توفي زوجي وعليه أيام من رمضان فهل يجوز لي شرعا أن أصومها عنه؟.. أزهري يوضح
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر على سؤال ورد إليه من إحدى المتابعات نصه: توفي زوجي وعليه أيام من رمضان فهل يجوز لي شرعا أن أصومها عنه لأنه كان بارا بي، ومحسنا عشرتي.
توفي زوجي وعليه أيام من رمضان فهل يجوز لي شرعا أن أصومها عنه؟.. أزهري يوضح
وقال العالم الأزهري، إن مما قام عليه بنيان الإسلام وتأسست عليه دعائمه العظام صيام رمضان المفروض بفرض الله الواحد الديان قال الملك العلام: فمن شهد منكم الشهر فليصمه، فمتى ما كان المسلم مقيما صحيحا بالغا عاقلا وجب عليه الالتزام بما جاء في القرآن وبما أكدته سنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم طالما كان المسلم على قيد الحياة، فإذا قضى المسلم نحبه وانتهى عمره وفرغت رحلته في الحياة وكان عليه أيام من رمضان لم يصمها أو نذر صوم أيام معينة لكنه مات قبل أن يفي بنذره فماذا عليه، فهذا ما سوف نجيب عليه.
وواصل: بخصوص واقعة السؤال فنقول يفرق بين أمرين:
- الأول: أن يكون معذورا في عدم صيام هذه الأيام ويكون كذلك إذا استمر العذر الذي منعه الصوم ملازما حتى فارق الحياة، وأدركه الموت فهنا لا إثم يلحقه ولا ذنب يؤرقه لأن الله برحمته أسقط التكليف عما لم يكن في وسع الإنسان ومقدوره وهو لم يكن مستطيعا الصيام في حياته نظرا لدوام العذر معه واستمراره كما أنه لا يكون الصيام واجبا على قريبه أيا كان في قول أكثر أهل العلم لأن الصيام حق الله أوجبه على المسلم مات عنه قبل أن يتمكن من فعله فسقط عنه إلى غير بدل.
- الأمر الثاني: أن يموت وقد زال عنه العذر قبل الموت فأصبح قبل أن ينزل به اليقين وهو الموت متمكنا من القضاء لكنه طل مسوفا القضاء ومؤخرا له حتى زار المقابر بعد أن ألهاه التكاثر فمثل هذا الشخص يخشى عليه من الإثم وعلى أقربائه أن يختار واحدا من أمرين بالنسبة لهذه الأيام:
- إما أن يطعم قريبه عنه مكان كل يوم مسكينا وهذا قول أكثر أهل العلم لما رواه ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات وعليه صيام فيلطعم عنه مكان كل يوم مسكينا.
- وإما أن يصوم عنه بعدد هذه الأيام لما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه.
واختتم العالم الأزهري: وكلا الأمرين وردت بهما سنة خير الأنام، وبناء عليه نشكر أختنا السائلة لوفائها لزوجها ويجوز لها شرعا أن تصوم أياما تماثل الأيام التي كانت على زوجها الذي مات قبل أن يبرئ ذمته منها والله يتجاوز عن الجميع.