الـ ياسين في مواجهة الميركافا.. كيف انهارت الدبابة الإسرائيلية الأكثر تحصينا أمام قذائف محلية مصنوعة في غزة؟
المعارك.. هي أكثر حقول التجارب واقعية لقياس مدى فاعلية الأسلحة دون مبالغة أو دعاية مزيفة تعطيه هالة من القوة لا يستحقها، أو تحط من قدره، وهو ما ظهر بجلاء عقِب عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر الماضي، والتي خططت لها ونفذتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، وما تبعها من محاولات لا تزال جارية من قوات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق قطاع غزة ودخولها تحت قصف مدفعي وصاروخي غاشم استهدف المدنيين العزل، ويقودها المدرعات والدبابات الإسرائيلية من طراز ميراكافا والتي سقطت وتهاوت بسرعة كبيرة أمام قذائف الـ ياسين 105 محلية الصنع.
قذائف الياسين تواجه الميركافا
وتتكون قذيفة الـ ياسين محلية الصنع المضادة للدروع، من حشوتين باعتبارها قذيفة ترادفية، إذ تنفجر الحشوة المتفجرة الأولى مع الارتطام في جسد المدرعة، والثانية تنفجر بعدها بفارق ضئيل من أجل تعزيز الانفجار، واختراق الآلية المدرعة المستهدفة، ويتم تصنيعها في مكان سري بواسطة بعض رجال المقاومة وذلك بحسب الفيديو التعريفي بقذيفة الـ ياسين عبر موقع حركة القسام.
ويتراوح مدى قذيفة الـ ياسين الترادفية، ما بين 100 إلى 500 متر ويكون المدى الفعال في حدود 150 مترًا، كما تبلغ سرعتها القصوى 300 متر في الثانية، وعيار القذيفة 64/105 مليمتر، ويصل الوزن الكلي لـ4.5 كيلوجرامات، المدى الفعال لـ 100 متر، المدى المؤثر لـ 150 مترا، قدرة الاختراق في الحديد الصلب لـ 60 سنتيمترا بعد الدرع الخارجية.
مواجهة الدبابة يحتاج لشجاعة من المقاتل
تواصنا مع اللواء أركان حرب محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والذي أكد لموقع القاهرة 24، أن مواجهة الدبابة بقوة نيرانها وصوتها المخيف في حد ذاته يحتاج رباطة جأش قوية للغاية من قبل مقاتل يحمل قاذفا مضادا للدروع، لافتا إلى أن المقاتل يلجأ في ذلك إلى المناورة والاختباء من أجل الاقتراب منها للتأكد من مكان الإطلاق في الأماكن الأضعف في جسد الدبابة والأقل تدريعا خاصة في الأجناب أو في الفواصل، والابتعاد عن نقاط القوة فيها.
ويشير مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق ومستشار أكاديمية ناصر، إلى أن قذائف الأر بي جي والتي يطلق عليها الـ ياسين والتي تم تطويرها وصناعتها في غزة يعد نجاحا في التصنيع بالنسبة للمقاومة، من خلال تطوير وزيادة قوة المادة القاذفة للمقذوف، مشيرا إلى أن قذائف الأر بي جي عبارة عن صاروخ مصغر يعمل بديناميكية خاصة تعتمد على قوة نارية يتبعها ضغط عالي للغاية لاختراق الدروع للمدرعات والدبابات.
المقاومة نجحت في تطوير وتصنيع مقذوف الأر بي جي
ويؤكد مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق ومستشار أكاديمية ناصر، أن الدبابات مهما بلغت قوة تدريعها ووزنها ووسائل الحماية فيها يتم تدميرها في حال وجود نقطة ضعف ينفذ منها مقذوف صغير للغاية إلى الداخل وهو كفيل باشتعالها، مؤكدا أن الدبابات تعتمد على معادلات صعبة في التوازن بين قوة التدريع والقدرة على المناورة وقوة التسليح؛ ولابد من التناسب بينهم للوصول لأنسب وزن للدبابة أو مركبات القتال.
وردا على سؤال كيف للميركافا وهي أكثر الدبابات تدريعا وصاحبة دعاية كبيرة أن تسقط أمام الـ ياسين؟.. أجاب اللواء أركان حرب محمد الغباري أنه رغم الدعاية القوية لها لماذا لم يتم بيعها لأي دولة أو تشغليها في أي جيش نظامي خارج إسرائيلي، مشيرا إلى أن إمكانياتها لا تتناسب مع إمكانيات الجيوش وتم تصنيعها على حالة خاصة للجنود الإسرائيليين.
