هل الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان فطرية أم مكتسبة؟ أمين الفتوى يجيب
أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الإجابة على سؤال ورد نصه: هل الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان فطرية، أم مكتسبة؟
وقال أمين الفتوى خلال تصريحات تلفزيونية: هناك أخلاق غريزية، وهناك أخلاق مكتسبة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمنذر بن الأشج: إن فيك خصلتين يحبها الله ورسوله الحلم والأناة؛ والحلم؛ أي طول البال، وعدم التسرع في ردود الأفعال، والاناة؛ أي التمهل، والتأني، والتفكر في التصرفات قبل فعلها.
العادة الحسنة تصبح طبعًا بتكرارها
وواصل أمين الفتوى مستكملًا حديث رسول الله؛ فقال المنذر: يا رسول الله أجُبِلْتُ عليهُما أم تخلَّقتُ بهما؛ فقال له بل جبلك الله عليهما؛ فقال له الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله؛ فهناك نوعان من الأشخاص النوع الأول تكون اخلاقه مكتسبة، والنوع الآخر تكون أخلاقه بالفطرة؛ ولكن في جميع الأحوال كل الأخلاق قابلة للاكتساب.
وذكر أمين الفتوى حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنما العلم بالتعلم والحلم والصبر بالتصبر؛ وأوضح أمين الفتوى معنى الحديث؛ حيث إذا كان الإنسان خلقه ضيق؛ فهو يقدر على أن يمارس بعض الرياضات النفسية، والتدريبات، والمجاهدات تجعلك تكتسب الحلم، وإذا كان غير صبور فهناك تمارين تجعله إنسانا صبورا، ويقاس هذا على الباقي مثل البخل، والتضجر، وأي خلق ذميم في العموم؛ وكذلك الامر الرسل؛ فهم أتوا إلى البشرية لتغير الجانب الأخلاقي إلى الأفضل؛ فلو كانت الأخلاق غير قابلة للاكتساب فكيف سنأمر بها على أي وجه؟
وأكد أمين الفتوى بأن العادة وتكرارها تخلق طبعا جديدا في الإنسان بتكراره؛ فمثلًا البخيل عود نفسه على الكرم، فانزاح عنه البخل، وحل مكانه الكرم، إذًا فالعادة طبيعة ثانية.