الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حائط صد

الجمعة 20/أكتوبر/2023 - 06:46 م

* بعد بعض التفكير ماكنتش محتاج وقت طويل عشان اتأكد إن أنا معنديش أي مشاعر سلبية تجاه فيديو "محمد صلاح"، أو فيديو "باسم يوسف"، أو فيديو "محمد رمضان"!.. عندي ملاحظات؟.. أكيد، بس الحقيقة إن لا ملاحظاتي ولا ملاحظات غيري هي الهدف الأهم في المعركة الحالية.. الأهم كان إنك تتكلم من خلال أصواتك العالية المسموعة بره وجوه وده اتحقق من خلال الـ 3 رؤوس حربة المصريين دول!.. "صلاح" كان موجه كلامه للمجتمع الغربي في الأساس.. شخص ناجح له صيت في معظم العالم يبقى في الأغلب كان متوقع إن كلامه من الأساس يتأخر لإنه مبني على توازنات ولما يخرج هيخرج بشكل  في الأغلب مش هيُرضي مجتمعنا العربي.. لكن هل ده ينفي قوة وأهمية الفيديو نفسها؟.. بحياد وبإنصاف: لأ.. إنه يتكلم ويشاور أفضل بكتير من صمته اللي ماكنش له مبرر.. حتى التفصيلة اللي بعض الناس هاجموه بسببها لإنه مقالش بصراحة كلمة "فلسطين" هي تفصيلة جايز تخليك تاخد على خاطرك بس بدون ما تغفل أهمية الفعل نفسه!.. إحنا بنتكلم عن فيديو اتشاف حتى لحظة كتابة المقال أكتر من 170 مليون مرة على منصة إكس!، ده غير باقي المنصات!.. يعني على الأقل فيه ربع مليار بني آدم إجمالًا يا إما عارفين هو بيتكلم عن إيه يا إما بحثوا هو بيتكلم عن إيه وفهموا!.. كمان فيه دور عظيم عمله ومازال بيعمله شباب محترمين على السوشيال ميديا عوضوا بيه الجزء الناقص في فيديو "صلاح" لما قبلها ترجموا مقالات للغات مختلفة ونفذوا فيديوهات فيها الحقيقة كاملة، ولما استغلوا المشاهدات الكبيرة على فيديو "صلاح" وحطوا شغلهم هما بقى في التعليقات عنده واتشاف مجهودهم ده هو كمان ملايين المرات!.. بالنسبة لـ "رمضان" فالطريقة اللي اتكلم بيها كانت موجهة للناس في العالم العربي.. وتحديدًا للناس البسيطة اللي مش بتحسبها ومشاعرها هي اللي بتحركها.. وطبعًا مع إضافة شوية الشخط والنطر اتحقق هدف الفيديو.. ليه فيديو "رمضان" كمان مهم حتى لو ماكنتش مقتنع بيه؟.. عدوك بيرصد كل همسة بتحصل عندك وأنت كمان بتعمل المثل بالتالي لما بمعايير الذوق العام والجمهور المصري أهم نجم عندك حاليًا بيقول عايزين نحارب ولما يتفاعل مع كلامه ملايين فده بيخلّي الطرف التاني يتأكد إنه عنده مشكلة حقيقية مع المصريين!.. الله!.. ده تحريض علني ومفيش مسؤول في مصر عاتبه أو أجبره يمسح الفيديو يبقى القصة دي كلها ممكن كمان تكون على هوى المسؤولين مش بس المواطنين العاديين في الشارع!.. بالتالي الخوف من رد الفعل هيكون له قيمة عند عدوك وده هدف مهم ورسالة كانت لازم توصل.. "باسم يوسف" بيعرف يتكلم.. فيه حد بيعرف يتكلم في العموم، وفيه حد مابيعرفش يتكلم خالص، وفيه حد بيعرف يتكلم كويس ويقول إيه لمين وبلغة اللي بيسمع!.. "باسم" من النوع الأخير.. المجتمع الغربي كان محتاج يسمع صوت بيكلمه من عندنا إحنا وبرؤيتنا إحنا وبدماغنا إحنا لكن بلسانه هو.. ولما تضيف عليهم حبة القباحة الخفافي اللي استخدمها يبقى كده برضه الهدف اتحقق!.. التفكير بعملية وبتجنيب العاطفة شوية بيقول إن الفيديوهات التلاتة حققوا هدفهم لإنك على الأقل هتكون اعجبت بواحد منهم.


