علي جمعة عن ذكرى مولد الإمام الحسين: من الله علينا أن يكون فينا سيد شباب أهل الجنة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في ذكرى مولد سيدنا الحسين؛ إننا نعيش مع برَكة الأنام، ونعيش مع من شرف مصر بنوره، وفضله، وبرأسه الشريف التي منَّا الله سبحانه وتعالى علينا ان يكون فينا؛ سيد شباب أهل الجنة، سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
مقتل سيدنا الحسين بكربلاء
وذكر جمعة في حلقة سابقة من برنامجه الديني" مجالس الطيبين" سيدنا الحسين هوعبد الله بن الحسين ولد في الثالث من شعبان، في السنة الرابعة من الهجرة، ومات شهيدًا في سنة61 من الهجرة عن عمر 57 سنة، وهو أحد الطرفين اللذين أراد الله لهما لنسل رسول الله وآل بيته إلى يوم الدين؛ ورسول الله لم يبق له ذكر؛ فمات القاسم، ومات الطيب، ومات عبد الله، ومات إبراهيم، صغارًا؛، ونسل رسول الله كانت السيدة زينب لها أُمامة، وماتت من غير سلسلة، والسيدة أم كلثوم، وقبلها السيدة رقية مع سيدنا عثمان ولم يُنجبا، والسيدة فاطمة عليها السلام، فهكذا يحترم أهل السنة أهل البيت، وهكذا يوقرونهم، وينزلونهم من منزلة الأجل؛ لأن بعض الناس في عصرنا يشككون في هذا، وماذا علينا إذا شكك الناس في ظهور الشمس؟ فقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد، وينكر الفم طعم الماء من سقم.
وأشار جمعة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحسن والحسين، وقال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعطرة أهل بيتي؛ أخرجه الترمذي من أهل السنة.
وذكر جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول على الحسن والحسين: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسين؛ وقال صلى الله عيه وسلم: هذان ابناي وابن ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما، وكان يقول على الحسين والحسين: إنهما شباب أهل الجنة.
وقال جمعة: إن الإمام الحسين والإمام الحسن تناسل منهما أهل البيت بمعجزة تبين أن النبي مؤيد من ربه؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له ربه: إنَّ أعطينَاكَ الكُوثَر فَصَلِّي لِرَبِكً وانْحَر إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبِتَر؛ أي الذي عيَّر النبي بأنه لا ولد له ذكر يحمل اسمه، هو الأبتر، ولا نعرف من هو؛ أما محمد فأهل البيت في العالم كله أكثر من 30 مليون إنسانًا، فمن أي نسل جاءوا؟ جاءوا من نسل الحسن والحسين؛ فالحسن أنجب زيدًا الأبلج والحسن المثنى؛ أي الحسن بن الحسن، بينما الحسين أنجب علي زين العابدين، ومن الثلاثة جاء النسل الشريف؛ لام نقبل زينب، ولا م نقبل ام كلثوم، ولا من قبل رقية عليهنَّ السلام؛ فهم أتوا من قبل فاطمة عليها السلام، كما حفظ الحسين لنا في كل الكتب نحو 129 حديثًا، ولكن الإمام أحمد أخرج له 7 أحاديث فقط لا غير، وقتله في كربلاء سنان بن أنس النخعي، وأجهز عليه حوليّ بن يزيد الأصبحي من حمير؛ حيث حذَّ رأسهٌ، وقيل شمر بن ذي الجوشن، وأتى بها عبيد الله بن زياد لعنة الله عليهم أجمعين، وقتل يومئذٍ ومعه 27 رجلًا من ولد السيدة فاطمة عليه السلام، ولم ينجو من القتل سواء علي زين العابدين؛ وذلك كرامةً للنبي بان يظل نسله شريف، وموجودًا فيملأٌ العالم ويعلي من ذكره، وكان علي زين العابدين قد أشتد به المرض؛ فالحمد لله الذي أيد نبيه.