منصات التواصل الاجتماعي والمحتوى الفلسطيني

منصة الإنستجرام خلال الأحداث الأخيرة أثبتت أنها كانت تترجم كلمة Palestinian إلى Terrorist في الأيام الماضية، وهذا حسب ما أكده مستخدمون ومستشارو التكنولوچيا، وأقرت شركه ميتا بدورها بما حدث، واعتبرته خطأ تقنيًا، تذكرنا الواقعة بواقعة أخرى قديمة، إذ كانت تترجم المسجد الأقصى إلى منظمة إرهابية في عام 2021 إبان أحداث حي الشيخ جراح.

وكذلك بعد الهجوم على المستشفى الأهلي في غزة، منصات ميتا كانت تحجب المنشورات والصور معتبرة إياها مخالفة لسياسات منصات إنستجرام وفيسبوك.

الأمر لم يتوقف هنا، بل إن المنصة قللت درجة وصول المنشورات ذات المحتوى الفلسطيني عموما، كما أفاد كثير من المستخدمين.

تذكرنا الأفعال الحالية بذات السيناريو في عام 2021 بمناسبة حي الشيخ جراح في القدس، وهو ما ثبت في تقارير صحفية مستقلة، وما اعترفت به شركة ميتا.

سياسات التضييق على المحتوى الفلسطيني كانت تشتد مع زيادة وتيرة الأحداث، عدد كبير من المستخدمين اشتكوا من عدم قدرتهم على البث المباشر، وحذف المنشورات مع أنها لم تكن تحتوي على تحريض أو خطاب كراهية، وتدني مستوى وصول المنشورات التي تأتي على ذكر فلسطين، وفي التحقيق، ذكروا أن حجم التضييق قد يخبر عما هو أبعد من خطأ تقني عابر في الخوارزمية.

شركة فيسبوك لها مكتب في الداخل، ويوجد مسؤول تنفيذي مقيم هناك وعلى علاقة مباشرة بالأجهزة الحكومية، بل كانوا يعقدون اجتماعات أسبوعية لمناقشة ومراجعة السياسات المطبقة حول خطاب الكراهية، وفي المقابل، الفلسطينيون لا يملكون مثل هذا الحق أو التمثيل من قبل شركة ميتا أو فيسبوك.

شركة ميتا أيضا تتعاون مع وحدة الأمن السيبراني في الداخل التي تأسست في عام 2015، وذلك لمراجعة المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلال عام 2020، فيسبوك وافقت على حذف واحد وثمانين بالمائة من طلبات الوحدة لحذف المنشورات، وفوق هذا كله، الحكومة هناك تروج لتطبيق موبايل خاص بتنظيم حالات التبليغ الجماعي على المنشورات ذات المحتوى الفلسطيني، الخوارزميات تتأثر بذلك، وهي من أساليب التلاعب بها، الفلسطينيون لا يملكون مثل هذه المصادر.

الطرف المضاد أكثر تنظيما، وأكثر أموالا، ومجهز بمصادر أكثر، لذا كان من السهل خداع الخوارزميات، وهو كله يصب في محددات الذكاء الاصطناعي، إذا كانت البيانات الداخلة على النظام غير دقيقة أو خاطئة، فالاستنتاجات ستكون خاطئة والقرارات المبنية عليها أيضا، ناهيك عن سياسات تضييق واضحة ومثبتة تجاه المحتوى الفلسطيني، وهو ما اعترف به مسؤولو الشركة نفسها قبل شهور.

خوارزميات منصات وسائل التواصل الاجتماعي من الأسرار التي تعلي عبرها شأن أصوات وتخفي أصواتا، وتغير وعي الشعوب، وتشكل أفكارهم ولاحقا أفعالهم، لربما الشفافية فيها من أوجب ما نحتاج إليه، والانتباه لتأثيراتها الجذرية البطيئة مهم، وهي مطالب ربما لن تلقى آذانا صاغية من صانعي تلك المنصات.