مدير الهلال الأحمر المصري: تلقينا 3500 طن مساعدات من الداخل والخارج لغزة.. والجانب الفلسطيني بدأ توزيعها | حوار
منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر الجاري، وجمعية الهلال الأحمر المصري، تعمل على قدم وساق لتخفيف وطأة الاعتداءات الإسرائيلية والوحشية الغاشمة على الشعب الفلسطيني، ردًا على قيام المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى، في ملحمة جديدة، نجح خلالها أن يسطر بمتطوعيه أحرف من نور في ظل الأزمة، الأمر الذي لا يعد جديدًا على الجمعية التي تعمل بمصر منذ أكثر من 100 عام في الإغاثة.
منذ اللحظات الأولى من الأحداث، والهلال الأحمر المصري، على تواصل وتنسيق دائم مع نظيره الفلسطيني، للوقوف على الأمر ورصد الاحتياجات بشكل سليم، وعلى الفور بدأت في جمع المساعدات الإغاثية والطبية لإرسالها إلى الشعب الفلسطيني؛ ليسلم أول حزمة من المساعدات الطبية بعد 24 ساعة فقط من بداية الأحداث، وحتى الآن يتوالى تسليم المساعدات.
الدكتور رامي الناظر، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري، كشف في حواره مع القاهرة 24، حجم الدعم الذي تلقته الجمعية حتى الآن من داخل مصر وخارجها، وكذلك التنسيقات التي تتم لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها منذ بداية اندلاع الأحداث في غزة حتى الآن، والتي بدأ الهلال الأحمر الفلسطيني في توزيعها بالفعل.
إلى نص الحوار..
منذ بداية عملية طوفان الأقصى كنا على علم بأن الرد الإسرائيلي سيكون حادًا.. كيف استعد الهلال الأحمر المصري؟
نحن مؤسسة معنية بالأزمات والكوارث ونعمل بالإغاثة سواء المحلية أو الدولية، وهناك جزء كبير من عملنا يقوم على تدريب الموظفين والمتطوعين حول كيفية الاستجابة للعمليات الطارئة التي تحدث، سواءً كانت حوادث طبيعية تحدث داخل مصر أو في خارج مصر بالأماكن التي تحدث فيها حروب، مثلًا كانت لدينا تجربة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أرسلنا فريقا دوليا عمل على إخراج الطلبة بالشكل السليم وقاموا بتوصيلهم سالمين إلى مصر.
فتلك الظروف قمنا بالاستعداد لها أكثر من مرة، وهذا الموضوع ليس بالمرة الأولى في قطاع غزة، لذا كان هناك استعداد من الهلال الأحمر المصري لتقديم المساعدات الإنسانية والمواد الاغاثية، وأيضًا المواد الطبية والدعم النفسي الاجتماعي، كافة الخدمات نقوم بتقديمها لأشقائنا الفلسطينيين، كما أن هناك ناس من الممكن أن يعلقوا في المنتصف إذا كانت في مصر وتريد العودة لبلادها وغيرها.
الهلال الأحمر المصري على تواصل بنظيره الفلسطيني منذ الساعات الأولى للأزمة.. ما الذي رصدتموه ؟
مع بداية الأحداث، تواصلنا فورًا مع الهلال الأحمر الفلسطيني؛ للوقوف على الأحداث ورصد الوضع الجاري، والخدمات الإنسانية ما حالتها التي هم في حاجة لها، رصدنا عددًا كبيرًا جدًا من الاحتياجات، رصدنا حتى تحركات المواطنين الفلسطينيين فعدد كبير منهم تركوا منازلهم ومنازل أخرى هدمت، فأصبح لدينا حوالي مليون مواطن فلسطيني في حاجة للخدمات، وفي الوقت نفسه يعانون من نقص الموارد الطبية والمساعدات والمواد الضرورية للحياة.
فنحن نقوم بالمتابعة مع الهلال الأحمر الفلسطيني، ويقوم بإبلاغنا بمستجدات الوضع يوميًا من عدد المرضى والمصابين وما يحتاجونه من موارد، وبناءً عليه يكون لدينا خطة للتحرك، فمن يوم 8 أكتوبر قمنا بإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
ما التنسيقات التي تجرى لتوفير المساعدات؟ وهل تتم على المستوى الداخلي فقط ؟
بعد رصد الاحتياجات نقوم بتجهيز المعونات بالشكل السليم، نتواصل على المستويين الداخلي والخارجي، فنقوم داخليًا بالتواصل مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية الشريكة بجانب أجهزة الدولة المعنية بالأمر، جميعهم يتعاونون معنا لأجل الإغاثات الإنسانية، نتواصل على المستوى العربي والأجنبي مع كافة الجمعيات تحت مظلة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وذلك لتنسيق المساعدات وكذلك الاحتياجات وتسليمها بشكل سليم للفرز ومراجعتها مع الجانب الفلسطيني، كما أننا نقوم برسالة دعم نفسي وتضامن، وهناك جزء كبير في عمل الجمعية له علاقة بالعمل الإنساني وحماية المنشآت الطبية والعاملين بالعمل الإنساني، نتواصل مع الصليب الأحمر ومع الجهات الفاعلة ومؤسسات المجتمع الدولي، لأن ذلك يجب احترامه بالشكل السليم.
