التكنولوجيا وما أدراك ما مخاطرها.. موعد العالم هذا المساء مع الفبركة وهتك الأعراض والأسرار صوت وصورة | تقرير

عرف العالم التكنولوجيا منذ فترة ليست ببعيدة، لمسوا مميزاتها وإيجابياتها العديدة، انزلقوا في فخ “التكنولوجيا علم وتطور”، حتى أصبحت جميع البلدان تتسابق على احتلال المرتبة الأولى في التطور التكنولوجي، ومصطلح التكنولوجيا هو عام بشكل كبير، وتندرج تحته العديد من المجالات والإنتاجات، أبرزها الهواتف المحمولة، شبكات الإنترنت، مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم، بدأ الأمر بفئة قليلة من البشر، وهم من آمنوا بقيمة هذا الاكتشاف، ومن نظر له على أنه نعمة لابد من استشعارها حتى توسعت تلك الفئة وأصبحت الأغلبية العظمى من الأشخاص مقترنين بهواتفهم لا يستطيعون الاستغناء عنها.

بلا شك كل شيء في الحياة يعتبر سلاح ذو حدين، لذلك أصبحت تلك النعمة التي يتلهف مستخدميها عليها، وهي التكنولوجيا وشبكات مواقع التواصل الاجتماعي، نقمة في حد ذاتها، ولمسوا تلك المخاطر والمصائب التي قد تنتج عنها، وكعادة الفن وأعماله، كان له دور كبير في رصد تلك المخاطر التي تتزايد يومًا بعد يوم، من خلال العديد من الأعمال الفنية التي طرحها في الفترة الأخيرة. 

ويعد مسلسل هذا المساء بطولة الفنان محمد فراج  وأحمد داود، والذي عرض في عام 2017، أبرز تلك الأعمال التي ناقشت مخاطر تطور التكنولوجيا ومشتقاتها، والابتزاز الإلكتروني الذي تعرضت له العديد من الفتيات، وكذلك مسلسل صوت وصورة، الذي يعرض حاليًا بطولة الفنانة حنان مطاوع، وتزامنًا مع هذا، نستعرض في السطور التالية كيف كشف هاذين العملين عن مخاطر التكنولوجيا. 

من تصليح الهواتف لفضح المستور.. سوني كابوس السيدات 

قدم الفنان محمد فراج في موسم رمضان 2017، دور سوني، صاحب محل بيع الهواتف المحمولة وصيانتها، بمشاركة صديقه سمير -أحمد داود-، ولكن كان لـ سوني نظرة أخرى وهدف ثاني من تلك المهنة، فكان يجد لذته في التجسس على هواتف الفتيات، فكانت إحداهن تذهب له بصفاء نية، آملةً في تصليح هاتفها فقط، ولسوء حظها، تدخل لهذا المحل دونًا عن أي محل آخر، ليستغل سوني هذا الأمر وبحيل ما يستطيع مراقبة الهواتف حتى عندما تعود لأصحابها، وذلك بجانب أخذه صور الفتيات وابتزازه لهن بها، وتطور الأمر إلى أنه كشف حقيقة خيانة سيدة من هؤلاء لزوجها ووالد ابنتها، وظل يهددها بتلك العلاقة غير الشرعية التي تقيمها بغير علم زوجها، ومقابل عدم فضحه لتلك الأسرار، كان يستدرجها هي وغيرها لمنزله، ويجعلهن يخضعن لجميع طلباته، وكل هذا من خلال تطور تكنولوجيا تهكير الهواتف المحمولة. 

تختلف الأسماء والأشخاص.. والأفعال الشيطانية واحدة 

وبجانب سوني وأفعاله البشعة، نجد بنفس المسلسل، شخصية فياض -محمد جمعة-، الذي يمتلك أيضًا محل صيانة هواتف كبير، وبالصدفة وقع بيده هاتف لشخص ما، وعندما تجسس عليه وجده قد صور فيديو له مع تقى -أسماء أبو اليزيد- وهما في وضع مُخِل، ليقرر تهديد تلك الفتاة التي أذنبت ذنب واحد بحياتها، وكان مبررها هو أن هذا الشخص كانت تحبه وتثق به، ولكنها أصبحت في مأزق بسبب هذا الفيديو، الذي من شأنه أن يهدد حياتها بشكل كامل، وظلت ذليلة تحت تهديد فياض، حبيسة طلباته، حيث كان يطلب منها طلبات غير أخلاقية، ولكنها كانت تتهرب كل مرة منه.  

الذكاء الاصطناعي.. يستخدم في الخير تارة وفي الشر تارة أخرى

وإلى جانب مسلسل صوت وصورة، تعاطفنا جميعا مع رضوى -حنان مطاوع- خلال أحداث العمل، التي تعرضت للتحرش على يد أحد الأطباء -مراد مكرم-، وبصرف النظر عن تلك الحادثة المؤلمة نفسيًا قبل جسديًا على أي سيدة، إلا أن الأمر الخطير حقًا هو فكرة الذكاء الاصطناعي، والذي ناقشتها أحداث المسلسل، حيث تم ارتكاب جريمة قتل مجهولة الجاني، وهذا الشخص هو الطبيب المتحرش برضوى، فبالطبع كانت هي المتهمة الأولى وأصبحت في مرمى الشكوك، بسبب أن لها دافع قوي لقتله.   

وفي محاولة من محامي رضوى -صدقي صخر- للدفاع عن موكلته، التي كان من ضمن الأدلة التي تقف ضدها، هو فيديو من خلال كاميرات مراقبة عيادة الدكتور المتحرش، وأنها كانت هناك وقت وقوع الجريمة، ولكن هذا الفيديو تم اقتصاص منه ساعة كاملة، مما يوحي بأن هناك تزوير في الحقائق من قبل بعض الأشخاص، وفي محاولة من محاميها، استخدم الذكاء الاصطناعي في فبركة عدة فيديوهات، منها تصوير شخصية القاضي نفسه وهو يقتل الدكتور المتحرش، وعندما قدم تلك المقاطع، أثبت للقاضي ولهيئة المحكمة أنه لا يمكن تصديق كل صوت وصورة نراه ونسمعه، وكذلك سلط المسلسل الضوء على قضية خطيرة، وهي الذكاء الاصطناعي الذي من الممكن استخدامه في أكبر الأغراض شرا.