والمرسي أبو العباس انتي حبيبة كل الناس.. لماذا تعد الإسكندرية وكورنيشها مادة جاذبة لعدسة المخرجين؟ | تقرير
يا إسكندرية بحرك عجايب.. ياريت ينوبني من الحب جانب.. هي إسكندرية، وكعادتها جميلة وماريا، والأكثر جذبًا للجميع صيفًا وشتاءً، بحرها لولي ورمالها ماس، كما وصفها وتغزل بها حمزة نمرة، فهي الحاضنة لجامع المرسي أبو العباس، فلا جلسة كجلسة كورنيش بحري، ولا نزهة كنزهة المعمورة والمنتزة، يأتي لها الجميع من كل مكان، تختزن أحياءها في ذكريات الجميع، فبالطبع تمشيت على كوبري ستانلي والتقطت هناك بعض الصور، ويعد من أبرز المشاهد التي تناولت قيمة تلك المدينة في قلوب الجميع، الجملة التي جاءت على لسان الفنان خالد الصاوي في فيلم للإيجار، عندما قال: لما ترجع القاهرة هتلاقي إسكندرية بتجري في دمك.. بتناديلك زي النداهة عشان تيجي تاني، لذلك شئنا أم أبينا، تظل كلمات داليدا بالطبع حقيقة.. وتظل إسكندرية أحسن ناس.
ونظرًا لبراعة منظر شواطئ وكورنيش وأحياء إسكندرية، يأتي لها المخرجون من كل المحافظات والبلاد، لتصوير أعمالهم بها، واستغلال تلك المناظر في إثراء مشاهد تلك الأعمال، وآخرهم فيلم الإسكندراني، لـ المخرج خالد يوسف، الذي عزم على تقديم سيناريو الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، في فيلم سينمائي، وبدأ بالفعل تصويره، بطولة الفنان أحمد العوضي، زينة، ومجموعة من الفنانين.
لذلك نستعرض في السطور التالية أبرز الأفلام السينمائية التي تم تصوير مشاهدها بمدينة الإسكندرية، والتي ارتبطت أحداثها بها وبأحيائها، وأراد المخرجون التصوير بها لإثراء تلك المناظر لأعمالهم.
مش بعرف أبدأ يومي غير في محطة الرمل
شهد كورنيش الإسكندرية على قصة حب سلمى -نيللي كريم- وخالد -يوسف الشريف-، وذلك في فيلم آخر الدنيا، الذي عرض في عام 2006، وكانت تجسد شخصية مذيعة برامج تليفزيونية شهيرة، وعندما انتهت من تصوير هذا الموسم منه، قررت الرجوع لموطنها الإسكندرية سريعًا، لأنها كانت لا تحتمل أجواء القاهرة وزحامها، وهناك قابلت حب الحياة، خالد، الذي كان جارها في ذات العمارة، والذي قال لها ذات مرة، أنه نظرًا لارتباطه الشديد بمدينة الإسكندرية، لا يستطيع بدء يومه دون طقوسه بها، وقال: أنا مبعرفش أبدأ يومي من غير البن البرازيلي في الرمل، وتوالت بهما الأحداث في أرجاء الإسكندرية.
ميكروفون.. وجولات في شوارع الإسكندرية وتَرامها
قدم الفنان خالد أبو النجا فيلم ميكروفون في عام 2011، والذي جسد خلاله شخصية رجل عائد للإسكندرية بعد مكوثه لعدة سنوات بـ أمريكا، وعند مجيئه يصطدم بأن كل شيء تقريبا في حياته تم تدميره، فعلاقته بحبيبته -منة شلبي- ووالده، قد تلفت بشكل كبير، وبسبب يأسه هذا، يخوض عدة جولات في أحياء إسكندرية، وبالطبع يمر على الترام الخاص بها، والذي يعد من وسائل النقل والمواصلات المميزة بها، وبعد ذلك يلتقي بعدد من الفرق الموسيقية التي يشارك بها بعض الشباب، والطامحين في تلقي فرصة لظهورهم، كل هذا وأكثر، في شوارع إسكندرية وأرجائها.
بلطية المَكس العايمة في أمواج شواطئ إسكندرية
ومن أهم أدوار الفنانة عبلة كامل التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية، فيلم بلطية العايمة، الذي عرض في عام 2008، وجسدت خلاله دور بلطية صاحبة عربة البليلة، والتي مكثت بها على أحد شواطئ منطقة المَكس، وفي ظل حياة عادية تعيشها بلطية وأسرتها البسيطة، تلقى نفسها على موعد لمواجهة مستثمرين كبار، يريدون السيطرة هذا الشاطئ، في مقابل إعطائها بعض الأموال، ولكنها ترفض، لتمسكها بذكرياتها في هذا المكان، ثم تتوالى الأحداث في هذا الإطار.
إسكندرية ليه؟
وإذا رجعنا بالزمن للخلف، نجد المخرج الراحل يوسف شاهين، دخل في رحلة غوص داخل أعماق الإسكندرية وخصوصًا خلف كواليس تلك المناظر الجليلة لها، وتمعن في أحوال سكانها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، في فيلم إسكندرية ليه، الذي قدمه عام 1979، وأدت بطولته الفنانة نجلاء فتحي، وفي ظل مناقشته لتلك الأحوال، يظهر يحيى شكري الشاب المراهق المولع بالتمثيل، والذي يريد الدخول في عوالمه.
