عودة عبد المتعال.. شركة مصرية عريقة هزمها الاستيراد وأحيتها المقاطعة: الكل بيدور علينا دلوقتي
في بداية الخمسينيات وفي ظل اعتماد المصانع على العمل اليدوي أكثر، كان الحاج صلاح عبد المتعال -مثلما كان يُطلق عليه- شابًا لا يملك شيئًا في حياته سوى كفاحه وعزمه على أن يبدأ مشروعًا وحده، يتحاكى به الجميع، ويفترش السوق باسمه حتى لو كلفه الأمر في البداية المجازفة المالية، لذلك قرر عبد المتعال والذي عُرف عنه فيما بعد بأنه ملِك الحلويات، أن يبدأ مصنع سندريلا عام 1951م.
لمع اسم عبد المتعال في السوق، وأصبح صاحب أشهر مصنع للصناعات الغذائية يحمل اسم سندريلا، متخصص في تصنيع وتوزيع اللبان والمصاصا والنوجا ومختلف صناعات الحلويات.
أصبح مصنع سندريلا هو مصدر دخل لأكثر من ألف أسرة، وليس لأسرة عبد المتعال فقط، حيث برعت بقية العائلة في فروع الصناعات المتعلقة بالمصنع ذاته، وأصبحت المجموعة المصرية صاحبة بصمة وسط سوق الصناعات الغذائية بالشرق الأوسط.
لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، بحسب رواية الحفيد يوسف أحمد، خلال حديثه مع القاهرة 24، فبعد أكثر من ستين عاما من عمل مصنع سندريلا، بدأت المنافسة الكبرى ليست فقط من المصانع المحلية والتي كانت تزيد من انتاجيتها، وإنما من سرب المنتجات القادم من الخارج، والذي استطاع أن يهاجم المحلي وبقوة.
حاول الحاج عبد المتعال الصمود أمام اكتساح المنتجات المضاف إليها الكثير عبر الأسواق، حتى أن أولاده استلموا منه الراية لاستكمال جهده والحفاظ على المصنع الذي أفنى عمره فيه، لكن انتهى الأمر في النهاية إلى وفاة الحاج عبد المتعال وإغلاق المصنع الذي دام طويلًا عام 2008، بسبب الوضع الاقتصادي العالمي.
وبعد مرور 10 سنوات كاملة، قرر الحفيد يوسف بمساعدة أخيه باسل أن يعيد افتتاح المصنع بإمكانيات محدودة، حيث يقول إن العائلة وضعت الكثير من الاستثمار لإعادة تشغيل المصنع من جديد، ليكون مصنع شوكولاتة مصرية قادرة على منافسة المستورد، ويحمل اسم بلو Blue.
استخدم يوسف خامات مبتكرة كانت تستغرق منه صناعة بعض علب الشوكولاتة في بادئ الأمر نحو 10 لـ 12 ساعة، لكنه لم ينجح ولم يحبط أيضًا، حيث خسر المشروع آلاف الجنيهات لم تتمكن من مجابهة المنتجات المستوردة، موضحًا أن ذلك ليس بسبب عيب في المنتج المحلي، وإنما اقتناع المستهلك دائمًا بأن كل ما هو من الخارج كان الأفضل.
لم يستسلم الحفيد يوسف، فعلى الرغم من الخسارة، إلا أنه كان يقتنع بأن سعيه سيأتي بثماره قريبًا، إلى أن نشبت حرب إسرائيل الأخيرة والأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، لتتصدر حملات المقاطعة المشهد بمحاذاة القضية الفلسطينية.
بدائل منتجات المقاطعة
قرر المصريون دعم القضية الفلسطينية، بعدما رأوا بأعينهم إبادة قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي الغاشم، وأوقف استهلاكه للمنتجات التي تدعم إسرائيل اقتصاديًا، والبحث عن كل ماهو مصري لشرائه ودعمه، وبدلًا من المنتجات المستوردة أصبحوا يبحثون عن بدائل منتجات المقاطعة.
حينها كان يوسف دائمًا ما يحاول الترويج عن منتجه عبر منصة السوشيال ميديا، لكنه لم يجد التفاعل المرغوب معه، على عكس الوقت الذي أثار فيه الجمهور المصري حملة المقاطعة، حيث وجد أن الجميع يبحث عنه وعن منتجه المصري، وانتشر منشوره الذي كتب فيه منتجه على نطاق واسع عبر فيسبوك، حيث شجع الجميع على مختلف المنصات بالشراء من شركته، متابعًا: أول مرة نحقق التفاعل ده.
يحلم الأحفاد يوسف وباسل بنجاح حملات المقاطعة التي يروجها العرب والمصريون، ويسعى في استغلال التفاعل الملحوظ عبر صفحته لخدمة كافة المنتجات المصرية المتميزة، ليس فقط لانتشار منتجه المحلي، وإنما لتشجيع كافة الصناعات المصرية التي يتفوق البعض منها على المنتج المستورد، خاتمًا: شاركونا الحلم إننا نقدم منتج مصري بجودة تليق بالصناعة المصرية.