الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فأر يهودي.. قصة واقعية!

السبت 21/أكتوبر/2023 - 06:21 م

من عدة أيام وقبل حرب غزة والعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حل بمنزلي ضيف غريب غير مرحب به، أذاقني ألوان العذاب وصنوف السهر والمشقة، احتل مطبخ الشقة، واختبأ في أماكن لا تصل إليها يد ولا ترقبها عين، لا آثر له إلا بقاياه.

أسبوعان من الألم والصداع المزمن لي ولزوجتي لمطاردة هذا الضيف الثقيل، حتى وصل به الحل واستقر به الأمر أننا هاجرنا المنزل لمدة يومين وتركناها له ونشرنا له السم في أرجائها وعند عودتنا كانت المفاجأة والطامة.

لعدة أيام بعد عودتنا اختفت آثاره تماما فظننا أننا نجحنا في طرده،  لكن مؤامرة الفأر كانت أدهى.. نحن من تركنا له المجال والمساحة، “برطع” وتمدد وانتشر وصارت معه المعاناة أكبر.

اشتريت مصيدة واستعنت بشركة، وأغلقت جميع المخارج والمنافذ، وحاولت الوصول إلى مكان اختبائه فلم أنجح، يتسلل ليلا ونحن نيام يأكل ويخزن في مخبأه السري. 

بعد أن فاض الكيل سمعت زوجتي خبطة في بوتاجاز الشقة، فاستعنت بعمي وقمت بنقل البوتاجاز كله من المطبخ إلى الفناء الخلفي، وأغلقت جميع الأبواب وأخرجت الفأر من البوتاجاز وفي متسع الفناء وبين أسواره المقفولة كان ثأري وانتقامي منه.

في الخلاء تُظهر المواجهات حجم القدرات.. كان الفأر سريعا في الهرب.. جبانا محاولا الإفلات وكانت سعادتي كبيرة جدا مقارنة بخوفه.. تلذذت بمطاردته والجري خلفه، "زنقته" في الركن وسددت له ضربة دون أن أقتله، تركته أمامي يجري متعشما في الهرب لكنني أعجزه عنه كلما حاول، قالت زوجتي بتلقائية شديدة: "ده فار يهودي.. زكي جدا.. طفشنا".

في الحقيقة وبعد أن تخلصت منه وقضيت عليه تماما، وألقيت جثته حيث يستحق، تنفست الصعداء مسرورا بالقضاء عليه، تذكرت كل الفئران المحتلين للأرض الجاثمين على صدور أصحابها.. فدعوت أن ينقذهم الله من هذا الهم، ويقيني أن الوقت سيأتي وحينها سيتم التخلص من جميع الفئران وجرذان إسرائيل وسينتصر أصحاب الأرض.

تابع مواقعنا