قذائف الأر بي جي يتم تطويرها
وتعد فكرة قذائف الأربي جي موجودة في الأساس منذ تصنيعها لأول مرة وخروجها إلى ساحات المعارك والتي تعتمد على فكرة الحشوة الجوفاء وتعمل على إحداث خلل في الدرع ودخول القذيفة إلى داخل الدبابة أو المدرعة وإحداث انفجار بها، وتلك القذيفة يتم العمل على تطوير الذخيرة فيها بمرور الوقت، بحسب تصريحات اللواء أركان حرب حمدي بخيت المحلل الاستراتيجي والعسكري والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.
ويشير اللواء أركان حرب حمدي بخيت، إلى أن تلك القذائف يتم إطلاقها بواسطة استخدام القاذف اليدوي الشهير الأر بي جي وهو من أفضل الوسائل القاذفة لتحقيق الهدف المرجو، لافتا إلى أنه من الممكن إطلاق تلك القذائف والصواريخ بواسطة وسائل قذف أخرى.
مقذوف الياسين فكرة روسية
تتنوع قذائف الأر بي جي روسية الصنع لحوالي 5 أنواع لكل منها وظيفة ومنها المضادة للدروع والمدمرة للتحصينات، ويعد طراز PG-7VR الروسي، صاروخ مضاد للدبابات من Tandem HEAT عالي الكفاءة ويشكل تهديدًا كبيرًا لأي دبابة أو مركبة بغض النظر عن نوع الدرع ووسائل الحماية الأخرى، وهو فعال من حيث التكلفة وله اختراق كبير وقدرة تدميرية، وذلك وفقا لـ موقع شركة روسوبورون أكسبورت الحكومية الروسية، المسؤولة عن صادرات الأسلحة.
دبابة الميركافا
بدأ الجيش الإسرائيلي في التفكير في تصنيع دبابة عقِب هزيمته في حرب أكتوبر عام 1973، ووضع أسُس مشروع تصميم الميركافا الجنرال إسرائيل طال، وكانت أولويته مع الفريق الذي عمل على التصميمات إعطاء الأولوية لحماية الطاقم قبل كل شيء.
دخلت دبابة الميركافا في نسختها الأولى الخدمة في عام 1978، ثم تبعها تعديلات تسببت في إنتاج ميركافا 2 و3 وصولا بأحدث نموذج لها وهي دبابة ميركافا 4، والتي دخلت الخدمة عام 2004، وتم زيادة عدد من التحسينات عليها مقارنة بسابقتها ومنها التدريع خاصة للبرج ونظام السيطرة على النيران وبعض المساعدات الدفاعية ومنها منظومات وأجهزة استشعار متطورة لمواجهة وتدمير القذائف المضادة للدبابات ومدفع هاون وغيرها.
وتعمل دبابة الميركافا محرك ديزل مطور بقوة 1500 حصان، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة 40 ميلًا في الساعة، ويبلغ وزنها حوالي 65 طنان وتحمل 4 طاقم مكون من 4 جنود وتستخدم مدفع من عيار 120 ملم.
الصواريخ المضادة للدروع تقلق إسرائيل والميركافا
ويشعر الجيش الإسرائيلي بقلق متزايد إزاء التهديد الذي تشكله الصواريخ المتقدمة المضادة للدبابات رغم أن نموذج ميركافا 4 تمتلك حزمة دروع مركبة واستفادت بشكل كبير من النماذج السابقة في تطبيق دمج تكنولوجيا الدروع الجديدة، خاصة بعد حربه على لبنان عام 2006 والتي خسر كثيرا من دبابته فيها، وفقا لموقع مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.
تدمير 180 دبابة ميركافا وآلية عسكرية إسرائيلية
ظهر من خلال مقاطع الفيديو التي نشرتها كتائب القسام، تدمير دبابة الميركافا باستخدام مضادات الدروع وعلى رأسها قذيفة الـ ياسين 105 محلية الصنع، وقذيفة العمل الفدائي التي يتم لصاقها بالدبابات من المسافة صفر واستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر وغيرها، لتصل خسائر الجيش الإسرائيلي بعد مرور 38 يوما من عملية طوفان الأقصى واجتياجه لقطاع غزة لـ 180 آلية عسكرية من بينها دبابات الميركافا والتي دمرت تدميرا كليا أو جزئيا وفقا لتصريحات أبو عبيدة المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام.
