عمرو الليثي لـ الإعلام الغربي: كيف تطالبون العالم بالمهنية وحقوق الإنسان وأنتم عن ذلك غائبون؟
استهل الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، كلمته خلال البث المشترك لـ 49 دولة لاتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع التلفزيون الفلسطيني، موجها خالص العزاء إلى فلسطين بأسرها والشهداء والمصابين، مؤكدا على مقولة الرئيس الفلسطيني أبو مازن في القاهرة منذ قليل “إننا لن نرحل ونترك أرضنا”.
وأشار الليثي إلى أن هذا التجمع يعد هو الأول من نوعه لـ 49 دولة من دول الاتحاد في البث المشترك، بالإضافة إلى وسائل الإعلام من الاتحاد الأوروبي ووكالة سبوتنيك الروسية والعديد من وسائل الإعلام الغربية، لافتا إلى أن الاتحاد منذ نشأته كان لدعم القدس، حيث تم الاتفاق مع الوزير أحمد عساف المشرف العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، على أهمية البث المشترك لدعم فلسطين وإلقاء الضوء على معاناة أهالينا وأشقائنا.
وأكد الليثي: إننا نعمل في إطار مهني، وأطالب الإعلام الغربي بأن يمارس المهنية والموضوعية، وأن ينقل الصورة صحيحة وبأمانة دون تغيير للحقائق، وأعتز كثيرا بعدد من الإعلاميين والمذيعين العرب ومواقفهم المشرفة في المهنية والحيادية، وقد لاحظنا أن المهنية قد غابت وسط أخبار كاذبة ومغلوطة من بعض وسائل الإعلام الغربية، وأهم توصية نخرج بها من هذا البث المشترك هو التضامن الإعلامي بين الدول العربية والإسلامية والآسيوية، ومطالبات بنقل الصورة الصحيحة والبعد عن المغالطات والأخبار الكاذبة، ونحن قد رأينا قتل عدد كبير من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام، وهذا لا يصح ولا بد من وقفة من رجال الإعلام في الدول العربية والإسلامية، للتأكيد على دعمنا لفلسطين وأهمية ممارسة المهنية والحيادية من وسائل الإعلام الغربية، وتغير منهاجها في التعامل مع الشأن الفلسطيني ومعاناته في ظل الاحتلال والعدوان.
وتابع الليثي: إنني أتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع الدول المشاركة في البث المشترك مع التليفزيون الفلسطيني والتي وصل عددها إلى 49 دولة، والشكر موصول إلى جميع الإذاعات والتليفزيونات، وإلى الاتحاد الأوروبي وسبوتنيك الروسية، والجميع يقف بصورة واضحة مع فلسطين ونحن نقوم بدورنا في التغطية الإعلامية، وكل إعلامي يضع كفنه على يده، ونطالب الإعلام الغربي بأن يكون محايدا وأن يحترم جميع المواثيق الدولية وضرورة الحفاظ على أرواح الإعلاميين.
وأضاف: كما نطالب إسرائيل بالسماح بدخول المعونات، وألا تضع العراقيل أمام دخول قوافل الإغاثة، وأطالب بوضع شارات الحداد على شاشات التليفزيونات والإذاعات العربية والإسلامية، وتخصيص فترات زمنية موحدة دعما للقضية الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه مهما حدث.
وشدد الليثي: من يعتقد أنه ممكن أن يغير الحقائق أو يمحو الحقائق أو أن يحول الأكاذيب إلى حقيقة ويتم تزييف التاريخ، فهم الذين قتلوا الأطفال بدون وازع من ضمير أو شفقة أو رحمة، وسوف تلاعنهم جميعا لعنات هؤلاء الشهداء حتى وهم في قبورهم، سوف تلاحقهم وتلعنهم وسوف يسجلون هؤلاء المجرمين اسمهم في سجلات الدم والعار في تاريخ الحياة والحضارة الإنسانية، أما نحن كإعلاميين وكاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمه التعاون الإسلامي هذا هو دورنا حقيقي الدفاع عن هذه القضية، والدفاع عن مقدساتنا التي نعيش من أجلها وندافع عنها ونبذل كل غالي ونفيس في سبيل الدفاع عنها وحمايتها، وأن كل إعلامي يجب أن نوفر له الحماية الكاملة وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنها بقتل الصحفيين والإعلاميين فإنها بذلك تقوم بطمس الحقائق فهي واهمة.
وأضاف: لن تمنعون الغذاء والكساء والدواء عن ملايين الضحايا الذين يعانون اليوم جراء هذا الحصار، ولا تحاولون حتى أن توجدوا حلا لهذه القضية، الذين لهم أصحاب يعانون كل يوم جراء هذا الحصار المفروض على غزة، إننا أؤكد وباسم جميع الدول العربية والإسلامية أعضاء الاتحاد أننا متضامنون كل التضامن مع الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح لهم بممارسة حقهم بكل أريحية وحيادية ومهنية، وأيضا ندعوا العالم الغربي الذي يتشدق بالحريات وحقوق الانسان أن يكون موضوعيا صادقا لا يقولون ما لا يفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، كيف تدعون وتطالبون العالم بالمهنية والحيادية وحقوق الإنسان، وأنتم عن ذلك غائبون؟
وتابع: أدعوهم اليوم إلى الالتزام بالمواثيق الدولية في حماية الأبرياء والمدنيين العزل، وعدم قصفهم وقتلهم أو التعرض لهم، هذا حقهم الطبيعي، أدعو العالم بأسره أن يتدخل لحماية الشعب الفلسطيني وأن يرفض تماما ما يحدث في حق الأبرياء.
وأوضح: هذا اليوم هو يوم تضامن إعلامي كبير، 49 دولة عربية وإسلامية من أعضاء الاتحاد، وأن يتم الحصول على هذه الحقوق في نقل الأخبار بشكل موضوعي إلى كل العالم.
وأوضح الليثي أن اتحاد دول إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون كشفت زيف الادعاءات الغربية والإسرائيلية الكاذبة، وإبراز ما يلاقيه ويعانيه الشعب الفلسطيني، وما قمنا به اليوم هو وحدة وتضامن بإذاعات وتلفزيونات دول عربية وإسلامية، حتى نؤكد أننا ضد هذا المحتال البغيض الغاصب، وأقول له نحن جميعا نقف صفا واحدا ضدك، ضد إعلامك، ضد كل إعلام غربي مزور وملفق، وسوف نستمر في دعمنا للقضية الفلسطينية أبدا مع حيينا.
وفي نهاية كلمته، وجه عمرو الليثي الشكر إلى وزير الإعلام الفلسطيني أحمد عساف، المشرف العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وإلى جميع الزملاء المشاركين اليوم، موضحا: كان هناك كثير من رؤساء هيئة الإذاعة والتلفزيون يريدون المشاركة في المداخلات التليفزيونية، فنحن جميعا واقفون صامدون في جبهتهم حتى ندافع ونعيد لهم حقهم وما نقوم به أقل من القليل في سبيل دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الحبيب.