باحث مصري بأمريكا: اكتشافنا نحو إنتاج الهيدروجين بالطاقة الشمسية فتح أبوابا للعلماء.. وحلمي الحصول على نوبل| حوار
لطالما كان وقع شغف الحب مع العلم معًا نتائج عظيمة في تحقيق الهدف المرجو من رحلة الاستكشافات العلمية فبسبب ذلك المزيج أنار الباحثون والخبراء والعلماء حول العالم العديد من جوانب حياتنا المختلفة حسب احتياجات كل عصر.
ومع التحول للأخضر اتجه العالم إلى أساليب جديدة للحفاظ على البيئة ليكون من بينها إنتاج الهيدروجين الأخضر للحصول على طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وبسعر رخيص، وهو الأمر الذي أجراه الدكتور حسين بدر، المصري المقيم بأمريكا، حيث شارك فريق بحثي دولي من جامعة دريكسل في الولايات المتحدة في اكتشاف مادة نانوية أحادية الأبعاد من أكسيد التيتانيوم، أحد أبرز مهامها هو إنتاج الهيدروجين من الماء باستخدام ضوء الشمس كمصدر للطاقة المتجددة.. وإلى نص الحوار.
في البداية.. عرفني بنفسك
تخرجت من هندسة القاهرة قسم هندية الفلزات وعلوم المواد، وتعينت مُعيدًا وحصلت على الماجستير في عام 2019، ثم سافرت إلى الولايات الأمريكية المتحدة، ومن ثم بدأت الدكتوراه والتي استغرقت نحو 4 سنوات، عملت فيهم على كيفية صناعة النانو ماتريلز، بطرق تناسب الجميع وتكون رخيصة الثمن وذلك نظرًا لأنها في العادة تحتاج جهد كبير في تصنيعها بسبب الاحتياج إلى مواد كيميائية ضارة بالبيئة والإنسان، أو تكنولوجيا معقدة، وهو الأمر الذي يجعلها غالية الثمن وغير متاحة للجميع.
ما هي مادة النانو التي تم اكتشفاها لإنتاج الهيدروجين الأخضر؟
استطاعنا كفريق بحثي دولي من جامعة دريكسل في الولايات المتحدة بالمشاركة مع المعهد الوطني لفيزياء المواد في بوخارست برومانيا اكتشاف مادة نانوية أحادية الأبعاد من أكسيد التيتانيوم، وهي مادة لم يتم استكشفاها من قبل ورخيصة الثمن ويتم إنتاجها في عوامل بيئية متاحة، وصلت إلى 10 أضعاف في إنتاج الهيدروجين، بالإضافة إلى الثبات الكيميائي حيث أنها ثابتة في المياه لمدة 6 شهور لم تتكسر، وأيضًا يتم وضعها تحت الشمس لمدة 300 ساعة دون أي أضرار.
هل من الممكن استخدام هذه المادة في تطبيقات أخرى؟
بجانب استخدامها مع مجالات الطلقة والبيئة، فنحن نتعاون مع أكثر من 20 جامعة على مستوى العالم، فعند استخدام نفس المادة مع جروب في الصين، وجدنا أنها تقوم على تنقية وتحلية المياه، من اليورانيوم، ففي حال استخدام كيلو واحد من المادة استخدمت كيلو من المادة نستطيع تنقية 25 طنا من المياه، وهذه كمية كبيرة بالمقارنة مع المواد النانوية الأخرى.
نعمل أيضًا في بحث آخر مع جروب استخدام هذه المادة لإنتاج بطاريات الليثيوم بالكبريت والتي تستخدم في الموبايلات، سيارات الكهرباء الجديدة، وكل التطبيقات الجديدة التي يحاول العامل أن يستخدم فيها وقود البترول والغاز والفحم، فعلى سبيل المثال نستطيع استخدم أجهزة بدون عوادم.
متى سيتم تطبيق فاعلية هذه المادة على أرض الواقع؟
التطبيق الفعلي على أرض الواقع يأخذ سنوات، ولكن نظرًا لأهمية الاختراع، هناك خطوات سريعة، وخلال السنة الماضية والحالية نبحث مع الشركات التي تعمل في الهيدروجين ومهتمين باختراعنا ونتحدث معهم في الخطة، ونعرض، وبالفعل سافرت أكتر من مؤتمر ضمنهم قمة الهيدرجين الأخضر.
وهناك حاليًا أحد الشركات التي نعمل معهم حاليًا، لإعطائهم المادة ليطبقوها في إنتاج الهيدورجين الأخضر من خلال المحطة الخاصة بهم.
هل من الممكن استخدام هذه المادة في مصر وإنتاج الهيدروجين الأخضر؟
مصر تستطيع أن تفعل ذلك لأن كل ما نحتاجه هو مياه وشمس، وهذا متوافر بالفعل، ومصر تستطيع بمزيد من الجهد.
شاركت هذا الاكتشاف بأمريكا تحت إشراف مصري الأصل.. حدثني عن التجربة
حقيقة، المعمل الذي قدمنا فيه كل شيء كان تحت إشراف الدكتور ميشيل برسوم، فهو من أهم 10 علماء في العالم، والعالم الأول في مجال علوم المواد، فمن صغري وأنا شغوف هذا الرجل، وأجمل جملة قالها أن هذا الاكتشاف من أكبر اكتشافات حياته.
ما هي الخطوة التالية لكم؟
نعمل الآن على كيفية فصل المياه بالكهرباء ولكن لم يستكمل، ولازلنا نعمل ونستكشف كيف يمكن استخدام هذا الاكتشاف في تطبيقات أخرى، نظمنا العديد من المجموعات على مستوى العالم، فهو نوع جديد من التفاعلات الكيميائية فتح باب أن يعمل العالم والعلماء، وحتى الآن نحاول أن نعرف أكثر عن المادة، نعمل مع العديد من الجامعات بمختلف الولايات في أمريكا، السويد، فرنسا مع 3 جامعات، ألمانيا، البرتغال، الصين، رومانيا، الهند، شركة في اليابان، كل مجموعة لها تخصصها.
ما هو حلمك المستقبلي؟
حلمي دائمًا هو أن أفيد البشرية، وأن أحصل على جائزة نوبل على خطى الراحل أحمد زويل.