حَمار ونِضال.. البطيخ من موائد الفلسطينيين إلى رمز الصمود وتحدي خوارزميات مارك
البطيخ أحد أهم أنواع الخضروات المفضلة لدى الكثيرين، ليس كونه غنيًا بالكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم ومقاوم للكثير من الأمراض فقط، فكما يتزايد الإقبال عليه خاصة خلال موسم الصيف، في المقابل يلقى رواجا مع القصف الإسرائيلي الغاشم الأخير على قطاع غزة، كونه يمثل رمزا لصمود الشعب الفلسطيني، في التظاهرات والانتفاضات، وحيلة ذكية لاستخدام “الإيموجي” الخاص به لتحدي التضييق من بعض مواقع التواصل الاجتماعي على المتضامنين مع القضية والمقاومة الفلسطينية.
البطيخ رمز للمقاومة الفلسطينية
عاني الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع فيسبوك، خلال العشرة أيام الماضية من تضييق كبير على أي صورة أو مقطع فيديو أو منشورا يحمل بين طياته أي كلمات دلالية تتضامن مع القضية الفلسطينية أو الضحايا الفلسطينيين الأبرياء من النساء والأطفال، فكما خنقتهم آلة الحرب الإسرائيلية بصواريخها وقنابلها الفسفورية، في المقابل تضيّق عليهم خوارزميات مارك زوكربيرج، وتمنع انتشار المنشورات وقد تعاقب بحجب الحساب وتقييده لمجرد إبداء رأي إنساني.
التف الكثير من مستخدمي موقع فيس بوك، بحيلة ذكية على خوارزميات مارك، بعدما ضيق على الكثيرين بعد إعلان تضامنهم للقضية الفلسطينية، وهو ما يؤكد انحيازه الغير أخلاقي لإسرائيل وعدم احترامه للحريات، لتنتشر الصور والإيموجي للبطيخ، والذي يعد أحد أشهر وأقدم أشكال المقاومة الفلسطينية السلمية منذ أكثر من 50 عاما.
"البطيخ"، وحده أثبت فشل خوارزميات مارك، وذكائه الصناعي الأكثر تعقيدا ودهاء وتفوقا كما يدعي، فالبساطة وحدها والعقل البشري أسقطتها، كما تهاوى جدار الفصل العنصري المزود بأحدث التكنولوجيات لرصد وصد أي مقاومة ومنع اجتيازها لمستوطنات غلاف غزة!!!!!
تاريخ استخدام البطيخ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي
استخدام البطيخ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حيلة قديمة جديدة، تتجدد بتجدد المقاومة وتعود لتظهر من جديد على الساحة في كل قصف لقطاع غزة أو الضفة الغربية أو أي شكل من أشكال التعنت والتضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي، عقب حرب 1967، والتي شنها على عدد من الدول العربية ومن بينها مصر، قد حظر جميع العروض العلنية العامة للعلم الفلسطيني، وذلك منع الفنانين التشكيليين من إقامة معارض لرسومات مباشرة عن فلسطين، أو استخدام العلم الفلسطيني في رسوماتهم الفنية والتشكيلية، والتي كانت تمثل تضامنا للقضية وسبيلا من سبل المقاومة السلمية، ومنَع رفع العلم الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وعاقب من يرفعه بالاعتقال والسجن.
الفنانون يبدعون في استخدام البطيخ بدلا من العلم الفلسطيني
بدأ الفنانون التشكيليون في التفكير فيما يتشابه مع العلم الفلسطيني، ليجدوا أن البطيخ هو أقربها لعزتهم وصمودهم، فقشرته خضراء تتعرج بها بعض الخطوط البيضاء، وداخله اللون الأحمر وبه بذور سوداء قاتمة سرعان ما يلفظها من الفم.
ضرب الفنانون التشكيليون بمحاولات التضييق عرض لوحاتهم، وظهرت رسوماتهم وفيها البطيخ صراحة أو تضمينا، تعبر عن تمسكهم بأراضيهم والقضية الفلسطينية، والاحتجاج علي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، والذي ما طال بقائه فهو لا محالة إلى زوال، وحمل الرجال قطع البطيخ في التظاهرات والاحتجاجات، ونشروا صورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وكذّبوا ادعاء صاحبه بأنه رب الحرية لهذا الفضاء الغير واقعي.