الخميس 21 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

استديو وسام.. قصة حلم انتهى تحت الركام على يد الاحتلال في غزة

ستوديو وسام بعد القصف
أخبار
ستوديو وسام بعد القصف
الخميس 09/نوفمبر/2023 - 04:25 م

السادسة صباحًا مع مطلع شمس الثلاثاء 11 أكتوبر، بينما كانت وسام سعيد تصلي إذ بصوت يخرق مسامعها إثر قصف طيران رجف قلبها قبل جسدها، وما إن انتهت من سجودها هرولت على شباكها تطالع أثر الضربة، ووقع نظرها على الاستديو الخاص بها إذ به أصبح ركامًا، انتظرت حتى وقف القصف وذهبت لموقعه ولكن كل شيء أصبح رمادًا.

حال المصورة الفلسطينية هو حال أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني من قاطني قطاع غزة، فلكل شهيد حياة كتب الاحتلال الإسرائيلي نهايتها، ولكل فلسطيني حلم لم يكتمل ولكل ناجي مأساة، الدمار في كل بقعة في غزة والموت والخراب يلاحق الفلسطينيين، وفي كل لحظة يودعون إما حبيبًا أو حلمًا.

توجهت السيدة الثلاثينية عقب وقف مؤقت لقصف الاحتلال إلى موقع الاستديو، لتجد كافة أغراضها وعدسات كاميراتها التي طالما منحت السعادة بها لمن حولها، رمادًا، صورًا بمثابة ذاكرة لأصحابها لم تتسلم بعد، أرشيف عمل شهور تحت الركام، تطالع حال مشروعها الذي عملت على جمع أمواله طيلة سنوات عمرها الثلاثون، وبنفس راضية صامدة أمام مصابها الأليم تردد الحمد لله، «والله ما حكيت إلا الحمد الله، بس زعلت كل أغراضي اللي محروقة، وكاميراتي، اللي قعدت اتذكر اني حرمت حالي كتير حتى أشتريهم لقيتهم رماد، الحمد الله رب العالمين أجت بالمال.. وما اجت بولادي ولا زوجي».

توثيق ما يحدث بوطنها فلسطين كان حلمها منذ نعومة أظافرها؛ لذا حلمت بالعمل كصحفية لتكون أداة رصد وتوثيق لما يجري ولكن كانت الظروف حائلًا بينها وبين تحقيق حلمها فلم تتمكن من استكمال تعليمها، حتى تزوجت وحصلت على دورة تدريبية في مجال التصوير لتعمل بعد ذلك كعاملة في عددًا من ستديوهات غزة.

موقع استديو وسام بعد القصف 

«استديو وسام» 

طوال 13 عامًا من العمل الدؤوب كانت تضع السيدة الثلاثينية حلمها نصب أعينها تدبر الأموال حتى تنشئ استوديو تصوير خاص بها، وفي ليلة رأس السنة من مطلع العام الجاري تبسم لها القدر ومنحها أملًا جديدًا بفتح مشروعها الخاص الذي يحمل اسمها، «ما قدرت اتعلم.. لكن قدرت امسك كاميرا واصور، تعبت كتير لعملته 13 سنة واقفة على رجلي لوصلت لهنا، حلمي من وأنا طفلة خلاص بيتحقق، وكان إقبال عليا من الناس وحبوا شغلي كتير.. حتى سرق الاحتلال حلمي ومصدر رزقي، خلاص راحت معداتي ومكاني وما ضللي ولا شيء.. ولو عشنا وخلصت الحرب ما في شيء أبدأ منه»، تقول وسام لـ القاهرة 24 .

المصورة وسام سعيد 

7 أكتوبر، حيث عملية طوفان الأقصى، لحظة فارقة في حياة وسام، دب الأمل في قلبها وشعرت بفخر كبير لأول مرة تشاهد أثار الدمار على الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وفي الوقت نفسه كان لديها مخاوف من رد فعل الصهاينة، ولم تكن تعلم بأنها على موعد مع وداع مؤقت لمشروعها، وشاهدة على حرب هي الأقسى من بين 5 حروب عاشتها في قطاع غزة.

وبالرغم مما مرت به وسام من خسارة خلال الأيام الماضية، قررت ألا تقف مكتوفة اليدين أمام قسوة المشهد في وطنها وما يعيشوه من جرائم حراب وانتهاك صارخ للإنسانية، لتقوم بالتطوع مع إحدى جمعيات الإغاثية التركية في فلسطين، حتى تغيث النازحين في مدارس الإيواء وتقدم لهم الدعم اللازم من طعام وملابس ومنظفات وغيرها من المستلزمات، قائلة: لازم أقدم أي حاجة، بلدي بيحتاج الكثير.. وهاد اقل شيء ممكن أقدمه، راحتي في إغاثة غيري».

تابع مواقعنا