حب فرقه القصف| قصة زفاف ألغته الحرب على غزة.. والعروس: خطيبي بالقطاع ولم يتمكن من العودة إلى الضفة│خاص
في يوم 24 أكتوبر 2023، كان من المقرر أن يحتفل العروسان عبلة وأحمد فلسطينيا الجنسية بعرسهما بقطاع غزة، وسط فرحة أهليهما وأصدقائهما بعد قصة حب استمرت نحو 4 سنوات، منتظرين تكليلها بالزواج.
هّم أحمد فورة العريس بالتوجه إلى قطاع غزة من الضفة الغربية، قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، لاستخراج تصاريح الزفاف المطلوبة بصحبة أهله، تاركًا عبلة جابر خطيبته على أمل العودة مجددًا لإقامة حفل زفافهما.
مأساة عبلة وأحمد
تروي عبلة لـ القاهرة 24، مأساتها في الحرب التي فرقت بينها وبين خطيبها، وأطاحت بفرحة عرسها جراء القصف: أعيش في منطقة الخليل بالضفة الغربية، كنت أستعد للزواج بقطاع غزة بعد قصة حب استمرت 4 سنوات، بعد أن كان لقائي الأول بخطيبي في الإمارات.
كان العريس مقيما في أبوظبي نظرًا لظروف عمله، إلا أنه قرر إقامة العرس في قطاع غزة لإدخال الفرحة على قلب أسرته وأهل خطيبته، لكن باءت أحلامه بالفشل بعد نشوب الحرب والقصف المستمر على غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
تستكمل عبلة حديثها: كانت في معارضة كبيرة لخطبتنا، لأن أهالينا مقدروش يشوفوا بعض بسبب الاحتلال والانقسام، لكن والده وعمه قدروا يدخلوا في النهاية بتصريح، وماما أقنعت والدي وتمت الخطبة بشهر 8 الماضي، وبدأنا نرتب أوراقنا.
ذهب أحمد إلى غزة يوم 3 أكتوبر، تجهيزًا للفرحة المنتظرة التي لطالما حلما بها، وخططا لها معًا، لكنه لم يكن يعلم أنه بذهابه سيخاطر بعدم رؤية عبلة مجددًا، كما أنه من الممكن أن يخسر عمله كمهندس مدني، لاحتمالية تخطيه مدة إجازته المسموح بها.
قبل الحرب بأسبوع فقط كانت عبلة تتجهز للسفر والاحتفال، لكنها الآن عالقة بين الخوف والقلق، مع كل غارة، ومع كل انقطاع عن الاتصال، تغتال إسرائيل فرحتها، واستشهد المغني الذي كان من المقرر أن يحيي سهرة الشباب، بالإضافة لثوب حنائها التي لا تعلم مصيره.
واختتمت عبلة حديثها قائلة: ميهمنيش دلوقتي إلا أنه يفضل بخير، ويرجعلي بالسلامة.
أحلام عبلة وأحمد تتدمر بسبب الحرب
نشرت عبلة على صفحتها بمنصة فيسبوك لتهنئة خطيبها بمناسبة عيد ميلاده، والتعبير عن مشاعرها تجاه النكبة التي حلت فوق رأسهما، ومنعتهما من تحقيق الأحلام التي انتظاراها بشغف، والمشاهد التي لم تسنح لها فرصة لرؤيتها عن مدينتها التي وقعت في حبها دون أن تعيش فيها، تأمل الآن أن يجمعهما لقاء، وتستطيع أمواج البحر بغزة أن تزيح عنهما الآلآم التي عاشاها.
فقالت عبلة خلال منشورها: اليوم كان عيد ميلاد خطيبي، وهو الآن في غزة، أهاتفه على استحياء لأتمنى له عاما سعيدا، وأبكي بعدها مع كل غارة وكأنها في قلبي، كنت أتهيأ لزيارتي الأولى، وكان يحدثني عن تجهيزاته والقاعة التي حجزها، ويقول لي إنها مطلة على البحر فأفرح، فأنا سليلة الجبال المشتاقة لموج المتوسط وساحل غزة، كنا نعد الأيام ونحلم بجلسة تصويرعلى الكورنيش، لكن أتت الحرب لتنسف ذكريات لم تأت بعد، لمشاهد تخيلتها ولم تتح لي فرصة رؤيتها فأغلبها صار رمادا كحي الرمال الذي كثيرا ما حدثني حبيبي عنه.