ذكرى وفاة الأديب نجيب سرور.. حارب الظلم الاجتماعي ومات في مستشفى الأمراض العقلية
يوافق اليوم ذكرى وفاة الأديب نجيب سرور الذي توفي يوم 24 أكتوبر عام 1978، بعدما أثرى الساحة الأدبية بالكثير من الأعمال خصوصا في مجالي المسرح والشعر.
ولد الكاتب الكبير نجيب سرور في 1 يونيو عام 1932 في قرية إخطاب التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، والتحق بكلية الحقوق ثم تركها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
نجيب سرور.. ابن المنافي الذي حارب الظلم الاجتماعي ومات في مستشفى الأمراض العقلية
اتخذ نجيب سرور من المسرح وسيلة لتجسيد مآسي الفلاحين والظلم الاجتماعي الواقع عليهم، وانتمى إلى منظمة حدتو الشيوعية سرًا وعندما سافر إلى الاتحاد السوفيتي في بعثة دراسية أعلن عن انتماءاته الماركسية، وهو ما عاني بسببه نجيب سرور وعاش حياة المنافي، حيث تم إلغاء منحته الدراسية إلى الاتحاد السوفيتي لينتقل بعدها إلى المغرب، وهناك كتب الكثير من الأعمال النقدية والإبداعية.
بعد عودة نجيب سرور إلى مصر تعرض لمضايقات عنيفة انتهت بفصله من العمل مدرسا في أكاديمية الفنون وعاش حياة التشرد والضياع حتى تم حجزه بمستشفى الأمراض العقلية ليفارق الحياة عام 1978.
وكتب نجيب سرور العديد من الأشعار والمسرحيات التي جاءت معظمها في شكل انتقادات لاذعة للنظام، خاصة بعد هزيمة 67، والتي أثّرت عليه كثيرًا، وجعلته أكثر عدوانية تجاه النظام.
من أبرز مؤلفات نجيب سرور: يس وبهية، آه يا ليل يا قمر، قولوا لعين الشمس، آلو يا مصر، وميرامار، التي اقتبسها من رواية نجيب محفوظ وأخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك، ومن أعماله الشعرية التراجيديا الإنسانية.
لم تكن حياة أسرة نجيب سرور أفضل حالا بعد رحيله؛ فقد عانت أسرته من حياة المنافي حيث توفي الابن الأكبر لنجيب سرور ويسمى شهدي يوم الجمعة 12 يوليو 2019 في أحد مستشفيات الهند التي انتقل للإقامة بها، وذلك بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وتم حرق جثمانه هناك حسب الطقوس الهندية.
وفي 15 يناير عام 2022 توفيت زوجة نجيب سرور ألكسندرا ليتم دفنها بجوار زوجها نجيب سرور بمصر، وقد ناضلت كثير لتعود من الهند إلى مصر وتدفن بجواره وخصوصا مع تفاقم حالتها المرضية وتقدمها في العمر.
يقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: نجيب سرور صاحب تجربة حافلة ثقافية وإبداعية، أثارت ولا تزال تثير أسئلة كبيرة حول علاقة المثقف بالسلطات المتنوعة، وحول علاقة المبدع بذاته وبالعالم، وحول إمكانات التنقل من المبدع الواحد بين ألوان الإبداع المتعددة، وحول العلاقة بين الإبداع والسياسة بوجه عام.
وأضاف حمودة: الحياة القصيرة التي عاشها نجيب سرور شهدت نتاجه المعروف، الغزير نسبيا، في مجالات المسرح، والشعر، والدراسات النقدية، بالإضافة إلى نصه الذي شهر أكثر من غيره بسبب اقترابه من روح الصرخة الهجائية اللاذعة، وللأسف حجب إلى حدّ ما الاهتمام بأعماله الأخرى.