ولدينا خلية تنسيق مع الأمم المتحدة، فلدينا تنسيقات على عدد من المستويات على المستوى الاستراتيجي والتنفيذي؛ لأنهم يقدمون أيضًا مجموعة من المساعدات لنستطيع إدخالها بالشكل السليم، كل هذا نقوم به على مدار الساعة.
ما الدور الذي تؤديه غرفة العمليات المركزية للجمعية في تلك الأحيان؟
غرفة العمليات المركزية للهلال الأحمر كـ خلية نحل تعمل 24 ساعة، تقوم حتى باستقبال المكالمات التي تأتي من مصر، حيث هناك مواطنون فلسطينيون في مصر فقدوا الاتصال بالأهل في فلسطين، نعمل على إيصالهم ببعضهم البعض وذلك ضمن خدمة إعادة الروابط التي نقوم بها، وذلك يتم من خلال التواصل مع الهلال الأحمر الفلسطيني، كما أنها تقوم أيضًا بتقييم الوضع باستمرار وتتابع كافة المنصات الاجتماعية والمواقع العالمية لتقوم بتقييم الوضع باستمرار وتحليل المعلومات، بالإضافة إلى مراجعة التقارير التي تأتي من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني، ويجرى ذلك كله من خلال متطوعينا.
كم عدد المتطوعين الذين يشاركون في تعبئة المساعدات للشعب الفلسطيني؟
عدد المتطوعين يبلغ أكثر من 800 متطوع، يعملون هنا وبالعريش على تعبئة المساعدات لأهالينا بفلسطين، فنحن نعمل ككيان متكامل على مستوى كافة فروع الهلال الأحمر المصري، نقوم بتمرين المتطوعين وإعدادهم ونقوم أيضًا بإرسال متطوعين من فروع أخرى لتساهم في تلك الحملة وتغذية المحافظة التي بها ضغط.
ما المعوقات التي يقابلها الجانب الفلسطيني عند استلام المساعدات؟
هناك تضييق كبيرًا من جانب الاحتلال في تمرير المساعدات، ولكنا نقوم بعبور المساعدات من معبر رفح البري، ثم تتولى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
من المسؤول عن تسلم المساعدات وتوزيعها على الشعب الفلسطيني خاصة بعد انسحاب الأونروا نحو الجنوب وإعلانها إخلاء 5 مدارس؟
الأونروا ليست مسؤولة عن دخول المساعدات، فهي مسؤولية الجانبين المصري والفلسطيني، الهلال الأحمر الفلسطيني مسؤول عن الاستلام بالتعاون مع الأونروا، يقومون باستلامها وحفظ تلك المساعدات ثم يبدأون في التوزيع، وأمس الاثنين بدأ الهلال الأحمر الفلسطيني في توزيع المساعدات الغذائية.
ما حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها الجمعية منذ بداية اندلاع الأحداث في غزة حتى الآن؟
الهلال الأحمر المصري سلم نظيره الفلسطيني حتى هذه اللحظة 35 شاحنة بإجمالي 300 طن من مساعدات طبية ومواد غذائية، وجهود الدولة المصرية أسفرت عن وصول عدد من الطائرات الإغاثية لعدد من الدول، بجانب دخول شاحنات محملة بالمواد الإغاثية والصحية، بجانب ذلك جهّزت الجمعية أيضًا مجموعة من المخازن من مختلف التخصصات لاستيعاب كافة المساعدات، كما يتم على مدار الساعة استقبال وفرز المعونات القادمة وفقا لاحتياجات الهلال الفلسطيني.
ما احتياجات الجانب الفلسطيني التي إبلغكم إياها الهلال الأحمر الفلسطيني؟
هم بحاجة شديدة إلى المواد الطبية وخاصة تلك المواد الخاصة بإجراء العمليات، وكذلك المواد الغذائية والمياه، فهناك نحو مليون إنسان في حاجة لمساعدات غذائية، وعلى الأقل 100 ألف إنسان يحتاج للمساعدات الطبية، والتي تتراوح من العمليات وحتى الإسعافات الأولية البسيطة، خاصة المرضى الذين يحتاجون لأنسولين وأدوية الضغط وما إلى ذلك.
ما حجم الدعم الذي تلقاه الهلال الأحمر المصري منذ بداية الأزمة وحتى الآن؟
تلقينا دعما يقدر بـ 3500 طن من المساعدات من داخل مصر وخارجها.
وماذا عن دعم المشاهير في مصر ؟
تلقينا الدعم من كافة المشاهير في مصر، كمحمد صلاح وعمرو دياب ومحمود العسيلي وأحمد العوضي وغيرهم الكثير.
ما كواليس دعم اللاعب الدولي محمد صلاح ولما لم يتم الإفصاح عن قيمة الدعم؟
وكيل أعمال اللاعب هو من تواصل معي، ومحمد صلاح هو من رفض الإفصاح عن قيمة الدعم.
ما القادم بشأن تقديم المساعدات للجانب الفلسطيني؟
إذا استقرت الأمور سيظلون في حاجة إلى قوافل طبية وجلسات دعم نفسي واجتماعي، ففي تقديري تلك الأزمة ستستمر توابعها لمدة عام على الأقل وهم في حاجة إلى المساعدات.