الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فقد النطق والذاكرة.. والد طفل فلسطيني قادم للعلاج في مصر يروي كواليس إصابة نجله بشلل نصفي

وزير الصحة يزور الصغار
أخبار
وزير الصحة يزور الصغار المصابين من قطاع غزة - صورة أرشيفية
الثلاثاء 14/نوفمبر/2023 - 04:05 م

«طفلي عمره 5 سنوات، أفقده الاحتلال الإسرائيلي ذاكرته وشل حركة نصف جسده» بتلك الكلمات بدأ أحمد عطية، أحد الفلسطينيين الذين جاءوا إلى مصر عبر معبر رفح البري، حديثه مع القاهرة 24، وذلك عقب تعرض منزلهم إلى القصف الإسرائيلي في اليوم الرابع من الحرب على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ليطبق المبنى على رؤوس من فيه، ويصيب صغيره أمير بإصابة في المخ، وشلل نصفي بالجزء الأيمن من الجسد، وفقدان 90% من الذاكرة، وتوقف عن النطق.

القذائف تتهاوي من السماء دون سابق إنذار

يعود والد أمير، بذاكرته إلى يوم قصف منزله، وهو يحبس دموع العزة، يقول إنه غادر منزله تاركا زوجته وأطفاله؛ ليقضي لهم بعض الحاجات، وبعد دقائق، حلق طيران جيش الاحتلال فوق المنطقة؛ ليقصف المنزل الواقع في جنوب قطاع غزة بشكل عشوائي، «يطالبونا بالنزوح إلى جنوب القطاع، ونحن سكان الجنوب لم نسلم من بطشه، فالقذائف تتهاوى من السماء على الآمنين بمساكنهم، وكلنا شهيد أو ناجي مصاب.

قصف الاحتلال الإسرائيلي المباني السكنية في حي خان يونس جنوب غزة

استشهدت فلذة كبدي وأصيب صبي

بعد عودة أحمد عطية والد أمير، إلى المنزل تفاجأ بتحول المنزل إلى ركام، والجيران يهرولون نحو الأنقاض؛ لانتشال أجساد الشهداء وإخراج من نجى منهم، ونقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، أخذ يزيح الحطام؛ بحثا عن زوجته والأبناء، فما نجى من الغارة إلا زوجته، وأصيب نجله، أما صغيرته فنالت الشهادة.

على مدار 7 أيام قضاها الوالد بصغيره في مستشفى ناصر بحي خان يونس جنوب قطاع غزة، أجرى خلالها عمليتين في الرأس؛ حيث تسبب القصف بخلل ونزيف في المخ، وكسر في قاع العين اليسرى، وشلل بالنصف الأيمن من الجسد، وفقدان بالذاكرة، وتوقف عن النطق، وبعد قضاء أسبوع حولت المستشفى الصبي إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، بسبب كثرة الإصابات، وظل هناك طوال 16 يوما؛ حتى الانتهاء من إجراءات التنسيق لتلقي العلاج في مصر.

وصول مصابين من قطاع غزة إلى مصر لتلقي العلاج

قصف الاحتلال الإسرائيلي محى ذاكرة أمير

ومع مطلع شهر نوفمبر الجاري، انتقل الصغير إلى مستشفى العريش العام؛ لتلقي العلاج اللازم، وأجرى عمليتين جراحيتين بالمخ؛ ووفقًا لحديث الأطباء مع الوالد أجريت العملية لعودة المخ إلى مكانه، فضلا عن تنظيفه من الرماد، بجانب إجراء علاج طبيعي ساهم في تحريك القدم اليمنى بعد شللها، ومن المقرر نقل نجله إلى مستشفى عين شمس الجامعي خلال الفترة المقبلة، لإجراء عملية جراحية أخرى واستكمال رحلة العلاج، التي قد تمتد إلى نحو سنة أو أكثر ليتمكن أمير من الحركة والكلام واستعادة الذاكرة تدريجيا.

وبنبرة تملأها الحسرة، يقول الأب أن طفله ذو الخمس السنوات أصيب بفقدان بالذاكرة، إثر نزيفه لأكثر من 6 مرات وما لحق من خلل في مخ، جعله لا يتذكر اسمه ولا أي شيء عن أسرته؛ لينادي كل من يراه حتى والده بـ«ماما»، ويردد ما يقوله دون إدراك.

إجراء عملية جراحية للمصابين القادمين من قطاع غزة

مقاومة لآخر صغير في غزة

وعبر أحمد عطية والد أمير، على حسن ضيافة الأهالي في مصر، تحديدا شمال سيناء، قائلا: «لساني يعجز بالحديث عن وصف الخدمة المقدمة من قبل الفرق الطبية والأهالي في مصر، حيث الأخلاق والتقدير وتلبية كافة طلباتنا، حتى أنهم يرغبوا أن يدخلوا قلوبنا لمعرفة الأشياء التي لم نطلبها حتى يلبوها لنا، الأهالي هناك بيشلونا على رؤسهم» بتلك الكلمات عبر الأب على استقبال المصريين له، أملًا أن يعود لوطنه عقب انتهاء الحرب، مردفًا: «طالما غزة تقاوم سنخرج الاحتلال الإسرائيلي من ديارنا، وسيأتي اليوم لانقلاعهم من أراضينا، غزة بطفلها وشيُخها وشبابها، كلنا مع المقامة ضد الاحتلال، وندعو المقاومة بالمزيد من الهجوم، نحن مع المقاومة حتى آخر صغير في غزة». 

تابع مواقعنا