في انتظار رؤية النور.. ماذا يحدث للأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال ترقبًا لصفقة تبادل مع حماس؟
تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 6 آلاف فلسطيني، ثلثهم يتبعون حركة حماس المسيطرة في قطاع غزة، والمتصدرة لحرب طوفان الأقصى في مواجهة تل أبيب منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهي الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 9 آلاف فلسطيني، بعدما احتجزت حماس أكثر من 240 إسرائيلي في عملية مباغتة بعدد من المستوطنات في منطقة غلاف غزة.
ومع اقتراب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من حاجز الشهر، شهد الرأي العام الإسرائيلي تغيرات تجاه الحرب بالمطالبة بإعادة جميع الأسرى الفلسطينيين إلى ذويهم مقابل إطلاق حماس سراح المختطفين الإسرائيليين لديها، وهو المطلب المعلن من قبل الحركة الفلسطينية منذ بداية الحرب، فيما تواصل حكومة نتنياهو المماطلة بشأنه حسبما أعلن المتحدث باسم كتائب القسام في كلمة له منذ أيام.
وفيما يتعلق بتعداد الأسرى الفلسطينيين قالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان لها قبيل اندلاع الحرب، أن هناك نحو 5200 سير فلسطيني غالبيتهم ينتمون لحركة فتح، و30 % تابعين لحركة حماس، و20% لحركة الجهاد الإسلامي، فيما تم اعتقال 800 آخرين بعد اندلاع الحرب ليصل إجمالي الأسرى إلى 6000 أسير وأسيرة.
كيف تعامل إسرائيل أسرى حماس بعد الحرب؟
ومع انطلاق شرارة الحرب من قبل حركة حماس بإعلانها عملية طوفان الأقصى، شهدت السجون الإسرائيلية تطورات عدة بشان الأسرى الفلسطينيين القابعين بين جدرانها، حيث قال مسؤول كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية "حسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية" أنه منذ بداية الحرب، كان السجناء الفلسطينيون يتصرفون بشكل جيد، بطريقة كانت مفاجأة للمسؤولين عن السجون، هادئين في انتظار معرفة تطورات ما يحدث في الخارج، وأنه على الرغم من جهود تل أبيب لقطع اتصالاتهم بالعالم الخارجي، فإنهم يعتقدون أنه سيتم التوصل إلى اتفاق مع الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وهم ينتظرون ليروا ما إذا كانت المفاوضات ستبدأ وكيف سيكون مصيرهم.
وتابع المسؤول الإسرائيلي، أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال علموا بأحداث 7 أكتوبر عبر الهواتف العمومية والهواتف المهربة ولقاءات المحامين والزيارات العائلية، ما دفع مصلحة سجون الاحتلال، بعد وقت قصير من بدء الحرب، قطع كافة العلاقات بين الأسرى والعالم الخارجي، وأنهم في الوقت الراهن لا يعلمون شيئًا عن الخارج بشأن تطورات إمكانية عقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وأردف أنه وفقًا لآخر التقييمات اليومية، يترقب الأسرى الفلسطينيون ما سيحدث من قبل حماس مع سلطات الاحتلال، حيث يتصرفون بهدوء ولا يتسببون في وقوع حوادث، على الرغم من أن جميع المزايا التي يتمتعون بها قد ألغيت دفعة واحدة، وسط قلق إسرائيلي من هجوم من قبل الأسرى ضد مراقبي السجون التي تضم هؤلاء الأسرى الفلسطينيين.
وبالتزامن مع مساعي تل أبيب لقطع خيوط الوصل بين الخارج بالأسرى في سجون الاحتلال، أقدم جهاز الشباك الإسرائيلي "المخابرات الداخلية" على إزالة الهواتف العامة من عنابر السجون، وقطع المقابس الكهربائية لمنع شحن الهواتف المهربة، وإزالة القنوات التلفزيونية، ومصادرة الترانزستورات، ومنع زيارات المحامين والعائلات وتم إلغاء عمليات نقل السجناء إلى مرافق المحكمة.
إلى جانب استبدال المناقشات المباشرة إلى مناقشات عبر مكالمات الفيديو عن بعد في قاعات المحاكم العسكرية والمدنية، كما جرى تفكيك وحدة المتحدث الرسمي للجناح الفلسطيني، وإلغاء صلاة الجمعة في ساحة مفتوحة، كما لم يعد هناك خيار لإيداع الأموال للسجناء الفلسطينيين، حيث يقضي السجناء 23 ساعة يوميا في زنازينهم، باستثناء ساعة واحدة للترفيه.
وفي ظل تلك الإجراءات تواصل الحكومة الإسرائيلية تأكيداتها المتكررة من قبل رئيسها بنيامين نتنياهو، وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة التأكيد على مواصلتهم الحرب لحين الوصول إلى أماكن تواجد المختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة، ما واجهته حركة حماس بسخرية من قدرة تل أبيب على تحقيق تلك المنال واعتبارها أضغاث أحلام لحكومة نتنياهو المتأرجحة في الداخل الإسرائيلي أمام معارضيها من جانب وأمام أهالي الأسرى المختطفين في قطاع غزة من جانب آخر.