خطبة عن أسباب النصر والتمكين.. سبب واحد قد يضيع الحق ويؤدي إلى نكسة
نقدم لقراء القاهرة 24 خطبة عن أسباب النصر والتمكين تزامنًا مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أعمال اضطهاد وقصف وعنف تجاه المدنيين، وكان قد اندلع طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر الجاري، ونتج عنه رد عنيف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي راح ضحيته عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين معظمهم من الأطفال، لذلك يأتي التركيز الآن على أسباب النصر وكيف يمكن تحقيقه وتمكين المقاومة الفلسطينية منه.
خطبة عن أسباب النصر والتمكين
تحمل خطبة عن أسباب النصر والتمكين أسسا لابد من الأخذ بها واعتبارها عند التخطيط للقيام بأي عمل ضد العدو أو المغتصب، وذلك حتى يتحقق النصر بأقل خسائر ويتمكن صاحب الحق من الحفاظ على مقدراته ومن يحمونهم من المدنيين والأطفال والنساء، وقد تكون خطة الجمعة المقبلة عن فلسطين أو أسباب النصر لذلك نعرض لكم نموذجًا من خطبة عن أسباب النصر والتمكين:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن النصر والتمكين من أعظم ما يصبو إليه المسلمون في حياتهم، فهو سبيل إلى تحقيق أهدافهم وتحقيق العدل والخير في الأرض.
وهناك أسباب كثيرة للنصر والتمكين، منها:
أولًا: الإيمان بالله تعالى والاعتماد عليه: فالإيمان بالله تعالى هو أساس كل عمل صالح، وهو الذي يمنح الإنسان قوة وثباتًا في مواجهة التحديات. قال تعالى: ﴿إِنَّ ينصركم الله فلا غالب لكم﴾.
أيضًا من أسباب النصر طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: فالطاعة لله ورسوله هي طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وهي التي تجعل الأمة قوية ومنيعة أمام أعدائها. قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
ثالثًا: الصبر والثبات: فالنصر والتمكين لا يأتيان إلا بعد الصبر والثبات وتقديم التضحيات من أجل كلمة الحق، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
رابع أسباب النصر يا أمة الإسلام هي الوحدة والتلاحم بين المسلمين، وهي من أهم أسباب النصر والتمكين، وهي التي تجعل الأمة قوية ومتماسكة أمام أعدائها، مصداقًا لقوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.
وعند ذكر النصر لا ننسى خامس وأهم أسبابه، وهو الإعداد والاستعداد والتخطيط المتقن، فأساس تحقيق النصر والتمكين أن يعلم صاحب الحق كيف ينتصر ويحتفظ بهذا النصر، بأن يخطط لما بعد النصر من خطط تُبقي كلمته هي العليا، وتثبت لعدوه أن إرادة الله نافذة، وأن النصر ليس سهلًا بل هناك استعدادات وخطط بديلة ومدروسة اعتمادًا على قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾.
وأخيرًا، فإن النصر والتمكين بيد الله تعالى، وهو الذي ينصر من يشاء ويخذل من يشاء. ولكن إذا اجتمعت الأسباب السابقة لدى المسلمين، فإنهم على يقين من نصر الله تعالى لهم، قال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
أسأل الله تعالى أن ينصر المسلمين ويؤيدهم، وأن يمن عليهم بالتمكين في الأرض.
أسباب النصر والتمكين
تتعدد أسباب النصر والتمكين والتي يجب الأخذ بها من أجل اكتمال منظومة الدفاع عن الحق واسترداده، إذ بدون تلك الأسباب تنقلب الأحداث على عقبها، وتدور الدائرة من جديد على أصحاب الحق ويفتح الباب على مصراعيه للعدو لينتقم وتنتكس مقاومة أصحاب الحق ليزداد الوضع سوءًا وتقوى شوكة العدو.
والنصر والتمكين هما من وعد الله تعالى لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ولكن النصر الإلهي لن يتأتى إلا بعد توافر أسباب النصر والتمكين وهي كما يلي:
- الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، والالتزام بتعاليم الإسلام.
- التخطيط الجيد ودراسة كامل الاحتمالات وتجهيز العدة والخطط البديلة.
- الوحدة والترابط بين المسلمين، والوقوف صفًا واحدًا في وجه الأعداء.
- الاستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل تحقيق النصر.
- الصبر والثبات على الحق، وعدم الخوف من الأعداء.
- الدعاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه بالنصر والتمكين.
وإذا تحققت هذه الأسباب، فإن الله تعالى سينصر المسلمين، ويمكّنهم في الأرض، ويحقق لهم ما يريدون.
ما هي أسباب النصر؟
والسؤال الأكثر أهمية الآن ما هي أسباب النصر؟، إذ يكون النصر حليفًا لمن امتلك أسبابه وليس فقط من آمن بالله دون أن يتبع الأسباب، فقد قال الله تعالى "فأتبع سببًا"، والفاء هنا تفيد الترتيب والتعقيب، أي ضمن خطواته التي خطط لها من أجل الوصول إلى هدفه أنه يتخذ بالأسباب متوكلًا على الله، وفي ذلك قال تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
وأسباب النصر كثيرة ومتنوعة، منها أسباب داخلية ومنها أسباب خارجية:
أسباب النصر الداخلية:
- الإيمان بالله تعالى والاعتماد عليه: فالإيمان بالله تعالى هو أساس النصر والتمكين، وهو الذي يمنح المسلم القوة والعزيمة على مواجهة التحديات.
- الالتزام بشرع الله تعالى: فالالتزام بشرع الله تعالى هو السبيل إلى الهداية والصلاح، وهو الذي يمنح المسلم قوة الأخلاق والقيم التي يحتاجها للنصر والتمكين.
- التمسك بالوحدة الإسلامية: فالوحدة الإسلامية هي القوة التي تحمي المسلمين من الكيد والعدوان، وهي التي تمنحهم القدرة على تحقيق أهدافهم.
- الإعداد والتسلح: فالإعداد والتسلح هما من أهم الوسائل التي تحقق النصر والتمكين، فالمسلمون لا يستطيعون تحقيق أهدافهم دون أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها.
- الصبر والثبات: فالصبر والثبات هما من أهم صفات الناجحين، فالمسلمون لا يستطيعون تحقيق أهدافهم دون أن يكونوا مستعدين للصبر على الشدائد والابتلاءات.
أسباب النصر الخارجية:
- إضعاف العدو: فالنصر والتمكين يتحققان عادةً عندما يكون العدو ضعيفًا، سواءً من حيث القوة المادية أو المعنوية.
- الظروف المواتية: فالنصر والتمكين يتحققان أيضًا عندما تكون الظروف مواتية، مثل توفر الموارد اللازمة ووجود زعيم قوي وعادل.
وأفضل مثال على أسباب النصر، أن المسلمين انتصروا في بدر على المشركين، رغم قلة عددهم وعتادهم، وذلك بسبب إيمانهم بالله تعالى والاعتماد عليه، والالتزام بشرع الله تعالى، والتمسك بوحدتهم، والصبر والثبات، كما انتصر المسلمون في فتح مكة، رغم القوة التي كان يمتلكها المشركون، وذلك بسبب إيمانهم وجهادهم، والإعداد والتسلح.