الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 10 نوفمبر 2023، في جميع مساجد مصر تحت عنوان الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها.
وجاء النص الكامل لخطبة الجمعة في المساجد كالتالي:
نص خطبة الجمعة اليوم
"الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ | خَبِيرٌ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عَبْدُه ورسوله، اللهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الإنسانية رحمة وعدل وإنصاف بين البشر جميعا على اختلاف معتقداتهم وألوانهم ولغاتهم، وأعراقهم من منطلق منظومة أخلاقية وحضارية من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم لينعم الناس جميعًا بالأمن والاستقرار دون تفرقة بين إنسان | وآخر أو شعب وآخر، مع تأكيدنا أنه لا إنسانية بلا عدل، ولا إنسانية بلا رحمة ولا | إنسانية بلا قيم وديننا الحنيف دين الإنسانية الحقيقية التي استمدت أبعادها من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة؛ حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. فالإنسان على مطلق إنسانيته - مُكرّرم بتكريم الله تعالى له، يقول سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمنا | بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ". ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنْ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِي عَلَى عَجَمِيٌّ وَلَا لِعَجَمِيٌّ عَلَى عَرَبِي، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ | عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
ومن أهم الأبعاد الإنسانية الرحمة بالضعفاء والأطفال، واحترام كبار السن، وإعطاء ذوي الهمم حقوقهم كاملة غير منقوصة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إنما تنصرونَ وتُرزقون بضعفائكم"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنا، ويُوَفِّرْ كَبيرنا"، وعندما مَرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) برجل كبير السن مِنْ أَهْلِ الكتاب يسأل على أبواب النَّاس، فقال له سيدنا عمر (رضي الله عنه): ما أنصفناك في شبيبتك، ثم ضيعناك في كبرك، ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه، ويقول صلى الله عليه وسلم): "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء".
ومن الأبعاد الإنسانية تفريج الكرب عن المكروبين والمستضعفين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ نَفْسَ عَنْ مُؤْمِن كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفْسَ الله عَنْهُ كُرَبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّر عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، والله في عَونِ العَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَونِ أَخِيهِ"