ما يمر على فلسطين يمر علينا كما يمر عليهم.. كلمة السيسي الكاملة في القمة العربية الإسلامية
توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بخالص الشكر للسعودية على استضافة هذه القمة في ظروف استثنائية، يمر الوقت فيها ثقيلا على أهالي غزة، الذي يتعرضون للقتل، الحصار، ممارسات لا إنسانية تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي، إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من المصداقية السياسية.
وجاءت نص الرئيس السيسي خلال القمة العربية السعودية، كالتالي:
في البداية وجه رئيس الجمهورية، الشكر للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء، وكذلك أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وللحضور والمشاركين في القمة غير العادية.
وقال السيسي: اسمحوا لي بداية، أن أتوجه بخالص الشكر، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على استضافة هذه القمة المشتركة غير العادية، فى ظروف استثنائية يمر الوقت فيها ثقيلا على أهالي غزة من المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار، ويعانون من ممارسات لا-إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى، وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي، إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى.. من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
وأضاف الرئيس السيسي: كما يمر الوقت ثقيلا على فلسطين وأهلها يمر علينا، وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلما وحزينا يكشف سوءات المعايير المزدوجة واختلال المنطق السليم وتهافت الادعاءات الإنسانية التي – مع الأسف – تسقط سقوطا مدويا فى هذا الامتحان الكاشف.
كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية
وأكد على أن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني ونؤكد اليوم، من جديد، هذه الإدانة الواضحة مع التشديد فى الوقت ذاته، على أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة، من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى وينبغي وقفها على الفور.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن، يتحمل مسئولية مباشرة.. للعمل الجاد والحازم لتحقيق ما يلى دون إبطاء:
أولا: الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار فى القطاع.. بلا قيد أو شرط.
ثانيا: وقف كافة الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان داخل أو خارج أرضهم.
ثالثا: اضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته.. لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
رابعا: ضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية، وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
خامسا: التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
سادسا: إجراء تحقيق دولي.. في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي.
وتابع: لقد حذرت مصر، مرارا وتكرارا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة، ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة، وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها.
ووجه حديث إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولي بأسره، بقوله: إن مصر والعرب.. سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات.. وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام، والآن تأتى مسئوليتكم الكبرى، فى الضغط الفعال؛ لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا، ثم معالجة جذور الصراع، وإعطاء الحق لأصحابه.. كسبيل وحيد، لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة التي آن لها، أن تحيا فى سلام وأمان، دون خوف أو ترويع، ودون أطفال تقتل أو تيتم، ودون أجيال جديدة تولـد، فلا تجـد حولها إلا الكراهيـة والعـداء، فليتحد العالم كله حكومات وشعوبا..لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية.. وإنهاء الاحتلال بما يليق بإنسانيتنا ويتسق مع ما ننادى به من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق جميع الحقوق وليس بعضها".