أجنة في بطون مبقورة وأشلاء مختلطة│ حي التفاح بغزة.. عندما تختفي الأشجار وتنتشر الجثث
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا في ممارسة انتهاكاته، وتخطي كافة المحرمات، باستهدافه كل ما نص القانون الدولي على تحييده وقت الحروب، من مستشفيات ومدارس وكذلك دور العبادة، حتى أنه لم يترك الأجنة في بطون الأمهات، اللائي أصبحن ضمن الشهداء في مقابرة جماعية.
مقبرة الشهداء الجماعية في غزة
حي التفاح الذي عُرف في الماضي بهذا الاسم، نسبة لكثرة أشجار التفاح به، أصبح الآن يضم مقابر الشهداء الجماعية شرق غزة، وكذلك بسبب دفن الكثير من أشلاء الشهداء مجهولي الهوية داخل أراضيه.
منذ أسبوعين لم تتوقف صواريخ الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي نتج عنها آلاف الشهداء والمصابين المدنيين، وتم دفن العشرات منهم بشكل جماعي بمقبرة الطوارئ في حي التفاح.
دُفن فقط بالأمس نحو 43 شهيدًا من مجهولي الهوية، غالبيتهم أشلاء، كما تم دفن نحو مائة شهيد، قبل أسبوع بالطريقة نفسها، وذلك بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة من وزارات الصحة والأوقاف وأيضًا بإشراف الطب الشرعي.
وجاءت هذه الخطوة إكراما للشهداء، في ظل وجودهم بالثلاجات منذ أيام، ولم يتم التعرف عليهم، وبدأت تتغير معالم الجثامين، بحسب سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي.
من بين الشهداء مشاهد صادمة لأمهات يحتضن أطفالهن، فاختلطت أشلاؤهم معًا، وبينها ثلاثة أجنة خرجت من بطون أمهاتهم المبقورة بفعل صواريخ الاحتلال، وبينها أسر كاملة تم تكفينها في كفن واحد لتحولهم لأشلاء متناثرة.
يذكر أن جهات الاختصاص وثقت وصورت كل العلامات التمييزية لهؤلاء الشهداء ومنحتهم أرقاما تميزية، حتى يتسنى التعرف عليهم من قبل أقاربهم لاحقا.
