نفرة المصريين لإنقاذ غزة.. القاهرة 24 يرصد من معبر رفح كواليس تجهيز المساعدات لإرسالها إلى فلسطين
وصلت صباح اليوم الثلاثاء، شحنات المساعدات وكذلك مواد الإغاثة إلى معبر رفح، بعد خروجها من العريش، والتي تحمل مواد غذائية وطبية لإيصالها إلى مواطني غزة، بعد القصف الإسرائيلي العنيف على الأهالي، والذي دخل يومه العاشر.
تجهيز قوافل الإغاثة
محمد عبد الله، واحد ضمن 12 فردا تحركوا مع قوافل المساعدات، وإبراهيم عبد الرازق، منسق حملة نقل الدم، كشفا لـ القاهرة 24، عن بدء تجهيز المساعدات والتحرك بها من القاهرة إلى معبر رفح، ودور مؤسسة مرسال في تجهيز القوافل بالتنسيق مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
في البداية كانت هناك صعوبات تتمثل في تجهيز مواد الإغاثة في حوالي يومين، حيث تلقت مؤسسة مرسال معلومات بزيادة أعداد الإصابات ونقص شديد في الدم، وعلى ذلك نشر عدد من المؤسسات، تحت رعاية التحالف الوطني، أماكن التبرع بالدم.
وبالاتفاق أيضًا مع بنك الدم الإقليمي، جاءت أعداد غير متوقعة للأشخاص الراغبين في التبرع بالدم - حسبما وصف عبد الرازق - وبدأ العمل من بعد صلاة الجمعة مباشرة وانتهى منتصف الليل، حيث كان هناك نحو 800 فرد، ولكن تم قبول التبرع من 200 شخص، وبسبب الضغط طلبوا المزيد من الإرب لاستيعاب كمية الدم.
ويضيف عبد الرازق: كانت هناك حالة لسيدة مسنة تخطت الـ 70 عاما، بكت بكاءً شديدًا لعدم قبولها للتبرع بالدم، نظرًا لعمرها، وكذلك المزيد من الشباب ممن يعانون من أمراض مزمنة، ولكنهم لم يتوقفوا هنا فحسب، بل تبرعوا بمساعدات عينية، حيث اشتروا أطعمة وسوائل للأشخاص الذين تبرعوا بالفعل، قائلًا: كانت صورة مشرفة للشعب المصري.
التبرع لأهالي غزة
ظن إبراهيم وفريقه، أن اليوم الثاني من الإعلان عن أماكن التبرعات سيكون أقل ضغطًا، لكنهم تفاجأوا بازدياد العدد مقارنةً باليوم الأول، فطلبوا قوة زيادة من قبل بنك الدم، وكذلك مسعفين ضعف الأعداد حتى تستوعب عدد المتبرعين، وجاء المنسق العام لبنك الدم بالقاهرة على رأس الحملة، وتخطت ساعات العمل عن اليوم السابق، عملوا على مدار الثانية، حتى نجحوا في جمع 824 كيس دم بعد التأكد من إجراءات السلامة، متابعًا: لو كان كل الأعداد اتبرعت كان هيبقى عدد أكياس الدم 3 أضعاف.
وبعد التواصل مع الفريق الطبي هناك، بدأ كذلك بنك الطعام في إرسال المواد الغذائية، حيث تحالفت أكثر المؤسسات البارزة للتجهيز، وبالفعل تم تحضير القوافل في وقت قياسي وصل لأقل من 3 أيام، وعند تجهيز الأشخاص الذين سيذهبوا مع القوافل كان هناك رجال وإناث يبكون بسبب عدم اختيارهم للسفر إلى غزة والمساعدة في تقديم الإمدادات.
تحرك قوافل الإغاثة من القاهرة
المناظر اللي شوفناها هي اللي خلتنا نتحرك من غير ما نفكر، قوتنا الإنسانية والدينية هي المحرك.. بهذه العبارة وصف عبد الله كيف أخبر هو وزملاؤه أسرهم بأنهم في طريقهم إلى معبر رفح، دون الخوف من القصف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن التنسيق الأمني حدد نقاط السير بدءًا من منطقة التجمع أمام المركز الطبي العالمي، لكافة المؤسسات والجمعيات.
تحركت القوافل في اليوم الأول من بداية نقطة التجمع، وكانت هناك تيسيرات من الجانب الأمني على الطريق، حتى يكون خط السير سريعا، ولكن بدأوا مواجهة بعض العقبات، أهمها النوم في الشارع باليوم الأول، حيث قال عبد الله: في اللي نام في عربية الإسعاف، واللي فرش بانر على الرصيف، ويعتبر انهارده اليوم التالت أكثر استقرارًا عن اليومين اللي فاتوا.
ومن ضمن العقبات الأخرى التي واجهت قوافل مساعدات مرسال، هي جمع التبرعات والتفاوض مع التجار، فضلًا عن صعوبة التنسيق في البداية بسبب كثرة الأعداد المشاركة، وعن العقبة التي نشرها معظم مستخدمي فيسبوك، هو عدم توافر طبالي خشب، والتي تسببت في إنزال مواد المساعدات وإعادة هيكلة بنائها، وهو العمل الذي يستغرق ساعات طويلة، حتى أن هناك واحدًا ضمن الأفراد فقد وعيه بسبب التعب الذي تعرض له، متابعًا: كان سهران وشغال وكنا بنعيد ترتيب الشغل مرة تانية لأننا قريبين من المعبر، فحصل لزميل تشنجات، لكن قدرنا نسعفه.
واختتم عبد الله قائلًا: إحنا مستمرين بفضل دعوات الناس، ومتجمعين في نقاط آمنة والجيش معانا من بداية ما خرجنا وهنتأمن من خلالهم.