تبرعات ودعم مادي مستمر.. الجانب الإنساني من حياة الشحرورة صباح بذكرى ميلادها
البهجة والأناقة والسعادة عنوان قلب الشحرورة صباح، التي حرصت على أن تنقلها للجمهور في كل لقاء يجمعها به، العطاء كان هدفها الدائم في الحياة سواء لأصدقائها أو عائلتها أو حتى الأشخاص الذين لا تعرفهم، ولكن تتعاطف مع حالاتهم، وتعددت مواقفها الإنسانية والداعمة لكل الأشقاء العرب، وبالتزامن مع ذكرى ميلادها اليوم 10 نوفمبر، نسرد لكم عددا من تلك المواقف الإنسانية الداعمة لأبناء بلدها وبلدان عربية شقيقة.
تبرع للعمّال المحتاجين
في 14 ديسمبر عام 1955، أقامت رابطة العمّال العرب حفلة خيرية ساهرة ذهب ريعها لمساعدة العمّال المحتاجين من محدودي الدخل، وكانت الشحرورة أول المتطوعين لإحياء تلك السهرة.
تبرع للشعب الجزائري
في عام 1958، تطوع العديد من الفنانين لجمع تبرعات للشعب الجزائري المقاومين للاحتلال الفرنسي في إطار أسبوع الجزائر، ونزلت إلى شوارع القاهرة وطافت في أرجائها تجمع التبرعات مع الفنان عبد الحليم حافظ وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمود ذو الفقار، وامتلأت الصناديق في وقت قصير، ولم تكن لترد على أسئلة الجمهور إلا بعد أن يتبرعوا لصندوق الجزائر.
تبرع لأهالي المغرب
زلزال أغادير الذي وقع في 29 فبراير عام 1960 يعد من أكبر الكوارث التي وقعت في العالم العربي، حيث وصل عدد الضحايا إلى 15 ألف حالة وفاة و12 ألف جريح، فقررت إذاعة صوت العرب إقامة حفلًا بالتعاون مع جريدة الجمهورية على مسرح سينما ريفولي يذهب ريعه لضحايا زلزال مدينة أغادير المغربية، وكانت صباح أول المشاركين بالحفل، ومعها كل من الفنا عبد الحليم حافظ الذي قدم أغنية جواب لأول مرة على المسرح، كما أحيت الحفل كل من الفنانة شادية وفايزة أحمد ونجاة، وقدمت سامية جمال فاصل استعراضي، وحضرها العديد من الممثلين منهم هند رستم وصلاح ذو الفقار وفريد شوقي وهدى سلطان، وقدم هؤلاء الممثلين وردًا للبيع لجميع الحضور والمدعوين وأطلقوا عليه “ورد المحبة” لجمع التبرعات.
تبرع للطلاب اللبنانيين
شاركت الشحرورة صباح في إحياء حفلًا في 26 نوفمبر عام 1961، بجامعة القاهرة، مع العديد من الفنانين سعاد محمد ونجوى فؤاد ومحرم فؤاد، وخصصت ربحها لصالح الطلاب اللبنانيين لمساعدتهم في دفع مصاريف جامعية، وقدمت أغنية أنا حلوة وطيبة خصيصًا لتلك الحفلة، وكانت من كلمات الشاعر فتحي قورة وألحان فريد الأطرس، وحسبما نشرت مجلة الجيل، طرحت الشحرورة الأغنية على أسطوانة من إنتاج فيليبس عام 1962، بعدما سجلتها في ديسمبر من عام 1961.
تبرع للمنكوبين والمجهود الوطني في لبنان
قررت الشحرورة صباح في يوليو عام 1967 مساعدة المنكوبين والمجهود الوطني في لبنان، من خلال تخصيص ريع حفلها التي أحيته وأقامه اتحاد طلاب جامعة بيروت العربية، ولم تكتبي بالتبرع بل أحضرت على نفقتها الشخصية فرقة الأوتار الذهبية بقيادة عازف الكمان عبود عبد العال.
