فلسطين قضية قضايا الأمة
كانت ومازالت وستظل القضية الفلسطينية هي الأولوية لدى أمتنا العربية والإسلامية، وذلك ما قاله بكل وضوح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال خطاب ألقاه بمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية، وقد بدأ حديث بجملة لا تحتمل اللبس أو التأويل على حد قوله، وهي أن مصر دائما في صدارة الدفاع عن أمتها.
وذلك يؤكد أن أي محاولة من بعض المفرطين أو المتربصين للعبث في تلك العقيدة الراسخة لن تفلح أبدا، وهنا لابد من الإشارة إلى دور الشعوب العربية التي تثبت دائما أنها الحامي الأول لها، والضمانة الأكيدة على أن القضية أبدا لا تموت.
فكلما توهم البعض أن التسليم بالأمر الواقع بات هو المسيطر على عقول وأذهان الجميع حدث ما يثبت خطأ هذا تماما.
قبل عدة أشهر وبوجه التحديد يوم الثالث من يونيو الماضي استيقظ العالم على حادثة هزت كيان المحتل الإسرائيلي وأظهرت ضعفا كبيرا لديه، وكان بطل هذه القصة هو الجندي المصري الشهيد محمد صلاح.
ومنذ أيام قليلة بينما نحتفل في مصر بانتصار السادس من أكتوبر العظيم، لم نكن نعلم أننا على موعد مع يوم من أيام أمتنا الذي سيسجله التاريخ كانتصار مذهل لعدد قليل من مقاتلي المقاومة الفلسطينية بسلاح تقليدي وإمكانيات محدودة جدا، لكنهم استطاعوا تنفيذ هجوم ناجح بكل المقاييس قالت عنه إسرائيل نفسها أنه غزو تم بحرا وجوا وأرضا، وذلك مالم يحدث منذ إنشاء دولة الاحتلال على أرض فلسطين العربية.
استطاع هؤلاء المقاتلون الشجعان التوغل داخل الأراضي المحتلة في عملية فدائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى كونهم يعلمون جيدا أن إمكانية العودة قد تكون مستحيلة، ومع ذلك فقد عاد منهم بعض الأبطال بعشرات الأسرى الإسرائيليين أغلبهم من الجنود والضباط، بالإضافة إلى قتل أكثر من 1300 وإصابة آلاف آخرين وتلك أعداد أيضا لم يشهدها هذا الكيان في تاريخه.
كل ذلك أدى إلى ارتباك غير مسبوق داخل دولة الاحتلال مما دفعها لإعلان يوم السابع من أكتوبر بداية لحرب وليس مجرد عملية عسكرية، وبالفعل تم تشكيل حكومة طوارىء تضم أعضاء من المعارضة لإدارة هذه الحرب على حد قولهم.
وللأسف الآن وبدعم أمريكي واضح ولا محدود على لسان رئيسها جو بايدن، كعادة هذا الكيان لا يجد أمامه سوى الانتقام من المدنيين العزل، بعدما ظهرت هشاشته وتأكدت أمام العالم، وكيف أن جيشه لا يستطيع حماية نفسه حتى عند أي اختبار حقيقي.
وقد بدأ الطيران الإسرائيلي بالقصف العنيف جدا على غزة المحاصرة منذ سنوات، مما أدى إلى هدم أحياء كاملة وإنهاء كل مظاهر الحياة بها، مما خلف آلاف القتلى والجرحى حتى الآن.
خرجت المسيرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في الكثير من الأماكن، وكانت المظاهرة الأضخم بالعاصمة الأردنية عمان، وقد تمت المطالبة فيها بفتح الحدود والسماح بالذهاب لفلسطين.
ولكن يبقى الدور الأهم هنا في الجهود التي يجب أن تبذلها الحكومات العربية والإسلامية للحد من هذا الإجرام الإسرائيلي الدائم والمتواصل، في حق شعب أعزل محاصر ويتم الآن تجوعيه بشكل تام وقطع الماء والكهرباء عن قطاع غزة الذي يعد المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، وذلك ما نوه عنه الرئيس السيسي أيضا حيث ذكر أن هناك تواصل دائم مع كل الأطراف من أجل إدخال المساعدات الإنسانية في المقام الأول، وأيضا إيقاف ذلك العدوان الغير مسبوق على شعبنا الفلسطيني في غزة، وقد أشار في آخر حديثه إلى نقطة غاية في الأهمية حول محاولة إخراج السكان من القطاع، وذلك ما وصفه الرئيس بأنه خطير جدا ويؤدي إلى تصفية القضية.. وشدد على ضرورة صمود الشعب الفلسطيني وبقائه في أرضه.
وهنا يجب أن يعي المحتل جيدا أن كل ممارساسته الاستفزازية والسماح بالتعدي على المسجد الأقصى لم ولن تفيد.. بل تزيد من الشحن والعداء وها قد رأى النتيجة وعليه أيضا أن يدرك ومعه شعبه أنه لا استقرار دون سلام عادل وشامل وإعادة الحقوق إلى أهلها مهما طال الزمن.