الفجر من رَحِم الظلام سيولد.. أعمال درامية جسد أبطالها أعلى منازل الصبر لتخطي الظلم الواقع عليهم | تقرير
“وإني برغم الظلام لست بيائس.. فالفجر من رحم الظلام سيولد”.. ياما في الحبس مظاليم، وبالطبع هم كثيرون، من تعرضوا للظلم الفادح ووقع عليهم أبشع أنواع العقاب، وهو الحبس بين أربع حيطان، وسجان واقفًا بعيدًا يملك مفتاح حريتك، ويأبي أن يمنحك إياها، بأمر من الحاكم، وأنت وهو كمحكومون، لا عليكم سوى التحلي بالصبر، والربط على قلوبكم، باحثين عن مسكنات لتلك القلوب المنكسرة.. ولو بشكل مؤقت، وبالنهاية، تُصبّر نفسك بأنه بالطبع من حضن الليل فجرك مولود، ومن شأن نور الصباح أن يتجلى من جديد.
وتزداد يومًا بعد يوم عدد ضحايا الظلم داخل السجون، بالأعمال الفنية، الدرامية كانت أم السينمائية، وقدمت الفنانة حنان مطاوع مؤخرًا، عملا جديدا يناقش فكرة الظلم داخل السجون، وهو مسلسل صوت وصورة، التي جسدت خلاله دور رضوى التي تم سجنها ظلمًا، وتزامنًا مع هذا، نستعرض في السطور التالية أبرز المسلسلات التي عانى أبطالها من الظلم داخل السجون، واحتاجوا من الصبر، ما يعادل قدر صبر سيدنا أيوب على بلائه.
اغلطي يا دنيا وارحميني.. حبيشة الذي أبكت له عيون الملايين
“إشمعنى أنا.. مستقصداني وجاية ليه دايما عليا؟”.. جائت تلك الكلمات ضمن تتر مسلسل ابن حلال الذي عرض في موسم رمضان 2014، وقدم الفنان محمد رمضان خلاله دور حبيشة، الذي تجسدت فيه كل معالم المروءة والشهامة، حتى دفع ثمنها غاليًا، فكلفه الأمر حريته بأكلمها، عندما قرر في لحظة لا إرادية أن ينقذ عزيزة -ميرهان حسين-، بعدما قتلها نائل -أحمد حاتم- هي وصديقتها يسر -سارة سلامة-.
ولكنه لم يكن يعلم أنه يفتح على نفسه أبواب جهنم -حرفيًا-، وأن عائلة نائل ذات المنصب الكبير، ستجبره على الاعتراف على نفسه بأنه هو الجاني، مقابل مبلغ كبير من المال، بجانب إجبارهم لـ عزيزة بالشهادة الزور ضد حبيشة، ليقضي عدد من سنين حياته داخل القناطر، ليكون بذلك هو من حاسب على المشاريب فعليًا، وجائت جملة مؤثرة لوالدته أثناء تواجدها بمحاكمته، وقالت: “في اللي لا بيغفل ولا بينام”، ليخرج حبيشة من السجن ليس كما دخل، حيث ودّع نسخة حبيشة التي كانت على سجيّتها، وتحول لشخص يعلم جيدًا كيف يواجه تلك الحياة وذئابها البشرية.
دافع عن نفسه وعن شرف ابنة بلده.. فكان السجن مكافأته ومأواه
دافع عن شرف ابنة بلده، التي هي من غير دينه، ولكنه لم يهتم بتلك التفاصيل الصغيرة، فالذي حركه في هذا الموقف هو نخوة الرجال فقط، والشهامة التي لا تفرّق بين غني وفقير، فدافع آدم -تامر حسني-، عن نانسي -مي عز الدين-، في مسلسل آدم، الذي عرض في موسم رمضان 2012، وذلك بعدما رآها بالصدفة تستنجد به، بسبب اعتداء الخواجة عليها في منزله.
فقرر آدم الدفاع عنها، وبالتبعية عن نفسه، لأن هذا الرجل المُعتدي أطلق على آدم النار، ثم أمسك بسلاحه ليقتله، ولكن استطاع الأخير أن يلحق بنفسه، وقتله هو الأول، ليظل آدم في صدمة كبيرة، بعدما تحول من مجرد عامل دليفري، لقاتل بدم بارد، ثم لهارب من العدالة؛ لأن الشرطة بالطبع لا تعترف إلا بالأدلة، والدليل الوحيد على أن آدم قتل هذا الرجل دفاعًا عن نفسه وعن شرف فتاة، وهو تسجيل الكاميرات بمنزل الرجل، والتي لم يستطع آدم العثور عليها، ليظل حبيسًا في أمن الدولة، بجانب تعذيبه المبرح من قِبل الضابط سيف الحديدي -ماجد المصري-.
لا قهر كقهر الرجال.. وقهر رشيد الأعظم والأصعب
أبكانا الفنان محمد ممدوح في موسم رمضان الماضي 2023، من خلال شخصية رشيد التي قدمها في المسلسل الذي حمل نفس الاسم، بعدما تم حبسه ظلمًا بتهمة قتل الحاج فهمي -صلاح عبد الله-، لأن كانت كل الشكوك كالعادة في غير صالحه، واتضح فيما بعد أن صديقان عمره هما الذان دبرا تلك المكيدة له، التي أدخلته السجن لسنوات، وكلفه هذا الأمر أن يتم تربية ابنه الصغير بعيدًا عن عيونه، ووضعته في مواجهة صعبة معه بعد مرور تلك الأعوام، عندما وقفا أمام بعضهما ولم يعرفا بعض، ومن أكثر المشاهد المؤثرة له أثناء أحداث المسلسل، عندما علم وهو في السجن، أن ابنه ضاع فعليًا، ولا أحد يعرف له طريقًا ولا يرعاه، وكان له منولوج مؤثر وهو يبكي، عندما قال: “أبوس إيدك يا باشا أطلع أنا أدور عليه، هطلع وأرجع على طول، ورحمة أبويا لأرجع، الواد ضاع”.
أنا مش شايفة قدامي غير البدلة الحمرا.. رضوى صاحبة الحق الضائع
وأخيرًا، قدمت الفنانة حنان مطاوع دور رضوى المظلومة، في مسلسل صوت وصورة، الذي يعرض حاليًا، وتم اتهامها بقتل الطبيب الذي تحرش بها قبل تلك الواقعة بفترة قليلة، وهو الفنان مراد مكرم، وتم حبسها لكفاية الأدلة التي تشير إلى إنها هي الجانية في هذا الجريمة، بالإضافة إلى الدافع القوي لها لقتل الرجل، وهو لأنه تحرش بها، ولكن كان جميع أصدقائها وأقاربها يعلمون حقيقة براءتها، والأمر الذي أكد ذلك، هو التلاعب في فيديوهات كاميرات المراقبة المتواجدة بمكتب هذا الطبيب، وسجنت رضوى، وقضت العديد من الأيام وحيدة منسية داخل جدران السجن، ومن أبرز الجمل المؤثرة لها، عندما قالت: “أنا مش شايفة قدامي غير البدلة الحمرا”.