ننشر القصة الكاملة لمصرع عروس بورسعيد على يد شقيقها
لم تبرد نار أسرة العروس التي سفكت دمائها على يد شقيقها في شوارع محافظة بورسعيد، ولم تتمكن الأسرة رغم مرور أشهر أن تدرك أن فريدة نبيل قد سكنت بجسدها التراب، وتعيش كذلك مرارة محاكمة ابنهم القاتل، وفي السطور التالية نكشف تفاصيل تحقيقات النيابة العامة في الواقعة التي تضمنت مفاجآت كبيرة.
ننشر القصة الكاملة لمقتل عروس بورسعيد على يد شقيقها
في يوم 11 من شهر سبتمبر الماضي شهد حي المناخ بـ محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة شهدها العشرات من أبناء محافظة بورسعيد، لفتاة سفكت دماؤها في منتصف الشارع أمام المارة، ولم يستطِع أحد الزود عنها رغم محاولات الأهالي التصدي للقاتل، وحزن الأهالي عندما علموا أن القاتل هو شقيقها، وأن المقتولة كانت تُعد لزواجها وأنها مشهود لها بطيب الخلق بين الأهالي، وتمكن الأهالي في وقتها من الاستمرار في مصاردة القاتل بالحجارة والأخشاب حتى وصلت قوات الشرطة وألقت القبض عليه وضبطت الأسلحة التي كانت بحوزته، وظل الجميع يتسائل عن أسباب قتله شقيقته بهذه الصورة البشعة، إلى أن حصل القاهرة 24 على صورة ضوئية من محضر التحقيق وقرار الإحالة لمحكمة الجنايات، ليكشف للجميع عن كواليس القضية، قبل أن تبدأ محكمة الجنايات في نظرها في 11 من شهر فبراير الجاري.
كلمات قوية من النيابة العامة
وتضمن قرار إحالة المتهم لمحكمة الجنايات، أنه في يوم 11 من شهر 9 عام 2023 قتل محمد نبيل السيد عثمان دحدح شقيقته فريدة عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت النية وعقد عقدا قاطعا على قتلها لما فاض به صدره من غيظ مفتري، وعقل احتنكه شيطانه، وجسد استجاب لفريتها، فأعد لذلك الغرض سكين مطواة وقصد إلى المكان والزمان الذي أيقن قدومها إليه وهو مسكنها ومكان راحتها، قابعا منتظرا قدومها وما أن أبصرها بعينه حتى باغتها من ورائها مستلًا سكينا، وما أن انتبهت لصوته حتى بادرها بنصل سلاحه مجزًا جيدُها ومسددا نصله إليها غير مرة، إلى أن خارت قواها فوالى تسديده لجسدها، إلى أن أغمد نصله بموضع فؤادها، وقاءت جروحها الدماء لتسفك محدثا بها الإصابات التي أودت بحياتها.
وكشفت أوراق تلك القضية أنه ثبت بمعاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة أن الواقعة حدثت بالطريق العام وتواجد آثار لماده حمراء اللون يشبه أن تكون لدماء أمام مسكن المجني عليها مباشرة ووجود كاميرات مراقبة مثبتة بمحيط المسرح، وثبت بمحضر المشاهدة لمقطع مرئي لإحدى الكاميرات المتواجدة بمسرح الجريمة التقاطها لماديات الجريمة حال كون المتهم لها ومدة ترصده للمجني عليها حتى إتمام مقصده برعونة إلى الأفعال المادية الواردة تفصيلًا.
اعترافات المتهم
وتضمن قرار الإحالة ملاحظات النيابة العامة، التي أقر فيها المتهم بالتحقيقات من أنه على إثر قيام المجني عليها بالتنمر الدائم عليه منذ الصغر والتعدي عليه بالألفاظ على نحو يحط من كرامته وعدم أخذ مشورته في أمور شخصية فرسغ في وجدانه الانتقام منها فأعد الأسلحة المستخدمة، وهي السكين والمطواة اشتراهما خصيصا لقتلها وما أن سنحت له الفرصة فقدم إلى محافظة بورسعيد قبل الواقعة بثلاثة أيام ليخطط فيهم كيفية إتمام مقصده.
وأردف قرار الإحالة: وما أن أحكم مخططه فرافق الشاهد الأول حتى بلغ المكان والزمان الذي أيقن قدوم شقيقته إليه وهو مسكنهم، واتخذ مكانا له قبع فيه منتظرًا قدومها، وما أن أبصرها حتى باغتها من ورائها واستل سكين وجز جيدها وانهال عليها بسلاحه غير مرة تسديدا وطعنا في المواضع التي أيقن أنها قادرة على سرعة إنهاء حياتها قاصدًا قتلها حتى فاضت روحها.
وتضمنت الأوراق نص شهادة الشهود، حيث شهد نبيل السيد عثمان دحدح والد المجني عليها، بأنه علم بقتل المتهم نجله للمجني عليها نجلته، وعزى قصد المتهم إزهاق روح المجني عليها وبلوغه مقصده، وأضاف بأن المتهم تارك مسكن العيلة لما يربو على عامين غير عابئا بأسرته، وأكد عدم وجود سمه خلاف قائما فيما بين المتهم والمجني عليها.
وشهد محمد طارق محمد عبد الراضي ويبلغ من العمر 21 عامًا طالب بكلية الهندسة ومقيم ببورفؤاد، بأنه على إثر علاقة صداقة جمعته والمتهم علم بعمله في القاهرة منذ عامين، وتواصلهما خلال تلك المدة المارة بينهما، إلا أن المتهم أبلغه بقدومه إلى محافظة بورسعيد قبيل الواقعة بثلاثة أيام.