تبرع لإحدى الجمعيات الخيرية
وفي نفس العام 1967، أحيت الشحرورة حفل ختام مهرجان صيدون بدورته الرابعة، والتي انتهت بحفل انتخاب ملكة جمال لبنان، والذي أقيم في جزيرة الزيرة الواقعة عند شاطئ صيدا، وتبرعت بأجرها عن الحفل، وأحضرت معها على نفقتها الشخصية فرقة الأوتار الذهبية بقيادة عازف الكمان عبود عبد العال أيضًا، وكانت إطلالتها مختلفة حيث نزلت إلى المسرح العائم بواسطة التلفريك الخشبي الذي صممه المهند مهيب البزري، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة الأسبوع العربي.
دعم صديقها
ولم يتوقف نُبلها في مساندةَ أشخاصًا لم تعرفهم قط، بل كانت معطاءة لمَن حولها، وعندما وقع الموسيقار إلياس الرحباني في أزمة مادية؛ بسبب توقف النشاط الفني في بداية التسعينات، وكان ينوي بيع الاستوديو الخاص به في لبنان، طلبته صباح لزيارتها في منزلها بالقاهرة، وكانت تعلم بأزمته المادية ورغبته في مساندته، فقدمت له ظرفًا به مبلغًا كبيرًا، وقالت له: للّوس بدي ياك تعملي لحنين، وذلك حسبما قال إلياس الرحباني خلال لقاء تليفزيوني سابق، مضيفًا: وما كان بدها أغاني ولا ألحان ولا سألت عن الألحان بعدما أعطتني المبلغ وعملت هذه التوليفة لكي تساعدني بدون أن تجرح مشاعري.
وكانت الشحرورة أول الداعمين لـ إلياس الرحباني، فهي تعد أول نجمة كبيرة تغني من ألحانه عام 1964 وهي أغنية شفته بالقناطر، وعملا سويًا فيما يقرب من 70 أغنية.
دعم متواصل للنقابات الفنية اللبنانية
كثفت صباح مجهودها لدعم النقابات الفنية عام 1963، وذلك بالإمكانيات المالية والحفلات النقابية والخيرية وحتى فترة التسعينيات، وكانت تعد الممول الأكبر لصندوق نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة، وفي منتصف الستينيات تم انتخاب الشحرورة صباح رئيسة فخرية لنقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة التي كان يرأسها وقتها الممثل علي دياب خلفًا للممثل فيليب عقيقي، ومن ثم عُقد الاجتماع الأول لها في منزلها بمنطقة الحازمية.
من أجل كوكب واحد وشعب واحد
شاركت الشحرورة في مهرجان الصداقة العالمي عام 1998 الذي حمل شعار كوكب واحد شعب واحد، الذي أقيم في كاليفورنيا، وكان الحفل برعاية البيت الأبيض ومنظمة الامم المتحدة وقنصليات تابعة لمختلف البلدان، وعدد من المؤسسات الأمريكية الإعلامية، وقررت الشحرورة المشاركة بالمهرجان دون الحصول على أجر من أجل مغزى المهرجان إيمانًا بشعاره.
وقالت المنتجة والمنظمة للمهرجان داون الدر في لقاء صحفي سابق، إنها تخوفت في البداية من العرض على صباح المشاركة بالمهرجان لأن المهرجان كان مجاني ولأهداف خيرية، ولم يكون هناك ميزانية لدفع أجل فنانة شهيرة وكبيرة مثل صباح، مضيفةً: ولكنني قررت أن أغامر وأعرضها عليها الأمر، ولم أتوقع جوابها فقد قالت لي وبدون تردد “تكرمي سأشارك في المهرجان”.
وتابعت: ولم تغني فقط بدون أجر، بل جمعت أوركسترا من أكثر من خمسين عازف من مختلف ولايات أمريكية ودفعت للموسيقيين من نفقتها الشخصية، ولم تأخذ سنتًا لأنها كانت مؤمنة بما نفعله.