بعد تأجيل القاهرة مكة عدة مرات.. أفلام خرجت للنور رغم تعنت الرقابة| تقرير
السياسة والجنس والدين محاذير الرقابة الفنية في أي عمل فني، وفي الأغلب في سوق السينما بالأخص، وتحذر الرقابة صناع الفن دائمًا ألا يلجأوا للمباشرة خاصة في الموضوعات الجدلية التي لها علاقة بالمحاذير الثلاثة، ورُغم ذلك كان دائمًا المؤلفين يقولون أن “الفن حرية وإبداع وتعبير عن الواقع".
ولكن دائما يحدث شد وجذب بين المؤلفين خصوصًا مع الرقابة الفنية؛ بسبب أنهم دائمًا يريدون تجسيد الواقع في عالم السينما، وآخرهم فيلم القاهرة مكة الذي تعسف سنة في الرقابة بسبب بعض المشاهد، ولكنه في نهاية يخرج للنور قريبًا للجمهور.
وكان من أبرز المجادلين مع الرقابة هو السيناريست الراحل وحيد حامد؛ بسبب جرأته الدائمة في الأعمال وإسقاطاته على أكثر من وضع، خاصةً في السياسة، ولكن رغم كل هذا خرجت أفلامه للجمهور واستمتع بها.
مباشرته الصريحة.. أحمد سبع الليل خرج بأعجوبة
عرض فيلم البريء عام 1986 للفنان أحمد زكي، ولكن قبل خروجه للجمهور تعسف العمل في الرقابة، وحاول المخرج عاطف الطيب والسيناريست وحيد حامد يتحايلوا على الرقابة، وكتبوا على تتر الفيلم “ وقائع هذا الفيلم لا تمثل الحاضر”.
وتحدث وحيد حامد سابقًا في أزمة فيلم البريء، وهي أن أزمة العمل كانت الاعتراض على مشهد أن أحد الجنود يطلق النار على أحد الظباط، فقرر وقتها وزير الدفاع والدخلية حذف مشهد النهاية وبعض مشاهد العمل، لأنه لا يصح الجنود تتطلق النار على الظباط !
أزمة فيلم القاهرة مكة.. توقف سنة !
تحمس الجمهور لـ فيلم القاهرة مكة بطولة الفنانة منى زكي منذ أكثر من عام، وذلك بسبب توليفة النجوم وعودة منى زكي من جديد للسينما، وأيضًا وجود مخرج كبير مثل هاني خليفة للفيلم، ولكن تعسف العمل لمدة سنة بسبب اعتراض الرقابة على تصوير بعض المشاهد وأنها غير لائقة وجريئة، فقرر صناع العمل إعادة تصوير المشاهد والذي كلفهم كثيرًا، وأخيرًا يخرج الفيلم للسينمات خلال نهاية عام 2023 أو في يناير 2024.
سلبيات ثورة 23 يوليو.. الكرنك يخرج بأمر من السادات
عرض فيلم الكرنك عام 1975 بطولة الراحلة سعاد حسني، ولكن تعطل العمل في الرقابة ورفض وزير الثقافة يوسف السباعي عرض الفيلم، وذلك بسبب استعراض العمل سلبيات ثورة 23 يوليو، ولكن تدخل الرئيس السادات شخصيًا وقتها لعرض الفيلم، وبالفعل تم عرضه وحقق نجاحًا كبيرًا، وكان ومازال من أجرأ الأفلام التي عرضت في تاريخ السينما المصرية، وهو عن رواية الكرنك لـ نجيب محفوظ وسيناريو وحوار ممدوح الليثي وإخراج علي بدرخان.
112 نائبا اعترضوا على يعقوبيان
أثار فيلم عمارة يعقوبيان جدلا كبيرا، وذلك بسبب جرأته في طرح موضوعاته وحواره الصريح، ووصل الهجوم للفيلم إلى 112 نائبا في البرلمان يطالبون بحذف مشاهد منه، وذلك بسبب الإساءة إلى سمعة مصر، ولكن عُرض الفيلم على لجنة من داخل البرلمان وطالبوا أنه لم يحذف أي مشهد، ووقتها اعتبر وحيد حامد هذ انتصار لحرية الإبداع، وقال وحيد حامد وقتها: السينما الحقيقية هي التي تعري المجتمع.
ومن الحوارات المميزة من فيلم عمارة يعقوبيان، الحوار بين خالد صالح ونور الشريف وهو: احنا دارسين نفسية الشعب المصري.. الشعب المصري كله ماسك في ايد الحكومة زي ما تكون أمه اللي خلفته، حتى لو الحكومة دي ماشيه على حل شعرها.
لف على الأجهزة الأمنية.. أزمة فيلم كشف المستور
يعد فيلم كشف المستور بطولة الفنانة نبيلة عبيد من الأفلام التي توقفت في الرقابة بسبب جرأة الحوار، وفي حوار تليفزيوني سابق لـ الراحل وحيد حامد قال: فيلم كشف المستور لف على كل الأجهزة الأمنية، ولكن في النهاية خرج العمل، وهو من إخراج عاطف الطيب.
ومن أقوى الحوارات التي كانت في الفيلم هو مشهد نبيلة عبيد ويوسف شعبان وهي قائلة له: يعني كل الكفاح اللي كافحناه على السراير ده مجبش أي نتيجة ؟!