصف والتدمير وحتى قطع طريق النزوح خروجا من غزة، واستهداف النازحين، إلى جانب منع سلطات الاحتلال دخول أي معونات طبية للقطاع.

وهنا فقط يكون من المهم الحديث عن تأثير تلك الهجمات والقصف المستمر على القطاع، حول كفاءة القطاع الطبي في غزة حاليًا وملفات أخرى، وأجرينا هذا الحوار مع الدكتور محمد رياض زغبر، عميد كلية الطب بجامعة الأزهر بغزة.

- بداية.. نود أن نعرف المزيد حول كفاءة المستشفيات والأطقم الطبية في القطاع؟

الكفاءة العامة لجميع المستشفيات في قطاع غزة لا تزيد عن 3 آلاف سرير للنوم، تنقسم إلى 5 محافظات أكبرها في مدينة غزة، منها مستشفى الشفاء ويحتوي على 700 سرير، وتقريبًا بيت حانون به 100 سرير، والمستشفى الإندونيسي به 50 سريرًا، والمستشفى الأوروبي ومستشفى ناصر في محافظة خانيونس به 600 إلى 700 سرير، ومستشفى شهداء الأقصى في الوسطى به نحو 250 سريرًا، وأيضا في رفح مستشفى أبو يوسف النجار به نحو 100 سرير.

- ما الحالة الإنشائية والكفاءة الطبية لمستشفيات القطاع جراء القصف؟

أحوال المستشفيات في غزة في حالة انهيار، وهناك مئات الجثث ومئات بل آلاف الجرحى، منهم من يظل ينتظر على أبواب غرف العمليات ليومين أو 3 بسبب كثرة عدد المصابين، ولا توجد غرف عمليات كافية لاستيعاب أعداد الجرحى الموجودين في غزة وخان يونس ومحافظات الشمال ورفح.

إلى جانب عشرات المرضى الذين يموتون كل يوم وهم مرضى حالات الطوارئ مثل الجلطة القلبية والدماغية الذين لا يستطيع المستشفى استقبالهم، بالإضافة إلى مئات المرضى الذين يموتون دون حتى الفحص الطبي، وهؤلاء يقدّرون بالمئات.

- لماذا لا يوجد مستشفيات ميدانية للتغلب على قصف المشافي المتعمد بغزة.. وكيف تصف لنا الواقع بالجنوب؟

المستشفيات الميدانية حتى الآن غير موجودة في قطاع غزة، وإنما توجد الخيام لنقل الحالات التي تحتاج إلى جراحة عاجلة، والكادر الطبي في المحافظات الجنوبية يعمل قدر المستطاع، ومن الأطقم الطبية هناك من سقط شهيدا أثناء ذهابه إلى العمل، أو خلال نومه، ويوجد ما يزيد عن 10 إلى 15 طبيبًا فقدوا حياتهم شهداء تحت القصف الإسرائيلي الغاشم.

- ما طبيعة عمل المنظمات الدولية والجمعيات فيما يخص الوضع الطبي في قطاع غزة؟

لدينا منظومة الإسعاف والطوارئ في غزة، أهمها التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي مجهزة بسيارات الإسعاف والمسعفين وكذلك أطباء الطوارئ، إلى جانب وزارة الصحة والتي تملك عددا من سيارات الإسعاف لكن العبء الأكبر يقع على جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نقل الجرحى من أماكن القصف.. وهناك ما يزيد عن 10 مسعفين سقطوا شهداء خلال نقل الحالات، رغم التنسيق مع الهلال الأحمر، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تلتزم بإجراءات التنسيق وتقصف وتدمر سيارات الإسعاف في قطاع غزة.

- كيف يتم الحفاظ على المعدات والأدوية داخل المستشفى وبخاصة مع انقطاع الكهرباء؟

المستلزمات الطبية تكاد تنفد من المستشفيات، وهي تقريبًا الآن في المخازن ولا تزيد على 5% من المطلوب عامة، كما أن مخازن الأدوية في وزارة الصحة فارغة تمامًا، ولم يدخل إلى غزة حبة دواء واحدة؛ لأن إسرائيل ما زالت تفرض الحصار المشدد على غزة، والذي كان أيضا يقبع تحت الحصار منذ أكثر من 17 عامًا، والآن تكاد تنهار منظومة الصحة بالكامل، بالإضافة إلى أن الكفاءة المقدمة للمرضى لا تزيد عن 20 إلى 30% من الخدمة الطبية المفترض تقديمها للمصابين، بجانب وجود المرضى والحالات الحرجة الأخرى.

ووزارة الصحة الفلسطينية في رام الله بدأت بإرسال الشاحنات؛ لمساعدة الكوادر الطبية العاملة في قطاع غزة، لكن حتى الآن إسرائيل تمنع دخول هذه الشاحنات.

- كيف يتم التعامل مع عجز الأطباء بالمستشفى.. وهل تم انتداب أطباء من مستشفيات خرجت من الخدمة؟

النظام الصحي أوشك على الانهيار، وفي القريب العاجل سيخرج عن الخدمة، ليس فقط لعدم وجود الكوادر الطبية المنهكة وعدد الجرحى الكبير؛ لكن بسبب انقطاع الكهرباء بالكامل عن المحافظات الجنوبية، كما أنه لا يوجد سولار لتشغيل محطات توليد داخل المستشفيات.. وكما تعلمون إسرائيل تمنع دخول أي قطرة من المحروقات إلى قطاع غزة.

وهناك المئات من الجثث الآن في المستشفيات لا نعرف هويتهم، ويتم كتابة الجثة باسم المنطقة التي أتت منها، وهناك مثلًا عشرات الجثث مسجلة باسم بيت حانون، وتلك الجثث لـ منطقة الدرج، ودون أسماء وكلها في الثلاجات، وبدأنا بوضعها في ثلاجات الألبان والمثلجات لعدم وجود ثلاجات كبيرة لوضع الجثث داخلها.

- هل هناك تعليمات صدرت من وزارة الصحة الفلسطينية بإخلاء المستشفيات من الجرحى؟

بالطبع هناك تعليمات تلقتها عدة مستشفيات، كمستشفى العودة في المحافظات الشمالية، بإخلائه من المرضى والجرحى والكادر الطبي لـ قصفه، وكذلك تهديدات بقصف مستشفى الهلال الأحمر بغزة.. فالآن يوجد اضطراب في المستشفيات بشأن كيفية الإخلاء، وبالأخص إخلاء المرضى من العناية المركزة؛ لعدم وجود إمكانات كبيرة لنقل المرضى والجرحى إلى المحافظات الجنوبية.

غير ذلك مستشفى بيت حانون منذ بداية القصف الإسرائيلي خرج من الخدمة، وبه ما يزيد عن 100 سرير، والأكبر من ذلك أن الكوادر الطبية جزء من المجتمع، لكن معظمهم الآن تم تهجيرهم من منازلهم؛ ما سيؤثر على المستشفيات التي ما زالت تعمل لأداء الخدمة إلى هؤلاء المرضى، وأخيرًا قصفت إسرائيل كلية الطب في جامعة الأزهر، فتضررت المختبرات وقاعات التدريس، وأصبحت خارج نطاق الخدمة منذ أول أيام القصف، وكذلك الجامعة الإسلامية في غزة لم تسلم وتم قصفها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

تابع مواقعنا