وبحسب شهادة صديق المتهم، في يوم الواقعة اتفق الأخير معه على أن يقصد مسكن ذويه، وما أن وطات قدم المتهم ذلك المكان حتى اتخذ من مكان خفيه موضعًا له ليتابع منه أشخاص المارة بالشارع، وقبع فيه قرابة النصف ساعة ويزيد، حتى أبصر المجني عليها قاصدة مسكنها فباغتها من ورائها مستوقفها بندائه عليها واستل سلاحا أبيض سكينتين.
وأكمل: سدده إلى عنقها غير مرة فخارت قوتها وارتطمت أرضا واستكمل تسديد سلاحه لعنقها وجسدها، حتى فاضت روحها محدثا بها الإصابات التي أودت بحياتها، وعزى قصد المتهم إزهاق روح المجني عليها وبلوغه مقصده، وشهدت ناديه عبد الفتاح محمود أحمد إحدى جيران المجني عليها بمضمون ما شهد به.
وشهد محمد أشرف فوزي رمضان ويبلغ من العمر 22 عاما طالب بمعهد رأس البر العالي للدراسات النوعيه والحاسب الآلي، بأنه حال قيادته للسيارة خاصته أبصر المتهم مشهرا سلاحا أبيض سكينا متواعدا المتواجدين بالطريق العام بالإيذاء للزود عنه وعدم ضبطه، وما أن دنى منه حتى خشي بطشه وقطع بسيارته إلى أن تمكن الأهالي من إحكام سيطرتهم عليه وضبطه.
وأضاف بأنه علم من الأهالي بقتل المتهم المجني عليها وتركه لجسمانها بالطريق العام، عقب أن استل الحياة منها، وما أن قصد إلى محل تواجده فوجد جثمانها طافيا على دمائها المسفوكة وقد جز جيدها من الخلف، وشهد محمد محمود محمد حسن ويعمل جزارا بمضمون ما شهد به الشاهد.
وشهد أحمد فتحي الجمل نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة المناخ بأن تحرياته دلته على أنه إثر خلافات سابقه فيما بين المتهم وعائلة المجني عليها ترك مسكن العائلة بمحافظة القاهرة وذلك لما يربو عن العام والنصف ويزيد، ونسج وجدانه أن المجني عليها هي محراب تدميره فعقد العزم على أن يسقر لنفسه بقتلها وأعد لذلك الغرض أسلحة سكين ومطواة.
وواصل: وقدم إلى محافظة بورسعيد قبل الواقعة وقصد إلى المكان والزمان الذي أيقن وجود المجني عليها في مسكنها، قابعا لها من مكان مخفي منتظرا قدومها وما أن ظفر بها حتى باغتها من ورائها بالسكين، مسددا إياها إلى جسدها غير مرة إلى أن سقطت أرضا، فاستكمل تسديد سلاحه بعنقها وجسدها وأغمد نصله في جسدها، قاصدا إزهاق روحها، وأضاف بتمكنه من ضبط المتهم متلبسا بجريمته، وبمواجهته أقر بتصميمه المسبق على إزهاق روح المجني عليها، وإعداده السلاح الأبيض المضبوط لاستخدامها في قتلها، وترصده لها في المكان والزمان الذي أيقن بوجودها فيه، منتظرا قدومها لإتمام مقصده.
تقرير الطب الشرعي
تبين من تقرير الطب الشرعي والصفه التشريحية لفتاة بورسعيد فريدة نبيل السيد عثمان دحدح أن إصابتها هي جرح مستوى الحواف مستعرض الوضع بطول نحو 3 سم يقع بيسار الصدر على بعد نحو 8 سم من الخط المنتصف للصدر، وأسفل محتوى حلمة الثدي الأيسر بنحو 3 سم، وجرح مستوى الحواف مستعرض الوضع غائر بطول نحو 15 سم يقع بخلفية العنق ويمتد من أسفل شحمة الأذن اليمنى حتى أسفل شحمة الأذن اليسرى، ويصل حتى عظام الفقرات العنقية، وعدد اثنين جرح مستوى الحواف مستعرض الوضع بطول نحو 6 سم و7 سم يقع بأسفل خلفيه العنق أسفل الجرح الذبحي السابق، هذا بجانب جرح قطع سطحي بطول نحو 5 سم يقع بأعلى الكتف الأيسر، وجرح مستوى الحواف مستعرض الوضع بطول نحو 6 سم يقع بخلفية الكتف الأيسر، وجرح مستوى الحواف بطول نحو 5 سم يقع بأعلى خلفية الرأس.
وتبين أن الإصابات الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالجثمان عبارة عن إصابات قطعية وطعنية وذبحية تحدث من المصادمة والطعن بجسم أو أجسام صلبة ذات حافة حادة وسن مدبب كسكين أو ما شابه، وهي جائزة الحدوث من مثل السكين المضبوط، وتعزي الوفاة إلى الإصابة الطعنية الحيوية الحديثة المشاهدة والموصوفة بالصدر، وما أحدثته من قطع مستوى الحواف بالقلب وأيضا تعزى إلى الجرح الذبحي الغائر المشاهد والموصوف بخلفية العنق وما أحدثه من قطع بالأوعية الدموية الرئيسيه بالعنق، وما أدت اليه هذه الإصابات من أنزفة غزيرة، ويصح التنويه أن أي من هاتين الإصابتين كافي بإحداث الوفاة بمفرده دون الحاجة للآخر، والواقعة جائزة الحدوث على نحو التصوير المقال عنه بالتحقيقات من إقرار المتهم وشهادة الشهود.
محكمة جنايات بورسعيد
وتنظر محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار جودت ميخائيل قديس القضية التي تحمل رقم 4818 لسنة 2023، والمقيدة برقم 1145 لسنة 2023 كلي بورسعيد، غدا الموافق 11 من نوفمبر الجاري.