أحب شخصًا آخر غير خطيبي فما حكم ذلك؟.. علي جمعة يجيب
استقبل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف سؤالًا من إحدى المتابعات تقول في نصه: أنا أحب شخصًا وتقدم لخطبتي شخص آخر وهو غاية في الاحترام، فهل يجوز لها أن تتزوج هذا الخاطب بالرغم أن قلبها قد تعلق بالأول؟.
الحب أمر قلبي وحال لا تكليف فيه
وقال علي جمعة خلال تصريحات تليفزيونية: في هذا السؤال أمور منها أن امرأة قد تعلق قلبها برجل، أو أن رجلًا قد تعلق قلبه بامرأة؛ فما حكم هذا الحب؟ فأقول إن هذا الحب؛ هو أخر خارج نطاق التكليف؛ فالحب حال؛ والحال لا تكليف فيه؛ والتكليف هنا يكون في افعل ولا تفعل؛ ولذلك فهذا الذي قد وقع في القلب؛ يجب أن نضبط سلوكه؛ أي نضبط سلوك هذا التكليف؛ فالحب في حد ذاته جائز؛ بل حاصل؛ لأن جائز كلمة من الأحكام الشرعية.
وواصل علي جمعة: يجب أن نقف عند حدود الله؛ فلا نرتكب المعصية؛ ابتداءًا من النظر، إلى الخلوة، وإلى آخره؛ فنقف عند حدود الله، ولا نخرب البيوت؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من عشق فعف، فكتم فمات؛ مات شهيد).
وأوضح جمعة شرح الحديث: أن العشق هنا؛ هو تملك الحب من القلب حتى تصير كالشيء الواحد؛ فالكرسي مثلًا مركب؛ وبيكون عاشق ومعشوق؛ كالشيء الواحد؛ فسمي الحب الذي تمكن من القلب؛ بالعشق؛ لأنه تركب مع القلب فلا ينفك عنه؛ وهنا تصحيح لبعض من اعترض عن العشق الإلهي؛ لأنه حب تمكن في القلب حتى غلب صاحبه؛ وما ذكره بعضهم من أن العشق مختص بالزواج؛ يُعد اختصاص خاطئ؛.
ونوه إلى حديث من عشق فعف؛ فكتم؛ فلنفترض أنه أتى امرأة متزوجة؛ فليكتم حبه؛ فيعف؛ فلم يقدر، فمات؛ فبذلك مات شهيدًا، وهذا من علو العفة، والطهارة؛ فكان شهيدًا؛ فالعفة والطهارة لم توجد في الأفلام التي تظهر المرأة فيها؛ وتقول لا أنا بحبه وتجري وراه؛ فمع الأسف هذه الأفلام فسدت معنى العفة؛ فالجواب على هذا السؤال؛ هو إن مادام الشخص الثاني مش جاهز؛ فينفع إنك تتجوزي الشخص اللي تقدملك؛ فكان سيدنا عمر يقول: (ليست كل البيوت بنيت على الحب)؛ فالحب حال متغير؛ حتى إن ليلى اعتدنا تزوجت قيس؛ تطلقوا؛ فإذن الحب هذا عارض؛ وله ضوابط؛ والحب أمر قلبي وحالة؛ ومن الممكن أن تتحول طاقة الحب إلى خير؛ فنحن نحب سيدنا رسول الله، والله سبحانه وتعالى، ونحب الوالدين؛ فالحب لا شيء فيه ولكن لا تجعله يدفع إلى الخروج عن العفة، والطهارة، والرقي، والجمال، والحياء.