من هي سويلا برافرمان
بعد إقالة سويلا برافرمان.. فلسطين القشة التي قصمت ظهر وزيرة داخلية بريطانيا
على مدار أشهر طويلة، أثارت سويلا برافرمان، وزيرة داخلية بريطانيا المقالة، الجدل على نطاق واسع، فكانت أكثر الوزراء إثارة للانقسام في بريطانيا خلال فترة ولايتها، وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يتم بها إقالتها من الحكومة البريطانية بسبب آرائها، إلا أنها عادت من جديد وسارت على نفس النهج، الذي أطاح بها في النهاية، وأدى إلى إقالتها من منصبها اليوم الاثنين.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أقال سويلا برافرمان، إحدى كبار وزرائه، في تعديل وزاري لفريقه أدى إلى عودة أحد أسلافه، ديفيد كاميرون بشكل غير متوقع إلى الحكومة.
وقال داونينج ستريت في بيان، إنه تم استبدال برافرمان في وزارة الداخلية بجيمس كليفرلي، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، وتم تعيين كاميرون ليحل محله.
من هي سويلا برافرمان؟
كانت سويلا برافرمان ومنذ فترة طويلة شخصية مثيرة للجدل داخل حزب المحافظين، وأصبحت وجهًا واضحًا لموقف بريطانيا المتشدد ضد طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين، حيث وصفتهم بالغزو، وقادت حملة حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق، لتضييق الخناق على معابر القوارب الصغيرة.
ومن شأن مشروع قانون الهجرة غير الشرعية المطروح من قبل الحكومة، والذي وافق عليه النواب في وقت سابق من هذا العام، أن يمنح الحكومة الحق في ترحيل أي شخص يصل بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة.
ولذلك نددت جماعات حقوق الإنسان بسياساتها الصارمة بشأن الهجرة، بما في ذلك خططها لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، وانتقدها السياسيون المعارضون، وطعنت فيها أعلى المحاكم في البلاد.
في سبتمبر 2022، كانت سويلا برافرمان تتعين لأول مرة وزيرة للداخلية، ولكن تم فصلها بعد أقل من شهرين بسبب اختراق أمني، فمن خلال استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي، أرسلت وثيقة حكومية إلى مشرع آخر لم يكن مخولًا بالاطلاع عليها، وعلى الرغم من إقالتها، تم تعيينها مرة أخرى في اليوم الأول لتولي سوناك في منصبه.
حينها لم يتم انتقاد هذا القرار من قبل المعارضة فحسب، بل من قبل المشرعين في لجنة الإدارة العامة والشؤون الدستورية في البرلمان، والتي أصدرت لاحقًا تقريرًا يوضح بالتفصيل كيف أن تسريب المواد المحظورة يستحق عقوبة كبيرة.
كما واجهت سويلا برافرمان انتقادات عدة، نجمت عن الكتابة في صحيفة ديلي ميل البريطانية، والتي قالت بها إن العصابات التي تعتدي على الشابات، كانت جميعهم من الرجال البريطانيين الباكستانيين، كما أن مرتكبي جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال، هم في الغالب من الرجال ذو البشرة البيضاء، ووصف منظم الصحافة التعليقات بأنها مضللة.
إقالة وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان
أما فلسطين فكانت القشة التي قصمت ظهر سويلا برافرمان وأدت إلى إقالتها مجددا، ففي الأسبوع الماضي نشرت مقال رأي على صحيفة تايمز، تنتقد فيه دائرة شرطة العاصمة لندن، بسبب مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، والتي من حين لآخر تسير للتنديد بالهجمات على غزة، وصفتها سويلا برافرمان، وزيرة داخلية بريطانيا في المقالة، بأنها مسيرات كراهية، وأن الشرطة مزدوجة وعليها أن توقف تلك المسيرات، على الرغم من أن تلك المظاهرات كانت سلمية، وحثت حينها الشرطة على حظر مظاهرة.
واتهمت برافرمان خلال مقالة الرأي التي كتبتها قوات الشرطة بالتحيز، مشيرة إلى أنهم يتخذون موقفا أكثر تساهلًا تجاه المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مقارنة بالمتظاهرين الآخرين، ووصفت المتظاهرين خلال المقالة بـ المتظاهرين الذين يكرهون إسرائيل، والإسلاميين، والغوغاء.
وقبل أيام من تعليقاتها على احتجاج يوم السبت، مما أدى إلى تعميق الخلاف بين مكتبها والشرطة، ادعت في منشور على موقع التغريدات القصيرة إكس، أن الذين ينامون في الشوارع يعيشون به باختيارهم كأسلوب حياة، وأرادت وضع قانون جديد لردع الجمعيات الخيرية عن توفير الخيام للمشردين.
ويمثل اليوم الاثنين المرة الثانية خلال ما يزيد قليلًا عن عام التي يتم فيها إقالة برافرمان، من منصب وزير الداخلية، وقد خدمت في هذا المنصب لمدة ستة أسابيع خلال رئاسة ليز تروس للوزراء العام الماضي.
أصول سويلا برافرمان
ولدت سويلا في هارو، شمال غرب لندن، ونشأت بالقرب من ويمبلي، وأصولها هندية، وكانت والدتها ممرضة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومستشارة لحزب المحافظين، وهي حاليًا تبلغ من العمر نحو 43 عاما.
