50 عاما على رحيل طه حسين.. كيف قدم تاريخ العقل الإنساني في قادة الفكر؟
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل المفكر الفذ المستنير طه حسين عميد الأدب العربي، صاحب الكثير من المؤلفات الخالدة في مجالات متنوعة منها الأدب والنقد والفكر.
من أهم الكتب الفكرية لطه حسين كتاب بعنوان قادة الفكر يقدم من خلاله طائفة من أعظم مفكري اليونان الذين قادوا الفكر الإنساني، حيث يرى طه حسين أن الحضارة اليونانية القديمة بمفكريها وفنَّانيها الكبار كانت الرافد الأهم للحضارة الأوربية الحديثة، التي استفاد جميع البشر بمنجزاتها.
50 عاما على رحيل طه حسين.. كيف قدم تاريخ العقل الإنساني في قادة الفكر؟
ويوضح طه حسين منهجه في الكتاب مؤكدا أن أن فصول الكتاب تعرض لا لتاريخ أشخاص بعينهم، بل لتاريخ العقل الإنساني، وما اعترضه من ضروب التطور وألوان الاستحالة والرقي حتى انتهى إلى حيث هو الآن باعتبار الفرد ظاهرة اجتماعية، والجماعة التي هي المؤثر الأول في ظهور الآداب والآراء الفلسفية.
ومن قادة الفكر الذين تناولهم طه حسين في كتابه: هوميروس، سقراط، أفلاطون، أرسطاطاليس، الإسكندر، يوليوس قيصر.
مما يذكره طه حسين عن سقراط في الكتاب: ولست أستطيع أن أحدثك عن سقراط دون أن ألفتك إلى أنه لم يتول قيادة الفكر اليوناني إلا بعد أن ارتقى هذا الفكر، وانتهى من الرقي إلى حد عجيب، وأن الفلسفة سلكت من قبله طرقًا مختلفة شديدة الالتواء وأفلست فيها واحدة بعد أخرى، وأن هذه الفلسفة التي أفلست في آخر الأمر كانت أيام انتصارها مشرفة على العقل اليوناني، تقوده وتدبره، وتنتهي به إلى الخير، ولكن هذا العقل كان شديد التطور سريع الاستحالة، فلم يكن بدٌّ لتلك المذاهب الفلسفية من أن تنتهي إلى ما انتهت إليه من إفلاس، ولم يكن بدٌّ من أن يظهر مذهب فلسفي جديد يلائم هذه الحياة الجديدة التي انتهى إليها العقل اليوناني في آخر القرن الخامس قبل المسيح.