قصة عم علي العشري مع الصيد في بورسعيد: مهنة عاوزه الصبر.. وبشتغل فيها من 60 سنة| صور وفيديو
يبحث العشرات من صيادي الدهرة عن لقمة عيش من الحلال على شاطئ البحر المتوسط بـ محافظة بورسعيد، وتحتلف هذه الحرفة عن غيرها بأن العاملين بها يجب أن يمتلكون صفات خاصة، ورثها أغلبهم من آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يمتهنون الصيد، تتمثل في الصبر، والرضا بالرزق القليل، والإيمان بقدر الله وعطائه.
قصة عم علي العشري يعمل منذ 60 عاما علي شاطئ بورسعيد
عم علي محمود العشري يبلغ من العمر 65 عاما ويعمل في حرفة صيد الاسماك منذ أن كان 5 سنوات ولم يفارق البحر منذ 60 عاما، وقد تزوج من حرفة الصيد وزوج 3 من البنات، ويساعد الآن نجله الأصغر صاحب الـ22 عاما، ولم يمنعه السن من ممارسة حرفته التي أصبح يملك فيها خبرات كبيرة.
يقول عم العشري، إنه أكبر الصيادين في السن والخبرة علي الشاطئ، ويخرج من بيته في كل يوم مع أذان الفجر ويظل يبحث عن رزقه حتي المساء، من خلال المشاركة في رحلات الصيد التي تتم على شاطئ بورسعيد، حتى يحصل منها على رزقه الحلال، ولم يمتلك رغم الـ 60 عاما عمل مركب أو غزل ولا يزال يعمل عند أصحاب المراكب.
ويوضح عم العشري، أنه يشارك في إنزال المركب للبحر ورمي الشباك وجمعها كما يشارك في فرز الأسماك وتقسيمها في البوكس حتى يتم بيعها للتجار، ويحصل مقابل ذلك على أكلة أسماك، كما يحصل على مبلغ مالي بسيط مقابل تعبه خلال اليوم، ولا ينتهي اليوم عند انتهاء رحلات الصيد.
إعادة إصلاح الشباك المقطوعة
يمتلك عم علي العشري من الخبرات ما يجعله قادرا على إعادة إصلاح الشباك المقطوعة، وتسمي هذه الحرفة ترقيع الشباك، حيث يستخدم خلالها إبرة من البلاستيك يطوي عليها الخيط بشكل معين، ويجلس على الأرض ويمسك الشبك بإصبع قدمه الأكبر ويقوم بغزل القطع المقطوعة، وتحتاج المهنة للكثير من الصبر حيث يمكن أن يظل 4 أيام يعمل لأوقات طويله حتي ينتهي من إصلاح الشباك.
ويقول عم علي: أصحاب المراكب الكبيرة عندهم عدة، إنما إحنا صيادين غلابة بنسعى على الجنية فلازم نصلح الغزل بإدينا، ورغم أنها مهنة تقطم الظهر وصعبة وعاوزه صبر لكن ربنا بيعينا عليها وبناكل منها لقمة عيش حلال جايه بعرق، ويضيف: أنا راجل 65 سنة وربنا بيعيني علي لقمة العيش دي والشباب ما يقدروش على شغلتنا.
ويعتبر الصيادون عم علي العشري والدهم كما يعتبره الصغار جدهم، ويقول أبو إياد، إنه جاء من القاهرة قبل وقت قريب للبحث عن عمل هو وصغيره زياد وقابل عم علي ولم يبخل عليه بتعليم المهنة ووفر له فرصة العمل، وساعده في آن يمتلك خبرة البحر، حتى إنه أصبح يساعده في ترقيع الشباك بعد أن احترفها من خلاله، وعلق: آنا كفاية إني بشتغل مع حد طيب وبركة زي عم علي واحنا كلنا بنحبه وهوا عمره ما بخل علينا بحاجة.
وبعد أكثر من 12 ساعة عمل في الصيد وترقيع الشباك يذهب عم علي العشري إلى منزله وقد اشتد عليه التعب، ليتناول وأسرته وجبة الأسماك، ويذهب بعدها إلى الراحة والنوم، حتى يبدأ رحلة جديدة على شاطئ مع فجر اليوم التالي.