مواطن فلسطيني لـ القاهرة 24: نعيش حالة صعبة جدًا.. غزة عادت للخلف 20 عامًا
عنف متصاعد، وغارات جوية متواصلة، حرب شرسة يشهدها قطاع غزة، لا تفرق بين صغير وكبير، حيث تواصل الغارات الإسرائيلية قصفها للأحياء السكنية في مختلف مناطق القطاع، مخلفة المئات من الجرحي والشهداء بين صفوف المواطنين.
يقول نائل الإفرنجي، مواطن فلسطيني مقيم بقطاع غزة: أنا مقيم بمنطقة تل الهوا بجوار مستشفى القدس، أعمل بشركة عالمية وعندي ولد و3 بنات، ابني كان فرحه الشهر القادم لكن بعد هذه الحرب الدامية لا أعرف إذا كنت سأزفه إلى عش الزوجية أم إلى السماء.
لا مكان آمن من القصف بغزة
وتابع الإفرنجي، في حديثه لـ القاهرة 24: في بداية الحرب، انتقلنا من منزلنا إلى مكان آخر بالنصيرات الواقعة بوسط غزة، حتي طال القصف، البيت المجاور لنا، فقررت العودة إلي منزلي، حيث أيقنت وتأكدت أنه لا مكان آمن بغزة، الكل مستهدف بسبب أو بدون.
واستكمل: الليلة الأولى بعد عودتنا إلى البيت، كانت ليلة دامية جدًا، من كثرة الحزام الناري، وهو ضرب بالشوارع بأطنان من الصواريخ حتى طلع علينا النهار، وأخذت أهل بيتي وذهبت إلى بيت أهل زوجتي بمكان يسمى أول الزيتون خلف مستشفى الأهلي المعمداني.
وعن وصف المعاناة يقول نائل: نعيش بمنزل من 3 طوابق، حوالي 65 شخصا، أشارك معهم ونشتري ما نستطيع شراءه من السوق لأنه يوجد معنا أطفال وكبار نحاول توفير ما نستطيع من الطعام والماء لهم.
وأردف: الطامة الكبرى هي عدم وجود الماء، لم نحصل على الماء إلا من خلال عربات تضخ بالبراميل مياهًا مالحة بمبلغ وقدره، حاليًا نعيش حالة صعبة جدًا، لا غاز، لا نت، ولا أي شيء مما يحتاجه أصغر بيت، الحياة شبه معدومة تمامًا، الآن كل همك بالحياه توفير المياه وشحن الجوال والغاز وبعض من الطعام، وهذا يكون نعمة فعليا، بلا أي مبالغة غزة رجعت 20 سنة للخلف.
واختتم حديثه قائلًا: وما خفي بالقلوب كان أكبر، الآن عندما تنتهي الحرب وكنا من أهل الدنيا متأكد أننا فقدنا كتير من الغاليين على قلوبنا، أصدقاء أو أقارب، فلا يوجد كلام يصف ما نحن فيه.