الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من قمة القاهرة للسلام إلى قمة الرياض

الأحد 12/نوفمبر/2023 - 12:32 ص

في اليوم الحادي والعشرين للعدوان على غزة، وازدياد الأوضاع صعوبة، وكثرة عدد الضحايا نتيجة التدمير والخراب الذي ترتكبه عصابة الاحتلال الصهيوني، تمت الدعوة إلى قمة عربية طارئة، وللأسف الشديد كانت القمة الطارئة ميعاد انعقادها بعد أحد عشر يوما من الدعوة إليها، وكان الوضع في غزة في أسوء حالته من تهجير قسري، وقلة المساعدات الإنسانية، واستهداف المستشفيات والمساجد والكنائس وزيادة عدد الشهداء والمصابين.

كنت كعربي غيور على ما يحدث ونحن نرى أحرار العالم في كل أوروبا يخرجون كل يوم في مسيرات كبيرة؛ للتنديد بما يحدث في غزة، أن ينتفض القادة العرب ليقفوا في وجه آلة القتل الصهيونية لحماية أهالي قطاع غزة، أو حتى يسمحوا لشعوبهم أن يعبروا عن غضبهم، وألّا ينتظروا كل تلك الأيام ليعقدوا قمتهم الطارئة.

وجاء يوم انعقاد القمة الطارئة الإسلامية العربية (جامعة الدول العربية – منظمة التعاون الإسلامي ) وكلنا أمل في أن نرى قمة جديدة ومختلفة عن كل القمم في العقود السابقة.

لكننى ما زال الشغف يتملكني أن يكون هناك بيان ختامي للقمة يهدأ من روعنا، ويجعلها قمة استثنائية جاءت في وقت عصيب، وخرج البيان الختامي في واحد وثلاثين بندًا بين إدانة، وتكليف، ودعوة، ورفض، وتأكيد، وتشديد، واستنكار، ودعم، ووقف، إعادة، تفعيل، وكأنهم يقولون لنا إننا تخطينا مصطلح الشجب والإدانة.

حتى أبو مازن نفسه وهو جالس بين قادة الدول العربية والإسلامية يطالب مجلس الأمن بتحمل مسئؤولياته ووقف العدوان على غزة، ونسى أن إسرائيل لم تحترم يوما قرارات مجلس الأمن ولا كل القرارت الأممية، منتهكة القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني في ممارستها البغيضة طوال الوقت، طالما ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الجميع أن يعلم أن مفاتيح وقف تلك الآلة من الدمار مع أمريكا وفقط بعد أن غضّ العالم الداعم لهمجيتهم الطرف بإيحاء منها وكذب وتدليس على الحقيقة.

وللتجبر أثناء بداية انعقاد القمة اليوم حذرت إسرائيل وطالبت بضروة إخلاء المستشفيات في القطاع لتقوم بتصفيتها، بعد أن قصفت محيط كل المستشفيات وارتكبت مجزرة مستشفى المعمداني، وخروج غالبية المستشفيات عن تقديم الخدمة وعدم سماحها بدخول الوقود، وقلة المسموح به من المساعدات الإنسانية والطبية تهدد بضرب المستشفيات بما فيها من مأوى للفارين من جحيمهم، وما بها من جرحى لن نستطيع تطبيب جراحهم.

لكن سأنظر إلى الجانب الإيجابي من قمة الرياض اليوم، فمما لا شك فيه أن يجتمع كل هؤلاء القادة ليرسلوا رسالة إلى المجتمع الدولي، وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم الغربي المنحاز لإسرائيل هو شيء محمود برغم أنه جاء متأخرًا.

وأن يؤكدوا في قمتهم أن القضية الفلسطينية في قلب كل عربي، وأولوية أولى لكل دولة عربية وإسلامية، وأن يخرجوا بما جاء في البيان الختامي وهو توحيد للصف العربي والإسلامي ورسالة إلى العالم أن القضية قضيتنا جميعًا.

كذلك إجماعهم على التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، يقطع كل طرق الاحتلال في التفكير بمستقبل غزة ما بعد الحرب.

مع أنني كنت أتمنى بعد 36 يوما من حرب الإبادة تلك، أن تكون هناك قرارت تصعيدية وقوية وتهديد بقطع العلاقات مع تلك الدول، والتلويح باستخدام سلاح البترول، ومقاطعة بضائعهم وكل أشكال التعاون والشراكات، حتى يرضخوا للحق، ولتصل صرختهم لكل المؤيدين لإسرائيل لتكون إنذارًا بسرعة تعديل مواقفهم.

أما مصر الجار فهى ذات الموقف الأهم والمشرف، والداعم الأول للقضية الفلسطينية، وانطلاقا من دورها دعا الرئيس السيسي إلى قمة القاهرة للسلام في بداية الأزمة، وحشد المجتمع العربي والدولي، الذي رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى سيناء، فكان ذلك إقرارًا دوليا مهما، وهو إجماع القادة بالقمة على رفض التهجير تمامًا، حيث قال الرئيس إن التهجير خط أحمر.

كما شدد الرئيس السيسي في قمة القاهرة للسلام، على ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وأنه لن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولا التهجير القسري، وأدان كل الانتهاكات الإسرائيلية، ويرفض توسيع رقعة الصراع، وطالب بدخول المساعدات الإنسانية، وأن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية، وأن مطار العريش يستقبل المساعدات من كل دول العالم، ورفعنا درجة استعداد مستشفياتنا لاستقبال الجرحى، وأقمنا مستشفى ميدانيا، والدور المهم الذى تؤديه الجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني المصرية، والهلال الأحمر المصري، في مساعدة الأشقاء الفلسطينين. 

وأخيرا من قمة القاهرة للسلام إلى القمة العربية الإسلامية بالرياض، إلى المجتمع الدولي الذي يجب أن يعي مسؤولياته، إلى مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، وإلى العالم الحر في كل مكان في العالم، وإلى الرافضين لتلك المذابح، وقتل المدنيين العزل والأطفال، أرجوكم أوقفوا الحرب والدمار.

إلى عصابة الكيان الصهيوني، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، الشريك في الدماء التي تنزف، والخراب والدمار الذي شاهده العالم، وإلى كل المؤيدين لإسرائيل في عمليات القتل والتهجير والحصار.

 هل اكتفيتم من الدماء بعد أن تخطى شهداؤنا العشرة آلاف، وآلالاف المصابين؟

 هل اكتفيتم من قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟ 

هل شاهدتم البيوت المدمرة، وقصف المساجد والكنائس، والمستشفيات، وحالة الخراب في كل القطاع؟

هل شاهدتم كيف يعانى هذا الشعب الأعزل نتيجة القصف والتهجير والقتل وافتقاده سبل الحياة والعيش الآمن نتيجة الحصار والتجويع وعدم السماح بدخول المساعدات؟

هل تنتظرون كارثة إنسانية أبشع مما تشاهدونه وأنتم صامتون؟

بحق الإنسانية يجب وقف الحرب فورًا والدعوة إلى مؤتمر سلام عالمي ليشهد العالم بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، على أن تحل القضية الفلسطينة ليعم السلام، فلا سلام بدون عودة الحق لأصحاب الأرض.

فتحيةً إلى كل شهدائنا الأبرار، وتحية لصمود شعبنا الفلسطيني، وتحية لكل حر في العالم منحاز لحق الشعب الفلسطيني، وتحية لكل حكومة وزعيم وقائد أعرب عن تضامنه مع شعبنا في حق تقرير مصيره.

تابع مواقعنا