* بعد نكسة 1967 ورغم حالة الكآبة وكسرة النِفس اللي صابت كل المصريين بسبب غدر الضربة المباغتة حصلت حالة من الصمت العام بين الناس العادية!.. اللي هو هل ده آخر القصة خلاص؟.. طب فين قوتنا اللي بنتباهى بيها!.. فيه زعزعة في الثقة بالنفس شالها المصريين بينهم وبين نفسهم وللأسف زادت بعد تصريحات قيادات العدو اللي منهم وزير دفاعهم "موشى ديان" اللي خرج وقال إن المصريين محتاجين 100 سنة على الأقل عشان يفوقوا من الصدمة.. 100 سنة!.. حتى نظرة بعض الأشقاء العرب لينا في وقتها كانت بتحمل شيء من الشفقة علينا!.. كان ممكن الوضع ده يستمر للأبد أو حتى نص المدة اللي قالها "ديان" ومحدش كان هيقدر يلوم علينا كدولة من العالم الثالث مواردها أساسًا على قدها ومش مطلوب منها تثبت حاجة لحد إحنا ليه ماخدناش حقنا.. استمرت الأمور على نفس الوتيرة وحالة إنعدام الثقة بين الدولة وبين حكومتها من ناحية، وحالة الاحتقان اللي بين الناس وبين عدوك الأبدي على الناحية التانية اللي كل يوم غروره وعجرفته عليك بيزيدوا.. من 1967 وحتى يوليو 1973 قرر الناس بدون اتفاق إنهم يتلهوا كل واحد في حياته.. كفاية علينا الكهرباء اللي غليت، والأسعار اللي ولعت، والمعيشة اللي بقت متعبة.. أيوا بالمناسبة الحاجات دي كانت موجودة في التوقيت ده.. اشمعنى لحد يوليو 1973؟.. فيه حاجة بتحصل على الأرض!.. فيه شيء ما بيتحضر في الكواليس.. ده هاجس حس بيه كل المصريين بدون تصريح واضح من شخص مسؤول، ولا أى معلومة!.. الناس فجأة بقى كلامهم قليل.. بقت ردود أفعالهم تجاه الأخبار السياسية أكتر اهتمام.. بقوا أقرب لبعضهم حتى!.. فيه معلومة إن مفيش خلال حرب أكتوبر73 تسجيل لحالات سرقة خالص، والحقيقة إن مش بس خلال الحرب.. لأ.. من قبل الحرب بـ 3 شهور -(رغم عدم معرفة حد بموعده)- وبعدها بـ 3 شهور كاملين ماكنش في مصر أى حالة سرقة تمامًا!.. ولما قامت الحرب حصل تضامن وتوحد بين كل الناس بشكل ماحصلش قبل كده في تاريخنا الحديث!.. ملايين السيدات باعوا دهبهم عشان يتبرعوا بفلوسه للجيش!.. مطاريد الجبل في الصعيد واللي عليهم أحكام نزلوا المدن وطلبوا إنهم يتطوعوا في الجيش وبعد ما الحرب تخلص موافقين يتحبسوا عادي بس مينفعش البلد تكون بتحارب وإحنا هربانين في الجبل!.. ملايين المصريين هجموا على مستشفيات مصر كلها عشان يتبرعوا بالدم تحسبًا إن جنودنا يكونوا عايزين دم والمستشفيات اتملت للدرجة اللي خلّت وزير الصحة وقتها الدكتور محمود محفوظ يخرج في لقاء على الهوا يطلب من الناس مايتبرعوش عشان مبقاش فيه مكان في التلاجات!.. واتحقق النصر الأهم في آخر 100 سنة وقبل ما يفوت حتى 6 سنين مش 100 زى ما قال البعيد.

* أحداث فلسطين وغزة واجعة قلوبنا.. بيزيد الوجع إن إيدينا متكلبشة بقيود من ظروف وعوائق مالناش علاقة بيها كمواطنين عاديين.. لكن الشيء الملفت واللي بقاله زمن ماحصلش إن كلنا واقفين صف واحد ومتفقين على هدف واحد.. الوقفة سوا دي هي اللي بترهب أي عدو وبتخليه واثق إن نهايته قربت.. لما بنكون على قلب راجل واحد بعد كل كبوة بتيجي نصرة.. في كل زمان ومكان ومن أول الأنبياء لحد الإنسان العادي محدش حياته خالية من الكبوات، ولا الأحداث الموجعة.. بيصبرنا اليقين في ربنا، وبيقوينا تصديقنا لكلامه سبحانه وتعالى ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

تابع مواقعنا