أطراف مبتورة وأحدهم تحول مسار معدته.. أطباء مصريون عن إصابات غزة: هناك حروق بنسبة 70% |خاص
ما بين الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، وتسليط الضوء من كل حدب على جرائم الجيش الإسرائيلي، والذي يرتكبها في حق أهالي مدنيين منذ 30 يوم تقريبًا، أصبحت رفح المصرية هي محور الأحداث في الوقت الراهن، ذلك المعبر الشاهد على أوجاع وجراح ملايين عُزّل، يتعرضون للإبادة الجماعية من خلال قصف مميت على رؤوسهم، والذين وصلوا إليه لتلقي العلاج، بعد أن نالت منهم غارات وحشية.
خلال الأيام الماضية، كان معبر رفح هو الملجأ الآمن لقاطني غزة، فجاءت مصر بقرارها الإنساني، والذي أفاد بفتح أبوابها أمام مصابي غزة، حتى يبدأوا رحلة العلاج داخل الأراضي المصرية.
وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم أوجه الرعاية والدعم الصحي للأشقاء القادمين من الأراضي الفلسطينية، والذين تم توزيعهم على ثلاثة مستشفيات مستشفى الشيخ زويد المركزي، ومستشفى العريش العام، وكذلك بئر العبد، وسرد أطباء مصريون شاهدوا بأعينهم جرحى غزة، كيف كانت نوعية الإصابات المروعة، وكيف تحولت حياة العشرات إثر رصاص الجيش الإسرائيلي لـ القاهرة 24.
مصابين غزة في مصر
الطبيب أحمد، مشرف التدريب على متطوعي أطباء مصر من قِبل النقابة العامة للأطباء، علم بأن مصابين غزة لم يكونوا جرحى عاديين، فإذا كانت الصور والمقاطع المصورة المنتشرة عبر منصات السوشيال ميديا، تشرح الوضع الحالي في غزة، إلا أن رؤيتها بالعينين حقيقية، وما تابعها من تدهور جسدي عام، تصيب الشخص بالهلع، هناك إصابات وصفها بالكارثية، كسور مضاعفة بالأطراف السفلية والعلوية معًا بنفس الجسد، وكذلك الحوض، بالإضافة إلى بتر الأطراف، وأبسطهم إذا كان طرفًا واحدًا.
هذا بجانب جروح شديدة وحروق تحتاج إلى جراحات تجميلية عميقة، ولكن هناك مشكلات جمة، فتلك الحالات ضُربت في الأسبوع الأول من الحرب على غزة، وهو ما أدى إلى مكوث الحالات بمصابها لعدة أسابيع متتالية، وهو ما أدى إلى تفاقم وضعها وإصابتها بالعدوى.
إصابات مركونة بقالها اسبوعين وزيادة وده شيء منتهى الخطورة خاصة مع حالات بتر الأطراف.. بهذه العبارة وصف الطبيب أحمد خلال حديثه لـ القاهرة 24، حجم الكارثة التي يواجهها مصاب غزة، لأن هناك مزيد من الحالات التي حُجزت بالعناية المركزة بسبب هذه الإصابات، حيث إن الجسد أصبح معرض التلوث شديد، في ظل الظروف غير الآدمية، لأن البتر مُسرب ويحدث مضاعفات جسدية قوية.
أما الطبيب سامي الترباني الممارس العام، فركز على حروق مصابي غزة، والذي أكد أنها تصل لـ 70%، معتقدًا أنها بسبب تأثير الأسلحة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي على المدنيين، أما عن حالات بتر الأطراف، فكانت الإصابة السائدة عبر الحالات الوافدة.
ومن فظائع جرائم الجيش الاسرائيلي، والتي وثقتها الإصابات المروعة على أجساد مصابين غزة، كانت تحويل مسار عملية الإخراج عن طريق فتحة بالبطن، والتي يرجح سامي أنها بفعل شظية من صاروخ الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف في وقت سابق، الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، لـ القاهرة 24، أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف الأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها، وينتج عن القصف إصابات شديدة الخطورة، منها حروق تسبب في إذابة الجلد وتشوهات غائرة، وهو ما يدل على استخدامه أسلحة محرمة دوليًا وغير معتادة، مثل القنابل المدمرة الحارقة والفسفور الأبيض.