ما حكم اتفاق الزوجين على البعد دون طلاق؟.. أمين الفتوى يجيب
استقبل الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية سؤال ورد نصه: ما حكم الاتفاق بين الزوج والزوجة على البعد دون طلاق؛ أي كل منهما يجلس في بيت بعيد عن الآخر من أجل تفادي المشاكل والخلافات التي تنشب بينهما؟
وقال أمين الفتوى خلال تصريحات تلفزيونية، إنه في حال اتفاق الزوجين على ذلك الأمر؛ فلا وزر عليهما في ذلك؛ أي كل منهما مُسَامح في حق الآخر.
واستنكر أمين الفتوى سبب الخلاف الذي ينشب بين الزوجين في أثناء جلوسهما مع بعضهما فلماذا يختلفوا؟ فمن المؤكد أن هناك سببًا، ومن المؤكد بأن هناك حلقة مفقودة، فأين المودة والرحمة.
وأوضح عثمان: أنهما إذا كانا شباب فكلًا منهما قادر على أن يقوم بخدمة نفسه، ولكن الآن كلًا منهما يحتاج إلى الآخر، ولذلك عندما يكونوا أصحاب سن كبير وكلما يجلسوا مع بعضهما يتخلقون المشاكل والمناقرة بينهما فهذا الأمر يخلق حياة صعبة بينهما.
وقال أمين الفتوى: من الجميل أن يحافظ كلًا منهما على الهيئة الاجتماعية خاصًة إذا كان هناك أولاد؛ فتكون هيئتهم الاجتماعية هي أنهما غير مطلقين، ولكن الأجمل أن يكون بينهما المودة والرحمة.
شيخ الأزهر: النشوز ليس مقتصر على الزوجة فقط بل يكون الزوج ناشز إذا قام بهذه الأفعال
ومن جانب آخر، كان قال شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب خلال حلقته الحادية عشر ببرنامجه الإمام الطيب، أن أوَّلُ ما يُستنبط من الآيةِ الكريمة أنَّ الزوجةَ التي لا يَنْطَبقُ عليها وصف «النُّشوز» يَحْرُم التعامُل معها بأسلوب الهَجْرِ أو الضَّرب، إذ هذا العلاج مختصٌّ بالزوجةِ في حال نشوزها فقط، وقاصر على هذه الحالة بعينِها لا يعدوها إلى غيرها من سائر حالات الخِلاف التي لا يخلو منها بيتٌ من البيوت.. فإذا عادت الزوجة إلى حالتها العادية؛ فعلى الزوج أنْ يعود من فورِه إلى ما أمرَه الله به من عِشْرة زوجته بالمعروف.
وأوضح شيخ الأزهر معنى مصطلح النشوز؛ حيث أنه ليس مجرَّد مخالفة المرأة زوجها في رأيه، أو المصارحة في التعبير عن رأيها، أو مراجعة زوجها لتحمله على تغيير رأيه، ولا هو صوتُها المرتفع أحيانًا، أو إظهارُ التبرم من شيء فعله الزوج، أو قَصَّر في أدائِه، مضيفا أن الشذوذ أيضا ليس تلك المشاحنات التي لا تخلو منها أسرة ولا بيت بالغة ما بلغته هذه الأسرة من الحرص على التجمُّل، والتَّقيُّد بآداب التربية الرَّاقية والسلوك المتحضِّر، ولا يجوزُ شَرْعًا أن يقابل الزوج أيا مما ذكرناه بهجر زوجته أو بضربها كما هو الحال في تصرُّفات الزوج التي حدَّدها القرآن الكريم في معاملة الناشز.